الأحد، 29 يونيو 2014

اي مصير ينتظر العراق؟


اي مصير ينتظر العراق؟
ميلاد عمر المزوغي
عقد من الزمن ويزيد, عمليات القتل والتهجير لم تتوقف,اصبح العراق مسرحا لتصفية حسابات الاخرين, الكل يدرك بمن فيهم ساسة العراق الحاليين ان بعض ما يشهده البلد الان من اعمال عنف ناتج عن حراك شعبي لأحد مكونات الشعب العراقي, كلنا نتذكر ما قامت به الحكومة العراقية من اعمال اجرامية في عهد اياد علاوي بحق سكان الانبار ووصف العديد منهم بالإرهابيين, مستنصرا بالقوات الامريكية التي كانت تجثم على صدور العراقيين وقد كشفت الانباء عن ان الامريكان استخدموا اليورانيوم المنضب في الفلوجة ما سبب تشوهات بين سكان المنطقة اضافة الى تشوهات في حديثي الولادة.

تشير كافة المصادر الى ان الامريكان كانوا على علم بتحركات داعش الاخيرة وتأهبها للهجوم على معظم مدن الشمال العراقي ومن ثم اجتياحها الكاسح لتلك المناطق دون مقاومة تذكر,قد يرجع السبب الى تواطؤ بعض المسئولين,كذلك الى ضعف الخبرة العسكرية لدى غالبية افراد الجيش حديث التكوين ,فر من فر وقتل من قتل.
الحراك السياسي الذي تشهده المنطقة يشير الى ان هناك اجماع على ان البلد يجب ان يحكم بالتوافق في مرحلة تعد من اصعب المراحل,حيث ان الدولة لم تقم وتفرض سيطرتها على كامل تراب الوطن ,رئيس الجمهورية رغم انه منصب فخري إلا ان هذا المنصب يعتبر شاغرا منذ اكثر من عام,بسبب مرض الرئيس,فهل يعقل ذلك ولماذا لا يؤتى بالبديل وان من نفس الطائفة”الكرد”,نائب الرئيس السني تم استبعاده بحجة انه كان يخطط لأعمال اجرامية وينفذ اجندات خارجية, وبصريح العبارة فإن رئاسة الدولة والوزراء بأيدي الاخوة الشيعة,أ لا يعتبر ذلك انتقاصا من قيمة الاخرين شركاء الوطن على مر العصور.
ما ان زحفت داعش على شمال العراق حتى تداعت البشمركة بحجة حماية الاكراد في كركوك,المدينة التي تمثل العيش المشترك لكافة مكونات الشعب العراقي من عرب وأكراد وتركمان وكلدانيين وغيرهم ,ما جعل البرزاني يقول بعد ان سيطرت قواته على كركوك, ان المادة 140 من الدستور بشأن الاستفتاء في كركوك قد انجزت؟,انه يدرك جيدا مدى هشاشة الحكومة المركزية في بغداد وعدم قدرتها على فعل شيء, ولعل ما اشيع عن ان الكرد قد قاموا ببيع جزء من نفط الاقليم عبر تركيا ,وقد تحدثت بعض المصادر عن بيعه لكيان العدو ولا يخفى على احد وجود العديد من المستثمرين الصهاينة في اقليم كردستان العراق.اكبر دليل على انهم يسعون الى اقامة دولتهم المستقلة,او اقله عراق كونفيدرالي يكون للإقليم ميزانيته الخاصة وحرية التصرف بها.
الاتراك من جهتم اعلنوا ان داعش لا تشكل خطرا عليهم؟ الكل يعرف ان تركيا يتدرب على ترابها جند داعش ومن ثم تدفع بهم الى سوريا ,تقول المصادر ان المنهاج المدرسية بتركيا تؤكد ان الموصل تتبع تركيا,فهل حان الوقت لتنفيذ ذلك ميدانيا, والشيء بالشيء يذكر, فإن النظام السوري يدرج لواء الاسكندرونه ضمن السيادة السورية (خريطة سوريا), فهل سيقوم النظام السوري بالزحف وضمه الى السيادة السورية وفق الخريطة التي يقدمها لجمهوره؟.
نعود الى القول بان التحركات التي يقوم بها ساسة العالم حيث تشكل الرياض نقطة ارتكاز لزياراتهم,يدل على ان ساسة العراق مطلوب منهم التوافق في تسيير امور البلد في هذه الظروف العصيبة وان منطق الاغلبية تحكم والأقلية تعارض غير وارد الان.فهل يتنازل من يعتقدون انهم اصحاب اغلبية لمصلحة وحدة الوطن ووقف اراقة المزيد من الدماء؟ ام ان التقسيم آت لا محالة؟وفق ما اوردته الصحف الغربية, ثلاث دويلات على اسس دينية واثنية والمسلسل سيستمر في تفتيت دول المنطقة,كان العراق منطلق الربيع العربي المزعوم فهل سيكون بداية تفتيت الوطن العربي؟ .
الامر ولا شك يتوقف على الخيرين من ابناء العراق من كافة الطوائف.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق