26 أسير أفرجت عنهم سلطات الإحتلال
كتب غازي مرتجىكم هي معاناة الأسير في سجنه بين حوائط أربعة .. شعور لا يستطيع أن يتقبله أو يتفهمه إلا من فقد حريته ولو ليوم واحد ..
26 أسير أفرجت عنهم سلطات الإحتلال مساء اليوم , أمضى هؤلاء 548 عاماً بالتمام والكمال داخل الأسر ..
عُزلوا عن العالم الخارجي لمدة 6576 شهراً ..
وفقدوا حياة الإنسان الطبيعي لما يزيد عن 197280 يوماً ..
ولم تسنح لهم فرصة الإلتقاء بمن يُحبّون لأكثر من 4734720 ساعة ..
وفصلتهم 284 مليون دقيقة ويزيد عن التفكير بحياة أجمل..
وأعطوا للوطن 17 مليار و55 مليون ثانية من زهرات شبابهم ..
مقدمة لا بد منها ليعلم الجميع كيف ضحّى هؤلاء لأجل أن نعيش .. كيف وهبوا أجمل دقائق حياتهم لأجل أن ننعم بوطن .. كيف نسوا عدّاد حياتهم لأجل أن نكون ..
السؤال الذي يطرح نفسه هنا .. ما هو مستقبل ( لو تبقّى منه شيئاً) هؤلاء الأسرى ؟ هل سيتوجهّون لمراكز الشؤون الاجتماعية وينتهي بهم المطاف بمحاولة حرق أنفسهم ؟ أم سيبيتون في المستشفيات ويُعاملوا بأقل ما يُعامل به أي مواطن عادي ؟ هل سيبدأون بإرسال المناشدات لإلحاقهم بعمل أو وظيفة أو حتى ليحصلوا على "كوبونة" ؟ .. هل وهل وهل ..
الأوفر حظاً من المحررين من تعلّم صنعة داخل محبسه وعاد ليعمل بها , أو ورث صنعة أبيه وأحياها مرة أخرى , أو استغلّ ابعاده ونقل تجربة مدينته , وغالبيتهم اعتمدوا على راتبهم الضئيل يتقاضوه ولربما بأضعاف أقل ممن لم يذُق طعم "السجن" .
صحيح أن أموال الدنيا لا تُنسي الأسير دقيقة قضاها معزولاً .. لكن تقدير تضحياته تجعله مُنتشياً بنضاله مؤمناً بقضيته مُسلّما بحتمية النصر ..
رسالتي إلى القيادة الفلسطينية .. لا تنسوا أسرانا فهم حكاية الحب في قضيتنا ..
شكراً سيدي الرئيس .. لقد عادت لنا الفرحة .. وعدتهم بالحرية وأوفيت وعدك .. ووعدتنا بأن نكون .. وسنكون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق