الاثنين، 21 يوليو 2014

عار على توفيق عكاشة

تاريخ النشر : 2014-07-14
 
بقلم : عبدالله عيسى

قبل سنوات تفجر غضب شعب غزة المحاصر فحطم الحدود بين غزة ومصر واندفع الناس الى مدينة العريش المصرية بعشرات الآلاف ورغم هذا لم تسجل أي مشكلة بين الأشقاء الفلسطينيين والمصريين بل تعاون الجميع رغم قسوة الحدث الذي لا أؤيده ابدا ولكن الناس الغاضبة المقهورة لديها رأي اخر كما كان للرئيس المصري السابق حسني مبارك رأي اخر أيضا في حينها .

وبدون مبالغة وعلى مدى أسبوع أصبحت غزة شبه خالية بلا حركة سيارات والناس لديهم خط سير واحد هو العريش المصرية حتى قال بعض المغرضين ان اهل غزة احتلوا العريش المصرية .. علم الرئيس المصري حسني مبارك وفورا بما يجري فقال :" لا احد يعترضهم إنهم محاصرون جياع وبعد ان يأخذوا احتياجاتهم من البضائع المصرية سيعودون ".

فأقام الجيش المصري حاجز عسكريا صغيرا خارج العريش ومن يتقدم من الحاجز متجها الى القاهرة كان الحاجز يقول فقط :" ممنوع التوجه الى القاهرة " فيعود الناس أدراجهم الى العريش .

خلال أسبوع واحد اشترى تجار غزة من أشقائهم التجار المصريين بضائع تقدر بنحو 500 مليون دولار حسب الأرقام التي جرى الحديث عنها .. فأصبحت المصانع المصرية تعمل بكل طاقتها الإنتاجية لتلبية احتياجات قطاع غزة والشاحنات تعمل ليل نهار  وتنقل البضائع من المصانع والشركات المصرية في القاهرة الى العريش .. هذا المشهد الأخوي لا يذكره طبعا توفيق عكاشة .

بعد أسبوع عاد الناس إلى غزة وأغلقت الحدود لتعمل حسب نظامها المعمول به .

والآن نسمع بعض الأصوات الإعلامية المصرية "والتي لا تعبر مطلقا عن رأي الشعب المصري ولا رأي وموقف الرئيس السيسي الذي اعلن وقوف مصر حكومة وشعبا ورئاسة مع الشعب الفلسطيني " .. أصوات غريبة هي العار والخزي .

عكاشة يطالب إسرائيل بالدخول بريا لغزة ويستنكر موقف الفريق صدقي وزير الدفاع المصري الذي انحاز كما هو متوقع منه للشعب الفلسطيني وكما كان الجيش المصري تاريخيا الى جانب الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية .

ثم من قال لك يا سيد عكاشة ان شعب غزة أيدوا قتل الجنود المصريين في سيناء .. من أين تأتي بهذه المغالطات ولماذا تزرع الفتنة بين الشعبين الفلسطيني والمصري ؟!

إن ما نسمعه من بعض الإعلاميين المصريين " وليس كلهم طبعا " هو انعكاس لحالة الهوان العربي التي نعيشها منذ أمد طويل وإذا كان العرب عامة لا يستطيعون فعل شيء يذكر لنصرة شعب غزة سوى المساعدات والسعي عبر المحافل الدولية سياسيا لوقف العدوان فلماذا تطلب من إسرائيل ما لم يطلبه الإعلام الإسرائيلي باجتياح غزة !!

بين فلسطين وإسرائيل صراع دموي منذ اكثر من 60 عاما ولكن أضف لمعلوماتك يا سيد عكاشة ان هنالك جزء مهم من الإعلام الإسرائيلي يهاجم حكومات إسرائيل لما ترتكبه ضد الشعب الفلسطيني ربما بأكثر مما نقوله نحن ومما يقوله العرب .. وهناك أعضاء كنيست إسرائيليون وعرب يهاجمون الحكومة الإسرائيلية تحت قبة الكنيست أكثر مما يقوله كثيرون من العرب خارج حدود إسرائيل .

وعندما قام شارون باجتياح لبنان عام 1982 واحتل بيروت وأكمل الاحتلال بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا خرجت مظاهرة تاريخية في قلب تل أبيب هي الأكثر حشدا في تاريخ إسرائيل قدرت آنذاك ب 800 ألف إسرائيلي استنكارا للمجزرة وأسقطت شارون ومنعته من ممارسة العمل السياسي لسنوات طويلة.

واما دعوتك لإسرائيل باجتياح قطاع غزة فهي دعوة نعلم تماما أنها لا تمثل أي من الشعب المصري ونعلم ان العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والفلسطيني لا تتوقف عندك وعند بعض الإعلاميين ولكن ما يؤسف له فقط حالة الهوان العربي التي نعيشها ..

هنالك رواية نقلت عن هولاكو عندما قضى على الخلافة في بغداد فقيل أن أمرا حيره .. لماذا تهاوت الخلافة والقلاع والممالك الإسلامية بهذه السهولة .

وذات يوم كان هولاكو في مجلسه وقد أمر بقتل عددا من العرب فاصطفوا والسياف المغولي يقطع رؤوسهم واحدا تلو الآخر بناء على أمر من هولاكو وعندما وصل الى احد المحكوم عليهم بالإعدام سقط السيف من يد السياف على الأرض .. فما كان من العربي الواقف ينتظر دوره في الإعدام الا أن انحنى وناول السيف للسياف كي يقطع رأسه .

عندها قال هولاكو :" الآن فهمت لماذا هزم العرب بسهولة ".

وفي هذا ربما تفسير لحالة الهوان التي يعيشها عكاشة وأمثاله .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق