الاثنين، 7 يوليو 2014

انتفاضة العاصمة (القدس)
06/07/2014 [ 14:05 ]
الإضافة بتاريخ:
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
انتفاضة العاصمة (القدس)

حالة الحراك الجماهيري الذي تشهده القدس بشكل خاص وكل بقاع الوطن الفلسطيني السليب لم تكن الا النتاج الطبيعي والحتمي لحالة الفشل التي وصل أليه أنصار الخيار الوحيد الأوحد والذي لم يعطي على صعيد تحرير الأرض والإنسان وجعل مشروعنا الوطني ودولتنا واقعا ملموسا على الأرض الا سراب تعمل الحكومة الإسرائيلية على تلاشيه والتخلص منه في كل يوم .
فمنذ انتهاء الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام والتي منذ اليوم الأول لانطلاقها كانت نتيجتها معلومة للجميع كحالة تراكمية من عدم الجدية لدى الساسة الصهاينة والعمل على التحريض المستمر بشتى الوانه ضد القيادة وفي كل الميادين بمختلف الصور وعدم الجدية الواضحة للراعي الأمريكي بفرض مشروع سلام متكامل مستند الى الشرعية الدولية والى الحقوق الوطنية وتحقيق الحلم الفلسطيني والوعد الأمريكي بان تكون الدولة الفلسطينية واقعا ملموسا يشهده العالم أجمع ,وغطرسة الحكومة الاسرائيلية وعربدة أدواتها ممثلة بقطعان الصهاينة المستوطنين في نشر الخراب والدمار في ربوع الوطن الفلسطيني دون العمل الجدي من قبل المجتمع الدولي لوقف هذه العربدة بدأ يتشكل حالة ايمانية لدى الجماهير الفلسطينية بشكل عام والقيادة السياسية بشكل خاص بأن الخيار الوحيد غير مجدي والتعويل على تغير جذري وحقيقي في الشارع الاسرائيلي دون ادوات ضغط حقيقية لا يمكن ان يكون هناك تقدم وخاصة مع غياب الدور العربي الحقيقي لانشغالات داخلية في حالة الخريف العربي ,مما دفع الحكام الصهاينة الى الإمعان في حالة التجاهل للرغبة من قبل القيادة الفلسطينية في الوصول الى سلام حقيقي في المنطقة يحافظ على الثوابت الوطنية التي أجمع عليها الكل الفلسطيني وعملت القيادة من خلال توحيد شطري الوطن وانهاء الانقسام وتوقيع اتفاق المصالحة على الظهور أمام العالم بجاهزية كاملة لصنع سلام حقيقي ,ولكن كل هذه الخطوات الفلسطينية كان الرد الاسرائيلي الواضح هو العمل على أضعاف القيادة أمام الجماهير الفلسطينية والعمل على تصويرها على أنها أداة ضد الشعب لا رافعة وطنية تعمل على أنجاز المشروع الوطني ,فكان (فلم اختفاء ثلاثة من قطعان المستوطنين )فكان الخطاب المسئول أمام وزراء خارجية الدول الاسلامية من قبل الرئيس محمود عباس الرافض لهذا العمل مخاطبا العالم الخارجي وموجها له دعوة صريحة وواضحة بضرورة الإسراع بالعمل على حماية شعبنا الأعزل من بطش الصهاينة وضرورة وقف عربدتهم ضد كل ما هو فلسطيني وفي أي مكان بحجة البحث عن المختفين الصهاينة ,حيث حولت المدن والقرى والريف الفلسطيني في الضفة الى ساحة حرب حقيقية وعمدت الى التخريب والتدمير بقصد الاستفزاز ,لا البحث عن مفقودين ,فلا يعقل ان يكون تدمير الأثاث وتفجير مداخل البيوت وقتل الانسان الفلسطيني وسيلة للبحث عن مفقود وفي النهاية تم تخريج المسرحية بشكل يدلل على حالة الفشل والتخبط لدي القيادة الصهيونية وظهرت أهدافهم بشكل جلي وواضح وهو دفع الشارع الفلسطيني الى أخذ زمام المبادرة والتحرك لوقف حالة العربدة الرسمية الاسرائيلية على الكل الفلسطيني في كل بقاع فلسطين ,الذي طرح الكثير من الأسئلة خلال الفترة المتوسطة الماضية بكل ما تضمنه الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحالة التردي والضغط التي يتعرض لها والى أين سوف تصل به هذه الحالة ,ولماذا حالة التوسيع الاسرائيلية في هذه العربدة حيث لم تستثني بقعة من فلسطيني ولم يستثني مكون من مكونات العمل الوطني ,لماذا عمليات القصف الجوي التي شملت كل بقاع قطاع غزة وعملية خلط الاوراق وخرق اتفاق التهدئة الموقع ,بين إسرائيل وقوى المقاومة في غزة ,وهنا اسرائيل بكل تأكيد تعمل على تفكيك كل مكونات العمل الفلسطيني لتعامل معه على أنه حالات متنافرة وتكرس مفهوم فرقة شطري الوطن ,كما تعمل على سلخ حالة الانسجام والتفاعل مع انتفاضة القدس وخاصة بعد تناقل كل وسائل الاعلام المحلية والدولية تلك الصورة للحالة العنصرية والخطر الحقيقي على البشرية جمعاء الذي تمثله حالة الاستيطان الصهيونية في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص .
أن الحالة الفلسطينية اليوم يجب أن تلزم كل مكونات العمل الفلسطيني على التوحد على رؤية وطنية جامعة بين كل ربوع الوطن الفلسطيني لا الخضوع للسياسة الصهيونية من أجل تفكيك مكونات العمل الفلسطيني والتعامل مع الواقع الفلسطيني على أنه واقع متنافر بأهداف مختلفة ,فلا يعقل أن يكون هناك هدنة مع الصهاينة في غزة والقدس بحاجة الى مساندة من غزة ولا يعقل ان تكون الضفة هادئة وغزة ملتهبة فتوحيد الأجندة الوطنية حول أهداف مشتركة وأدوات عمل موحدة تربك حسابات الأعداء وتوحد الأهداف المرجو تحقيقها من خلال هذا الحراك الجماهيري ,لا السماح للكيان الصهيوني وقيادته النجاح في تحقيق الأهداف الحقيقية وهو أيقاف النجاحات الدبلوماسية على الصعيد الدولي التي تتحقق بفعل الحكمة التي تمتعت بها قيادتنا فحولت الصورة التي يعمل الصهاينة على ترويجها لهم وهي صورة الضحية الى صورة المجرم حارق الأجساد البشرية وفي الختام رحم الله طفل فلسطين محمد خضير الذي وحد المشاعر والضمائر والاهداف والحراك الجماهير وكما وحد كل مكونات القدس ووحد كل ابناء فلسطين حول القدس لأنها القدس
_____
أ.و

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق