الأحد، 29 يونيو 2014

مواقع فلسطينية تحذر من فيروس “باب الحارة” الأسرائيلي I
 
مواقع فلسطينية تحذر من فيروس باب الحارة الأسرائيلي I
حذرت مواقع فلسطينية من فايروس أعدته إسرائيل لجمع المعلومات عن مستخدمي الإنترنت، “فيروس باب الحارة احذر منه فهو سريع الانتشار يعمل على مراقبة جهازك ونسخ الملفات داخل الجهاز وإرسالها إلى جهات خفية مهمتها جمع المعلومات عنك في خطوات بائسة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية للوصول إلى طرف خيط عن الجنود المفقودين”.
وبحسب المواقع الفلسطينية فأن “باب الحارة الحلقة الأولى.. عودة أبو عصام” هو فايروس بعنوان جذاب يستقطب الآلاف من المستخدمين على الإنترنت لفتح الرابط، وخاصة مع ترقب متابعي المسلسلات في شهر رمضان، هذا السيناريو يدفع بجهاز الشاباك ووحداته الإلكترونية لاختراق المئات من الأجهزة والتجسس عليها.




أخبار متعلقة

 اسرائيل تلغي حظر السفر عن اهالي الخليل عبر معبر الكرامة
 0  0 Google +0 
الأحد :2014-06-29 13:35:47
مهنا  اسرائيل تلغي حظر السفر عن اهالي الخليل عبر معبر الكرامة
اعلن نظمي مهنا مدير عام هيئة المعابر والحدود الفلسطينية، ان اسرائيل سمحت لاهالي الخليل بالسفر عبر معبر الكرامة بدءا من اليوم الاحد 29 حزيران.

وقال مهنا في تصريح له ان الجهات الاسرائيلية المعنية ابلغت امس حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية، بقرار السماح لاهالي الخليل السفر عبر معبر الكرامة وعودة الحركة الى ما كانت عليه سابقا بعد اتصالات حثيثة اجراها الشيخ ونظمي مهنا، والجهات الفلسطينية الرسمية.

واكد مهنا انه باستطاعة المواطنين والطلاب واصحاب العمل في الخارج السفر عبر الكرامة، دون مضايقات او ارجاع، مؤكدا ان سفر اهالي الخليل عبر المعبر جرى اليوم بسلاسة ولم يتم ارجاع اي مسافر من قبل الجانب الاسرائيلي.

وكانت اسرائيل قد منعت اهالي الخليل من السفر عبر معبر الكرامة، بالاضافة الى منع تنقلهم بين محافظات الضفة الغربية او العمل داخل اسرائيل، وذلك بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين قبل 20 يوما في الخليل
 
- See more at: http://www.milad.ps/arb/index.php/news/View?id=77474#sthash.iaDzdCKd.dpuf

اي مصير ينتظر العراق؟


اي مصير ينتظر العراق؟
ميلاد عمر المزوغي
عقد من الزمن ويزيد, عمليات القتل والتهجير لم تتوقف,اصبح العراق مسرحا لتصفية حسابات الاخرين, الكل يدرك بمن فيهم ساسة العراق الحاليين ان بعض ما يشهده البلد الان من اعمال عنف ناتج عن حراك شعبي لأحد مكونات الشعب العراقي, كلنا نتذكر ما قامت به الحكومة العراقية من اعمال اجرامية في عهد اياد علاوي بحق سكان الانبار ووصف العديد منهم بالإرهابيين, مستنصرا بالقوات الامريكية التي كانت تجثم على صدور العراقيين وقد كشفت الانباء عن ان الامريكان استخدموا اليورانيوم المنضب في الفلوجة ما سبب تشوهات بين سكان المنطقة اضافة الى تشوهات في حديثي الولادة.

تشير كافة المصادر الى ان الامريكان كانوا على علم بتحركات داعش الاخيرة وتأهبها للهجوم على معظم مدن الشمال العراقي ومن ثم اجتياحها الكاسح لتلك المناطق دون مقاومة تذكر,قد يرجع السبب الى تواطؤ بعض المسئولين,كذلك الى ضعف الخبرة العسكرية لدى غالبية افراد الجيش حديث التكوين ,فر من فر وقتل من قتل.
الحراك السياسي الذي تشهده المنطقة يشير الى ان هناك اجماع على ان البلد يجب ان يحكم بالتوافق في مرحلة تعد من اصعب المراحل,حيث ان الدولة لم تقم وتفرض سيطرتها على كامل تراب الوطن ,رئيس الجمهورية رغم انه منصب فخري إلا ان هذا المنصب يعتبر شاغرا منذ اكثر من عام,بسبب مرض الرئيس,فهل يعقل ذلك ولماذا لا يؤتى بالبديل وان من نفس الطائفة”الكرد”,نائب الرئيس السني تم استبعاده بحجة انه كان يخطط لأعمال اجرامية وينفذ اجندات خارجية, وبصريح العبارة فإن رئاسة الدولة والوزراء بأيدي الاخوة الشيعة,أ لا يعتبر ذلك انتقاصا من قيمة الاخرين شركاء الوطن على مر العصور.
ما ان زحفت داعش على شمال العراق حتى تداعت البشمركة بحجة حماية الاكراد في كركوك,المدينة التي تمثل العيش المشترك لكافة مكونات الشعب العراقي من عرب وأكراد وتركمان وكلدانيين وغيرهم ,ما جعل البرزاني يقول بعد ان سيطرت قواته على كركوك, ان المادة 140 من الدستور بشأن الاستفتاء في كركوك قد انجزت؟,انه يدرك جيدا مدى هشاشة الحكومة المركزية في بغداد وعدم قدرتها على فعل شيء, ولعل ما اشيع عن ان الكرد قد قاموا ببيع جزء من نفط الاقليم عبر تركيا ,وقد تحدثت بعض المصادر عن بيعه لكيان العدو ولا يخفى على احد وجود العديد من المستثمرين الصهاينة في اقليم كردستان العراق.اكبر دليل على انهم يسعون الى اقامة دولتهم المستقلة,او اقله عراق كونفيدرالي يكون للإقليم ميزانيته الخاصة وحرية التصرف بها.
الاتراك من جهتم اعلنوا ان داعش لا تشكل خطرا عليهم؟ الكل يعرف ان تركيا يتدرب على ترابها جند داعش ومن ثم تدفع بهم الى سوريا ,تقول المصادر ان المنهاج المدرسية بتركيا تؤكد ان الموصل تتبع تركيا,فهل حان الوقت لتنفيذ ذلك ميدانيا, والشيء بالشيء يذكر, فإن النظام السوري يدرج لواء الاسكندرونه ضمن السيادة السورية (خريطة سوريا), فهل سيقوم النظام السوري بالزحف وضمه الى السيادة السورية وفق الخريطة التي يقدمها لجمهوره؟.
نعود الى القول بان التحركات التي يقوم بها ساسة العالم حيث تشكل الرياض نقطة ارتكاز لزياراتهم,يدل على ان ساسة العراق مطلوب منهم التوافق في تسيير امور البلد في هذه الظروف العصيبة وان منطق الاغلبية تحكم والأقلية تعارض غير وارد الان.فهل يتنازل من يعتقدون انهم اصحاب اغلبية لمصلحة وحدة الوطن ووقف اراقة المزيد من الدماء؟ ام ان التقسيم آت لا محالة؟وفق ما اوردته الصحف الغربية, ثلاث دويلات على اسس دينية واثنية والمسلسل سيستمر في تفتيت دول المنطقة,كان العراق منطلق الربيع العربي المزعوم فهل سيكون بداية تفتيت الوطن العربي؟ .
الامر ولا شك يتوقف على الخيرين من ابناء العراق من كافة الطوائف.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 

اي مصير ينتظر العراق؟


اي مصير ينتظر العراق؟
ميلاد عمر المزوغي
عقد من الزمن ويزيد, عمليات القتل والتهجير لم تتوقف,اصبح العراق مسرحا لتصفية حسابات الاخرين, الكل يدرك بمن فيهم ساسة العراق الحاليين ان بعض ما يشهده البلد الان من اعمال عنف ناتج عن حراك شعبي لأحد مكونات الشعب العراقي, كلنا نتذكر ما قامت به الحكومة العراقية من اعمال اجرامية في عهد اياد علاوي بحق سكان الانبار ووصف العديد منهم بالإرهابيين, مستنصرا بالقوات الامريكية التي كانت تجثم على صدور العراقيين وقد كشفت الانباء عن ان الامريكان استخدموا اليورانيوم المنضب في الفلوجة ما سبب تشوهات بين سكان المنطقة اضافة الى تشوهات في حديثي الولادة.

تشير كافة المصادر الى ان الامريكان كانوا على علم بتحركات داعش الاخيرة وتأهبها للهجوم على معظم مدن الشمال العراقي ومن ثم اجتياحها الكاسح لتلك المناطق دون مقاومة تذكر,قد يرجع السبب الى تواطؤ بعض المسئولين,كذلك الى ضعف الخبرة العسكرية لدى غالبية افراد الجيش حديث التكوين ,فر من فر وقتل من قتل.
الحراك السياسي الذي تشهده المنطقة يشير الى ان هناك اجماع على ان البلد يجب ان يحكم بالتوافق في مرحلة تعد من اصعب المراحل,حيث ان الدولة لم تقم وتفرض سيطرتها على كامل تراب الوطن ,رئيس الجمهورية رغم انه منصب فخري إلا ان هذا المنصب يعتبر شاغرا منذ اكثر من عام,بسبب مرض الرئيس,فهل يعقل ذلك ولماذا لا يؤتى بالبديل وان من نفس الطائفة”الكرد”,نائب الرئيس السني تم استبعاده بحجة انه كان يخطط لأعمال اجرامية وينفذ اجندات خارجية, وبصريح العبارة فإن رئاسة الدولة والوزراء بأيدي الاخوة الشيعة,أ لا يعتبر ذلك انتقاصا من قيمة الاخرين شركاء الوطن على مر العصور.
ما ان زحفت داعش على شمال العراق حتى تداعت البشمركة بحجة حماية الاكراد في كركوك,المدينة التي تمثل العيش المشترك لكافة مكونات الشعب العراقي من عرب وأكراد وتركمان وكلدانيين وغيرهم ,ما جعل البرزاني يقول بعد ان سيطرت قواته على كركوك, ان المادة 140 من الدستور بشأن الاستفتاء في كركوك قد انجزت؟,انه يدرك جيدا مدى هشاشة الحكومة المركزية في بغداد وعدم قدرتها على فعل شيء, ولعل ما اشيع عن ان الكرد قد قاموا ببيع جزء من نفط الاقليم عبر تركيا ,وقد تحدثت بعض المصادر عن بيعه لكيان العدو ولا يخفى على احد وجود العديد من المستثمرين الصهاينة في اقليم كردستان العراق.اكبر دليل على انهم يسعون الى اقامة دولتهم المستقلة,او اقله عراق كونفيدرالي يكون للإقليم ميزانيته الخاصة وحرية التصرف بها.
الاتراك من جهتم اعلنوا ان داعش لا تشكل خطرا عليهم؟ الكل يعرف ان تركيا يتدرب على ترابها جند داعش ومن ثم تدفع بهم الى سوريا ,تقول المصادر ان المنهاج المدرسية بتركيا تؤكد ان الموصل تتبع تركيا,فهل حان الوقت لتنفيذ ذلك ميدانيا, والشيء بالشيء يذكر, فإن النظام السوري يدرج لواء الاسكندرونه ضمن السيادة السورية (خريطة سوريا), فهل سيقوم النظام السوري بالزحف وضمه الى السيادة السورية وفق الخريطة التي يقدمها لجمهوره؟.
نعود الى القول بان التحركات التي يقوم بها ساسة العالم حيث تشكل الرياض نقطة ارتكاز لزياراتهم,يدل على ان ساسة العراق مطلوب منهم التوافق في تسيير امور البلد في هذه الظروف العصيبة وان منطق الاغلبية تحكم والأقلية تعارض غير وارد الان.فهل يتنازل من يعتقدون انهم اصحاب اغلبية لمصلحة وحدة الوطن ووقف اراقة المزيد من الدماء؟ ام ان التقسيم آت لا محالة؟وفق ما اوردته الصحف الغربية, ثلاث دويلات على اسس دينية واثنية والمسلسل سيستمر في تفتيت دول المنطقة,كان العراق منطلق الربيع العربي المزعوم فهل سيكون بداية تفتيت الوطن العربي؟ .
الامر ولا شك يتوقف على الخيرين من ابناء العراق من كافة الطوائف.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 
«داعش» باقية وتتمدد... أم زائلة لا محالة؟

  
                         
جمال خاشقجي
يراهن الرئيس الأميركي باراك أوباما على عامل الوقت للقضاء على تهديد «داعش»، قال ذلك بوضوح الأحد الماضي في مقابلة تلفزيونية بأن «السكان المحليين في العراق سيرفضون المتطرفين في النهاية بسبب عنفهم وتطرفهم». ما لم تفاجئنا «داعش» بسياسة جديدة ومكر وحكمة، فهي نظرية مقبولة ومحتملة استناداً إلى سوابق التنظيمات السلفية الجهادية المماثلة لـ «داعش» التي أهلكت نفسها بتطرفها وتعجلها واعتدادها بقوتها.

إذاً، لا عمل عسكرياً أميركياً ضد «داعش»، بل إنهم سارعوا بنفي خبر بثه التلفزيون العراقي الرسمي زعم أن طائرات أميركية قصفت مواقع لـ «داعش» الأربعاء الماضي بعد دقائق قليلة، ما يؤكد حرصهم على تحاشي المواجهة مع التنظيم -حتى الآن-. إنه تحليل عسكري وسياسي أميركي سليم ومقبول حتى من حلفاء الولايات المتحدة القلقين من توسع «داعش» كالسعودية، فسفيرها لدى لندن الأمير محمد بن نواف دعا بوضوح في مقالة نشرها في «الدايلي تليغراف» اللندنية العالم إلى عدم التدخل، وأن على العراقيين حل أزمتهم وحدهم، بل إنه كان أكثر تحديداً فأعلن رفض الغارات الجوية ضد المتطرفين الذين «تعاديهم المملكة بقوة، ذلك أن هذه الغارات ستكون بمثابة إعلان قتل لعموم المدنيين العراقيين» بحسب تعبيره.

إنه توصيف دقيق لواقع الحال. الوحيد الذي يريد من الأميركيين فتح نار جهنم من السماء على «داعش»، بل حيث ألقيت في العراق السني، هو رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يفترض أن يكون حامياً لكل العراق، فلما استعصى عليه حلفاء الأمس، وقالوا بوضوح إنهم لن يكونوا القوات الجوية لميليشيات شيعية طائفية، شرع يقصف بطائراته مناطق التمرد وسمح لحليفه الطائفي الآخر بشار الأسد بقصف أهداف في داخل وطنه المفترض. النتيجة كانت مزيداً من الضحايا المدنيين العراقيين، ونقلاً لحالة براميل بشار المتفجرة إلى المدن العراقية، ومعها مزيد من كراهية سنّة العراق للمالكي ونظامه وطائفته وترحيب أكبر بـ «داعش».

بالتالي يمكن القول إن «داعش» باقية ولكن لن «تتمدد»، علماً بأن شعار «باقية وتتمدد» من أكثر شعارات «داعش» رواجاً على وسائط «السوشال ميديا». إن لهؤلاء الشباب الغاضبين حلماً أكبر من مجرد دولة في العراق والشام. إنهم أشبه ما يكونون بقطري بن الفجاءة، الخارجي التأثر الغاضب والزعيم السياسي، يقفز عبر الزمن إلى عالمنا يريد أن يكمل ما فشل فيه قبل قرون، من دون أي اعتبار لتغيرات حصلت، وفقه استجدّ، وشرعة دولية سادت.

سبب آخر يدعو للقول إنها «باقية»، أن «داعش» -كما قال السياسي الكردي المرشح لرئاسة الجمهورية برهم صالح، لعله يبقي بذلك على فكرة العراق الموحد- «نمت خلال الفجوات التي خلقها بينهم ساسة العراق»، والسيد المالكي لا يزال يصنع مزيداً من الفجوات وكأنه يتعمد أن يعطي «داعش» مزيداً من أسباب القوة، يرفض بقوة التخلي عن السلطة، يتعامل مع الدستور الذي انتهكه من قبل غير مرة وكأنه لا يزال يعني شيئاً بعدما انهار موضوعه «الوطن الواحد»، فما لم تنجح الضغوط الأميركية والبريطانية النشطة بين بغداد والرياض وطهران وأربيل، وتشكل تلك الحكومة العراقية ذات القاعدة العريضة التي «تمكن» مجتمعة أن تواجه «داعش»... فهي «باقية».

لم يبقَ إذاً غير رهان أوباما على «عامل الوقت»، فلنرسم إذاً خريطة العراق القادم الذي ستجري عليه عملية «عامل الوقت». من الواضح أن فورة انتصار الموصل وما تبعها من انهيار للجيش العراقي ودخول «داعش» مدناً وقرى عدة واكتساحها مقرات عسكرية، خفّت حتى كأنها بلغت مداها، ويمكن حالياً رسم خريطة تقريبية لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام». إنها معظم العراق السني، العراق الأوسط، المتداخل مع البادية السورية، والذي ترتسم حدوده بصمود القوى المحيطة بـ «داعش»، مثل كردستان التي توسعت نحو كركوك، جائزتها الكبرى في الفوضى السائدة. وبدأت هي الأخرى في رسم الحدود التي تريد في فرصة تاريخية لها لن تتكرر، وشكلت عازلاً جغرافياً بين «داعش» وإيران في خدمة مقصودة أو غير مقصودة للطرفين. في الشرق والجنوب بلغت «داعش» مداها، لم تدخل سامراء على رغم أنها سنية، لقوة الحكومة هناك، ولوجود قوي للحزب الإسلامي فيها، فشنّت «داعش» هجوماً على «الإخوان» هناك واتهمتهم بالخيانة، أما بغداد فلا تزال مستعصية عليها، فالمالكي ومن قبله غيّروا ديموغرافيتها، فتقلص سنّتها إلى نحو 13 في المئة، بالتالي فقدت «داعش» أنصاراً محتملين فيها، فهي لا تعتمد في انتصاراتها على قوتها العسكرية التي يختلف الخبراء في تقديرها، ولكنها بالتأكيد تضاعفت بعد انتصار الموصل، ولا بسياسة الرعب والإرهاب التي تنثرها من حولها، وهي سياسة على قبحها فعالة. إنها تعتمد على تفكيك البنية التحتية السياسية والاجتماعية للمدن والأقاليم التي تستهدفها من خلال خلايا نائمة، وتجنيد، وإرهاب، وأيضاً أخطاء السياسيين مثل السيد المالكي وغيره ممن يشبهونه، ثم تكتسحها كسيل يجري نحو أرض منخفضة، ولعل ما سبق يجيب أيضاً عن سؤال إذا كانت «داعش» باقية فهل هي متمددة؟

لن يعلن وقف لإطلاق نار، ولكن الرايات السود وأعلام الدولة الإسلامية بدأت في رسم الحدود الكردية - الداعشية إن صحّ التعبير، ثم هي مسألة وقت وترسم الحدود مع العراق الشيعي (ربما هذا ما يريده المالكي وإيران)، ويجري اتفاق أسفل طاولة ما على وقف القصف في مقابل وقف العمليات الانتحارية في العمق الشيعي.

بعدها تبدأ عملية «عامل الوقت»، وهي تعتمد بالكامل على أداء «داعش»، التي ستواجه 3 تحديات، أولها تحديد علاقاتها مع العشائر والفصائل الأخرى. مشكلتها أنها لا ترى نفسها مجرد تنظيم، إنها «الدولة الإسلامية» وعلى الآخرين السمع والطاعة. النجاح يجلب الأنصار، وكذلك الخوف والتهديد، ولكنه أيضاً سبب للرفض، إذ جرّبت ذلك في 2008 عندما شكل العشائر «الصحوات» وحولوا «القاعدة» وزعيمها الزرقاوي من ثوار إلى مطاردين في بر الأنبار. لم تسامحهم «داعش» حتى الآن على ذلك، ولكن يبدو أنها تعلمت من ذلك الخطأ.

التحدي الثاني، هو علاقتها مع السكان، الملايين الستة الذين باتوا من رعاياها، من سيدفع رواتبهم؟ من سيوفر حاجاتهم؟ كيف سيصدرون نفطهم؟ هل سيحاصر العالم دولتهم؟ الأكراد بالتأكيد لن يفعلوا. هل سيتدخلون في حياة السكان ويعيدون رسمها وفق قناعاتهم السلفية المتشددة؟ هل يكون هذا سبباً للثورة؟ هل يمكن أن يثور شعب لأنه «خرمان سجاير» لم يجدها؟ تفاصيل كثيرة هنا تستدعي المراقبة من فريق عملية «عامل الوقت».

التحدي الثالث والأخطر، هو تلك الساعات الهانئة في ليل الأنبار، عندما يسترخي قادة «داعش» بعد وجبة دسمة حول نار هادئة، ومع استكانات الشاي الثقيل، «واللابتوب» الذي تنير شاشته، وخريطة تفرد بينهم، فيطرح أحدهم سؤالاً للأمير: ما هي خطوتنا التالية؟ إن كانت عملية إرهابية في نيويورك أو لندن أو الرياض، فلقد اختصروا الزمن والمسافات، وأضحى وجودهم هناك تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي والعالم. حينها حتى أوباما سيتحول إلى جورج بوش.

لا داعي للقلق، فلا يزال ثمة وقت يفصلنا عن عملية «عامل الوقت» ومعركة هائلة وشاملة في سورية، ولكن حتى يحين موعدها، أتمنى لأوطاننا السلامة.


فلسطينيون يعتدون على الهباش ومرافقيه في المسجد الاقصى بالأدوات الحادة وغاز الفلفل واصابة 15 مواطنا

فلسطينيون يعتدون على الهباش ومرافقيه في المسجد الاقصى بالأدوات الحادة وغاز الفلفل واصابة 15 مواطنا
تاريخ النشر : 2014-06-28
 
رام الله - دنيا الوطن
 استنكرت مؤسسة الرئاسة اليوم السبت، الاعتداء الآثم والمدبر الذي تعرض له قاضي القضاة محمود الهباش، في المسجد الأقصى المبارك على يد زمرة من المدفوعين والمدفوع لهم  الذين وفر لهم الاحتلال الإسرائيلي غطاء لهذا الاعتداء، حتى لا يتم إعلان رؤية هلال شهر رمضان المبارك من المسجد الأقصى المبارك، ومدينة القدس عاصمة دولتنا المستقلة.

وثمنت الرئاسة الوقفة الأصيلة لشباب القدس ورجالاتها في مواجهة المعتدين حيث منعتهم من تحقيق أهدافهم، وأصيب منهم ما لا يقل عن خمسة عشر مواطنا، وهم يصدون العدوان عن المناضل الهباش ومن كانوا برفقته، والذي استخدمت فيه زمرة الإثم الأدوات الحادة وغاز الفلفل والتي لم يرها مواطنو القدس من قبل في مواجهة انتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال لحرمة الأقصى المبارك.

وقالت الرئاسة في بيان لها: وإذ تستنكر هذا العمل الإجرامي لتناشد أهل القدس وسدنة الأقصى بضرورة التنبه والتصدي لأهداف هذه الفئة الضالة، التي أقدمت على مثل هذه الأعمال المشينة ضد شخصيات وطنية وعربية من قبل، لتظل القدس معزولة كي يسهل على الاحتلال الاستفراد بها، وتنفيذ مخططاته التي لم تعد تنطلي على أحد.

وتابع: إن القيادة الفلسطينية تؤكد أنها لن تسكت أو تتهاون مع المخططين والمنفذين من المغرر بهم، وهي ومعها أهل القدس الشرفاء وكل الشخصيات الوطنية والرموز الدينية تدعو المواطنين والأشقاء العرب والمسلمين لزيارة المسجد الأقصى، درة عاصمة دولتنا المستقلة، حتى نحافظ على هويتها الإسلامية والعربية والفلسطينية.

وذكر أن الجهات المختصة في السلطة الوطنية قد فتحت تحقيقا في الحادث، وستوقع العقوبات الرادعة على من حرض ونفذ هذا الاعتداء الآثم.



الجمعة، 27 يونيو 2014

يضطلع الفنَّانون والمبدعون العرب بدور مهم في الثورات التي يشهدها العالم العربي
حوار مع كلاوس ديتر ليمان، رئيس معهد غوته:

''غوته'' والثورات العربية.....من ميدان التحرير إلى ''صالون'' التحرير

يضطلع الفنَّانون والمبدعون العرب بدور مهم في الثورات التي يشهدها العالم العربي. ويقدِّم معهد غوته في مدن مثل القاهرة والإسكندرية وتونس الدعم لأعمالهم منذ فترة طويلة. ولكن ماذا تعني هذه الثورات في العالم العربي بالنسبة لسياسة ألمانيا الثقافية الخارجية؟ وما هو الشيء المفيد الذي يستطيع معهد غوته فعله في هذه الظروف؟ كلاوس ديتر ليمان، رئيس معهد غوته، يجيب عن هذه التساؤلات في حوار مع آية باخ.

السيد ليمان، يعيش العالم العربي مرحلة انتقالية - وكذلك الحال بالنسبة للحياة الفنِّية والثقافية. فكيف يستطيع معهد غوته دعم هذه العملية؟
كلاوس ديتر ليمان: كان من المفاجئ بالنسبة لنا جميعنا اعتماد هذه الثورة في مصر وتونس كثيرًا على فعاليَّات ثقافية وعلى فنَّانين. يشاهد المرء في ميدان التحرير في القاهرة الذي يبعد عن معهد غوته خمسين مترًا فقط، مسرح الشارع ومغنِّين ورسَّامين وراقصين. يأتي الكثير من هؤلاء الأشخاص إلى معهد غوته، وذلك لأنَّنا أنشأنا هناك "صالون التحرير".
وعلى الرغم من أنَّنا لم نوفِّر في الواقع إلاَّ صالة واحدة، بيد أنَّ الكثير من الفنَّانين يعرفون الصالون، وذلك لأنَّهم كانوا هناك من قبل كمستمعين في معهد غوته، وكمشاهدين أو متعلمين للغة. والآن يتم استخدام هذا الصالون من أجل بناء العصر الجديد بناءً ثقافيًا - كمساحة مفتوحة أو ملتقى للنقاش وتبادل الآراء. وحتى أنَّنا أحضرنا إلى القاهرة موظَّفين من "دائرة غاوك" التي تقوم وظيفتها على تدقيق ملفّات جهاز أمن دولة ألمانيا الشرقية سابقا، لأنَّ موضوع "أمن الدولة" له دور هناك أيضًا. وهكذا من الممكن الحديث حول كيفية التعامل مع الملفَّات السرِّية، وكيف تم إجراء ذلك في ألمانيا. وهذا يعني أنَّ عملنا يمتد من المجال الفنِّي إلى مجال السياسة الاجتماعية.
ماذا يستطيع معهد غوته أن يفعل هنا من دون الخوض في المجال السياسي؟

الصورة دويتشه فيله
"صالون التحرير" في معهد غوته في القاهرة يجتذب عددا كبيرا من الشباب والفنانين المصريين
​​ليمان:
أعتقد أنَّنا نستطيع النجاح أكثر في هذا المجال، من خلال قيامنا بمهام تعليمية. وهذا يعني أن نمكِّن الناس من تعلّم اللغة الألمانية، لتكون لديهم الفرصة للمجيء إلى ألمانيا. ولكننا كذلك نجمعهم مع ممثِّلين عن الثقافة الألمانية ومع فنَّانين أو مخرجين - أشخاص يمكِّنوهم من الاستفادة من مواهبهم الخاصة وقدراتهم. نحن نخلق فرص إنتاج، وهذا يسير بشكل جيد. والإمكانية الأخرى على سبيل المثال تكمن في المشاركة في بناء قطاع النشر هناك، هذا القطاع الذي كانت تتم إدارته حتى الآن من قبل الدولة. ولدينا أيضًا برنامج لتبادل الصحفيين.
يعمل معهد غوته في المنطقة بنشاط منذ فترة طويلة؛ كما ساهم في ربط الفنَّانين هناك بشبكة دولية. إلى أي مدى نجح ذلك في هذه الظروف؟
ليمان: لم ينجح ذلك إلاَّ بشكل جزئي، لأنَّه لم يكن من السهل بسبب السياسة القمعية الوصول إلى بقية الدول. وعلى الرغم من أنَّنا أتحنا للبعض إمكانية المشاركة في برامج تبادل دولي، إلاَّ أنَّني أعتقد أنَّ ذلك سيكون الآن أسهل بكثير من السابق. ولكن من الواضح أنَّ هذه البلدان يغلب عليها طابع الشباب، والأنشطة الثقافية والإنترنت. وهذا ما لاحظناه في اثنتين من مدوَّناتنا. المدوَّنة الأولى اسمها "ترانزيت" وتساهم في تمكين الناس المنتشرين في مناطق متفرِّقة والذين يريدون التغيير من التواصل فيما بينهم. ويتم استخدام موقع "ترانزيت" كثيرًا، وفي هذه المدوِّنة يتم تدوين كلِّ شيء من الظروف المعيشية وحتى الفرص المهنية والسياسية. ولدينا أيضًا منذ فترة طويلة موقع الشباب العربي الألماني "لي لك". وبالتالي يشكِّل المدوِّنون البداية الحاسمة بالنسبة لهذا التطوّر.
لا شكّ في أنَّ معهد غوته لا يهتم فقط بدعم التواصل في شبكة دولية، بل كذلك بتشجيع الحياة الفنِّية والثقافية. كما أنَّ معهد غوته يهتم دائمًا بالعمل مع شركاء محليين. فعلى أي شركاء يمكنكم المراهنة في هذه المرحلة الانتقالية؟

ليمان الصورة، معهد غوته
يقول ليمان: "نحن موجودون في الواقع هنا من أجل تشجيع الناس على البقاء في البلاد. لأنَّه في حال استمرار هذه الهجرة، فعندها ستصبح هذه البلدان من دون أمل".
​​ليمان:
نحن نعمل مع الأفراد ولا يوجد سوى القليل من العلاقات الهيكلية. ويشكِّل هذا كذلك ضعفًا في الوقت الحاضر. والعمل مع الأفراد يعد أمرًا رائعًا. ولكن يجب علينا إيجاد أشكال تنظيمية من أجل ربط الأمور ببعضها، حتى تزداد قوتها وتتطوّر. وحاليًا نهتم بكيفية تنظيم الفنَّانين ضمن جمعيَّات أو بمعرفة الهياكل السياسية الاجتماعية الموجودة في المنطقة. إذ يوجد اهتمام كبير الآن؛ ولكنه سوف يتضاءل في وقت ما ويتشتَّت ويفقد الاتجاه. ولهذا السبب نحاول الآن تقديم أمثلة على كيفية تطوير عمل تنظيمي. وفي أثناء ذلك لا نتحدَّث حول المضمون - فهذا من شأن العالم العربي، إذ يجب أن يكون لدى العرب أفكارهم الخاصة. لكننا نقدِّم المساعدة التي تمتد إلى بعض القضايا مثل "التغلّب على النزاعات" و"المساواة" أو"الدستور".
يرى الآن الكثير من الفنَّانين في المنطقة أنَّ حكوماتهم هي المسؤولية عن دعم الثقافة والفنون. هل يعني ذلك بالنسبة لمعهد غوته أنَّه ربما يجب عليه الانسحاب والكف عن التخلي عن بعض نشاطاته؟
ليمان: هذا سؤال صعب. أعتقد أنَّ الفنَّانين يأملون أن نستمر في توفير خدماتنا. وأعتقد أنَّهم يخرجون عن وعي من القيود الضيِّقة وأنَّهم يريدون أن يصبحوا قادرين على مقارنة ما يحدث في أماكن أخرى. وفي الواقع ليس صدفة أن يغادر البلاد حاليًا الكثير من الأشخاص الحاصلين على تعليم جيد. نحن موجودون في الواقع هنا من أجل تشجيع الناس على البقاء في البلاد لأنَّه في حال استمرار هذه الهجرة، فعندها ستصبح هذه البلدان من دون أمل، ولن تبقى فيها بعد نخب هي بحاجة إليها. ومن دون وجود تنمية اقتصادية سيكون أيضًا المفهوم الثقافي الذاتي غير كافٍ للنهوض حقًا في عالم جديد أفضل.


أجرت الحوار: آية باخ 
ترجمة: رائد الباش 
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2011
السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية

خوف آل سعود من سعي إيران لزعامة مكة - مهد الإسلام

يخشى آل سعود من تغيير سياسي إقليمي على وقع الربيع العربي ومن احتمال تقارب تاريخي أمريكي-إيراني يعزز صادرات النفط الشيعي. فمن شأن ذلك إضعاف قدرة النفوذ السعودي. وفي هذه الحالة فإن حتى لقب "خادم الحرمين الشريفين" الذي تبناه ملوك السعودية لن يضمن لهم زعامة العالم الإسلامي. كما ترى الكاتبة مي يماني، المنحدرة من أصول مكية وعربية، في تحليلها التالي لردود الفعل السعودية على التطورات في المنطقة.
على مدى السنوات الثلاث الحافلة بالاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط منذ بدأ "الربيع العربي"، كانت المملكة العربية السعودية تحاول الحفاظ على مكانتها المهيمنة في المنطقة بأي وسيلة تقتضيها الضرورة. وفي عام 2013، بحثت العائلة المالكة السعودية عن حلفاء إقليميين، وسعت، كما الحال مع مصر، إلى إعادة الحلفاء القدامى إلى السلطة. كما استخدمت المملكة ثروتها النفطية الهائلة لجلب ذلك النوع من الاستقرار الإقليمي الذي اعتادت عليه لعقود من الزمان.
وما خفف عن العائلة المالكة السعودية أن الربيع العربي لم يفضِ إلى خلق ديمقراطيات فعّالة في تونس أو مصر أو اليمن أو البحرين أو ليبيا أو سوريا.
الربيع العربي...خصم آل سعود
والأفضل من ذلك من منظورهم هو أن الأنظمة الإسلامية التي نشأت أثبتت إما افتقارها جوهرياً إلى الكفاءة وبالتالي كان من السهل الإطاحة بها (كما حدث مع حكومة الرئيس محمد مرسي في مصر)، أو مختلة وظيفيا (كما في في تونس) وبالتالي لا تتمتع بأي قدر من الجاذبية كنموذج لبلدان أخرى.
ورغم ذلك فإن ثورات الربيع العربي قوضت بشكل جذري ركائز النظام الإقليمي القديم الذي كانت المملكة تشعر حياله بالارتياح إلى حد كبير. فقد أطاح الربيع العربي بالحلفاء القدامى الجديرين بالثقة مثل حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس (والذي يختبئ الآن في الرياض)، وحول الأنظمة التي كانت محتملة ذات يوم مثل نظام بشار الأسد في سوريا إلى خصوم قَتَلة.
دعم الحلفاء بالأموال
 وكان رد المملكة العربية السعودية الأولي إزاء انهيار النظام الذي تعهدته بالرعاية بالاستعانة بأموال النفط يتلخص في زيادة الدعم لحلفائها الذين ما زالوا صامدين ــ الأردن ولبنان والبحرين. وكانت خطوتها التالية تأييد إطاحة الجيش المصري بحكومة الإخوان المسلمين التي ترأسها مرسي في مصر، متحدية بذلك الولايات المتحدة.
العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد. بتاريخ 01 / 2010 . photo: dpa
رغم أن المملكة العربية السعودية كانت قبل الربيع العربي متسامحمة مع النظام السوري (الصورة تعود لعام 2010) إلا أن التطورات في سوريا منذ نشوء الربيع العربي غيرت كل شيء. فالسعوديون ينظرون إلى الصراع بين الأسد والمعارضة باعتباره حرباً بالوكالة ضد خصمهم الرئيسي، إيران. إذ إن المملكة مصدر رئيسي لتمويل وتسليح قوات المتمردين السوريين السُنّة الذين يقاتلون جيش الأسد، الذي يحظى بدعم كبير من قِبَل إيران الشيعية وحزب الله، الميليشيا الشيعية المتمركزة في لبنان.
وكما بات واضحاً في عام 2013 فإن سوريا تشكل الآن محور اهتمام المملكة العربية السعودية الرئيسي في المنطقة، لأسباب تمس وجودها. فالسعوديون ينظرون إلى الصراع بين الأسد والمعارضة باعتباره حرباً بالوكالة ضد خصمهم الرئيسي، إيران. إذ إن المملكة مصدر رئيسي لتمويل وتسليح قوات المتمردين السوريين السُنّة الذين يقاتلون جيش الأسد، الذي يحظى بدعم كبير من قِبَل إيران الشيعية وحزب الله، الميليشيا الشيعية المتمركزة في لبنان.
علاقة الرياض بواشنطن على محك طهران
وبطبيعة الحال، يود أفراد العائلة المالكة السعودية لو تستمر حليفتهم الرئيسية الولايات المتحدة في حمايتهم في نضالهم ضد النظام الإيراني الذي تدعمه روسيا. ولكنهم الآن لا يشعرون بأي قيد قد يحملهم على انتظار موافقة الولايات المتحدة على تحركاتهم أو حتى الامتناع عن العمل ضد التفضيلات الأمريكية. وتخشى المملكة العربية السعودية أن تتخلى عنها الولايات المتحدة، وهي تتصرف وفقاً لذلك.
منذ الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة تتولى رعاية المملكة ــ التي اعتمدت عليها للحصول على الدعم العسكري والسياسي منذ أول امتياز نفطي في عام 1938. وفي أعقاب رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرض "خطه الأحمر" بشأن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية، استنتج حكام المملكة أنهم يواجهون أمريكا مختلفة عن تلك التي أرسلت قبل 22 عاماً قوات قوامها نصف مليون جندي لطرد قوات صدام حسين من الكويت المجاورة.
مي يماني. http://www.maiyamani.com
مي يماني كاتبة وأستاذة جامعية في علم الشعوب. وهي ابنة لأب من مكة ذي أصول يمنية، وأم من مدينة الموصل العراقية. ومن مؤلفاتها كتاب: مهد الإسلام - الحجاز والبحث عن الهوية في المملكة العربية السعودية، تاريخ النشر 2004.
والسؤال بالنسبة لأفراد العائلة المالكة السعودية الآن هو: هل تكون الولايات المتحدة غير مبالية بأعمق مخاوفهم فحسب، أم أن السياسة الأمريكية في المنطقة قد تؤدي في واقع الأمر إلى تفاقم هذه المخاوف؟ سوف تكون إيران بمثابة الاختبار للعلاقات السعودية الأميركية في عام 2014 وما بعده.
إن إيران، منافسة الولايات المتحدة في المنطقة منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، قد تكون الآن في المراحل المبكرة من تطبيع العلاقات مع أمريكا. والواقع أن هذا قد لا يكون صعباً كما توحي ثلاثة عقود من العداء.
الخوف من انسجام أمريكي-إيراني
وكما كان هنري كيسنجر يزعم غالبا، فإن الولايات المتحدة وإيران لديهما مصالح استراتيجية منسجمة في الأساس؛ وما حدث من قطيعة بعد عام 1979 كان هو الوضع غير الطبيعي. والواقع أن إيران قبل الجمهورية الإسلامية كانت تشكل حجر الأساس لسياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وحكام المملكة، مثلهم في ذلك كمثل كل العائلات المالكة، يفكرون في الماضي ويتذكرون هذا التاريخ تماما، ويخشون تكراره.
وبطبيعة الحال، يدرك أفراد العائلة المالكة السعودية لماذا تريد أمريكا التوصل إلى اتفاق مع إيران. فلا يوجد رد عسكري سهل على برنامج إيران النووي، ولن تتمكن أي حملة قصف عسكرية من القضاء على المعرفة النووية التي اكتسبتها البلاد. ولكن رغم أن العقوبات وحدها لن توقف طموحات إيران النووية، فإن تشديدها التدريجي ألحق ضرراً شديداً بالنظام. والآن، بدلاً من جولة أخرى من تشديد العقوبات ــ التي ربما تفضي إلى إذعان النظام ــ بادر أوباما إلى تخفيف الضغوط.
"إيران تسعى لزعامة مكة، مهد الإسلام"
والقضية في نظر السعوديين ليست مجرد القدرة النووية الإيرانية المفترضة. فالتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني من شأنه أن يضفي الشرعية على نفوذ النظام الإقليمي على نحو غير مسبوق منذ عقود من الزمان، وبالتالي يخدم أهداف الهيمنة الإيرانية. والتهديد أو التخوف الأعمق هو أن الهدف النهائي الذي تضعه إيران نصب عينيها هو زعامة مكة، مهد الإسلام.
أحد المرافق النفطية في منطقة الجُبَيْل الساحلية شرق المملكة العربية السعودية على بُعد 600 كيلومتر من الرياض.  photo: ddp images/AP Photo/Hassan Ammar
ترى مي يماني أن رد المملكة العربية السعودية الأولي إزاء انهيار المنظومة، التي تعهدتها بالرعاية بالاستعانة بأموال النفط، يتلخص في زيادة الدعم لحلفائها الذين ما زالوا صامدين أمام رياح التغيير كالأردن ولبنان والبحرين. وكانت خطوتها التالية تأييد إطاحة الجيش المصري بحكومة الإخوان المسلمين التي ترأسها مرسي في مصر، متحدية بذلك الولايات المتحدة.
ولهذا السبب فإن أفراد العائلة المالكة السعودية يفضلون الإبقاء على إيران مكبلة بالعقوبات الدولية. صحيح أن إيران حتى في ظل العقوبات الاقتصادية كانت تتدخل بشكل متزايد العمق في السياسة العربية، ولكن الولايات المتحدة هي التي فتحت الباب لها بالإطاحة بنظام الأقلية السُنّية بزعامة صدام حسين في العراق، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى وصول حكومة شيعية مدعومة من إيران إلى السلطة.
والنظام السعودي متحفظ بشكل خاص إزاء الجهود التي تبذلها إيران طيلة عقد من الزمان لإقناع المشيخات الصغيرة في الخليج بإنشاء ترتيبات أمنية واقتصادية تستبعد الولايات المتحدة. وهذا هو السبب الذي دفع المملكة إلى تحريك قواتها إلى البحرين حين اندلعت احتجاجات الربيع العربي من قِبَل الأغلبية الشيعية في البلاد ــ والذي أرغم أمريكا التي استوعبت الدرس في العراق على إعطاء السعودية موافقتها الضمنية.
وما يجعل الأمور أكثر إرباكاً هو انحدار قوة ورقة النفط السعودي الرابحة. فقد ساعدت إمدادات الطاقة الجديدة ــ وخاصة الزيت الصخري في الولايات المتحدة وأستراليا ــ على تقليص احتياج أمريكا إلى المملكة.
النفط السني مقابل النفط الشيعي
إن عودة إيران المحتملة، بوصفها مصدرا رئيسيا للنفط إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي في عام 2014، من شأنها إضعاف قدرة السعودية على السيطرة على أسعار النفط مع تدفق النفط "الشيعي" من إيران والعراق إلى الأسواق. وفي هذه الحالة فإن حتى لقب "خادم الحرمين الشريفين" الذي تبناه العاهل السعودي لن يضمن له زعامة العالم الإسلامي.

مي يماني
ترجمة: إبراهيم محمد علي
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت 2014


نوري المالكي...حصاد الفشل والطائفية البغيضة

ما الأعمال الإرهابية وزحف الجهاديين في العراق إلا نتيجة لأخطاء سياسة الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء الشيعي، نوري المالكي، الذي عمل منذ عدة أعوام على إقصاء المواطنين السُّنة بشكل ممنهج في المجتمع والدولة. الصحفية الألمانية بيرغيت سفينسون، من العاصمة العراقية بغداد، تسلط الضوء لموقع قنطرة على ذلك.
"إنَّه الرجل المناسب للعراق" - بهذه الكلمات أشاد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، برئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي عندما تولى للمرة الأولى في شهر نيسان/ أبريل 2006 رئاسة الوزراء في بغداد. لقد كان هذا الخطأ في التقدير واحدًا من أخطاء لا تحصى اقترفها الرئيس الأمريكي السابق. وفي المقابل وصفت الصحافة العراقية رئيس حزب الدعوة الديني الشيعي، الذي تولى فجأة وعلى نحو غير متوقّع أعلى منصب في فترة ما بعد صدام حسين، بأنَّه "إطار احتياطي" أو بمعنى آخر: "قطعة غيار".
وفي الواقع لم يكن المالكي سوى مرشَّحٍ للتسوية، بعد أن أنفق المرشَّحان المحتملان جميع جهودهما في صراع مرير على السلطة. إبراهيم الجعفري، الذي كانت تفضّله طهران، كان قبل المالكي رئيسًا لحزب الدعوة ثم أصبح رئيسًا للوزراء في الحكومة الانتقالية. من ناحيتها كانت واشنطن تراهن على عادل عبد المهدي، الذي كان نائبًا لرئيس الدولة. ومن كلّ هذا جاء نوري المالكي.
قال المالكي حيينها إنه يريد المصالحة بين العراقيين، مثلما قال مُجامِلاً في خطاب توليه منصبه. في تلك الأيّام كانت الحرب الأهلية الدامية بين الشيعة والسُّنة قد بدأت لتوّها، وكان إبراهيم الجعفري مضطرًا كرئيس وزراء في الحكومة الانتقالية لتلقّي انتقادات بسبب عدم إداركه حجم الصراع في الوقت المناسب.
نوري المالكي (يسار الصورة)، وجون كيري. photo: Getty Images
زيادة الضغط على نوري المالكي - في زيارة مفاجئة إلى بغداد في 23 حزيران/ يونيو 2014، حثّ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، القيادة السياسية في العراق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
"عليهم الذهاب إلى الجحيم"
وبالتالي كان المالكي أمل العراقيين في إنهاء القتل. ولكن في الواقع لقد كان موقفه المتشدِّد تجاه السُّنة حاضرًا حتى في تلك الأيّام. إذ قال في مقابلة أجريت معه عندما كان لا يزال رئيسًا لحزب الدعوة: "إذا كانوا لا يريدون المشاركة، فعليهم الذهاب إلى الجحيم". وذلك بسبب قرار معظم العراقيين السُّنة مقاطعة الانتخابات، ذلك لأنَّهم كانوا يقفون في تلك الأيّام موقفًا معاديًا لتغيير النظام وينظرون له باعتباره عملاً تم إنجازه من قبل الاحتلال، أي من قبل الأمريكيين.
وكانت النتيجة صياغة الدستور واعتماده من دون مشاركة السُّنة إلى حدّ كبير، وكذلك كانت مشاركة السُّنة في الانتخابات البرلمانية ضئيلة جدًا. ولكنّ الأمريكيين كانوا يُلِحُّون على إيجاد حكومة وحدة وطنية، تمثّل جميع مجموعات الشعب في العراق. وكان هذا سببًا لاستياء المالكي، مثلما اتَّضح فيما بعد.
وبسبب عضويته منذ عام 1968 في حزب الدعوة، الذي وقف في صفوف معارضة الرئيس السُّني صدام حسين، تم الحكم في عام 1980 على المالكي بالإعدام، وإثر ذلك هرب مع أعضاء آخرين من حزب الدعوة إلى إيران. وبالإضافة إلى ذلك فقد تم قتل بعض الأشخاص من أقربائه المقرّبين في العراق.
صحيح أنَّ المالكي، البالغ من العمر 64 عامًا والحاصل على شهاد الماجستير في اللغة العربية، استطاع إلى حدّ ما إخفاء كراهيّته العميقة لكلّ ما هو سُّني في ولايته الأولى كرئيس للوزراء، بيد أنَّ هذه الكراهية انفجرت انفجارًا تامًا في ولايته الثانية. إذ بدأ المالكي في بناء دولة شيعية حتى أمام أعين الأمريكيين، عندما كانوا منهمكين في الانسحاب من العراق في عام 2010. فقد تمّ وعلى نحو متزايد منح الكثير من الوظائف الحكومية لمواطنين من الشيعة، ولم تعد توجد لدى المواطنين السُّنة أية فرصة.
رجال قبائل شيعية يقودون السيارات حول بغداد. photo: AFP/Getty Images
تعبئة لإيقاف زحف تنظيم داعش - تعمل الميليشيات الشيعية الآن في العراق على مساندة قوَّات الأمن العراقية في معركتها ضدّ جهاديي تنطيم داعش السُّنة، الذين بدؤوا بعد استيلائهم على مدينة الموصل هجومًا واسعًا وباتوا يهدِّدون العاصمة العراقية بغداد.
"سياسة تشييع" العراق
واليوم تم تشييع الدولة بالكامل ولكن من دون أن يشمل هذا العمل الوظائف في المستويات الدنيا. إذ أصبح مديرو الفنادق المملوكة للدولة أيضًا من الشيعة، مثلما هي الحال مع مديري المدارس ومديري المسارح. وكذلك احتفظ المالكي لنفسه بحقائب وزارية مهمة، مثل وزارتي الدفاع والداخلية، وذلك لأنَّه لم يجد بحسب ادّعاءاته أشخاصًا "مناسبين" من السنة ليشغلوا هاتين الوزارتين. فقد أدخل الأمريكيون إلى العراق نظام المحاصصة في منح المسؤوليات الوزارية.
لكن المالكي لم يَكْتَفِ بهذا فقط. إذ دخل أولاً وبعد انسحاب القوَّات الأمريكية في صراع مع نائب الرئيس طارق الهاشمي، الذي كان حينها أرفع مسؤول من السُّنة في الحكومة، ووصفه بأنَّه عميل للإرهاب. وفي ادّعاء كان له تأثير إعلامي، قال حارسان من حرَّاسه الشخصيين على التلفزيون الرسمي إنَّهم خططوا لانقلاب ضدّ رئيس الوزراء. وهكذا صدر أمر باعتقال الهاشمي كما حُكم عليه غيابيًا بالإعدام. وهو يعيش اليوم في منفاه في تركيا.
ومن ثم تم إدراج اسم نائبه صالح المطلك على قائمة الأشخاص الذين يجب اجتثاثهم. وإثر ذلك اتّهم صالح المطلك رئيسَ الوزراء بأنَّه بات يكتسب صفاتٍ ديكتاتوريةً كما شبَّهه بصدام حسين، الذي كان يتّبع أيضًا أساليبَ وحشيةً للقضاء على خصومه. تمت معاقبة صالح المطلك بإعفائه من منصبه وتم نقله إلى المنطقة الخضراء في وضع يشبه الإقامة الجبرية طيلة تسعة أشهر. وبالإضافة إلى ذلك أمر المالكي بسحب جميع التصاريح والتراخيص من صالح المطلك، بحيث أصبح هذا المسؤول السُّني أعزلَ من دون أية حماية وبات دمُه مهدوراً عند خروجه من تلك المنطقة الآمنة.
وآخر مثال على تعامل المالكي مع زملائه السُّنة في مجلس الوزراء: وزير المالية رافع العيساوي الذي تم اتّهامه بالتورط في أنشطة إرهابية مع تنظيم القاعدة. تم ألقاء القبض على حارسين من حرّاسه الشخصيين، ومثلما كانت الحال مع طارق الهاشمي فقد تم إجبارهما على الاعتراف أمام الكاميرا - تحت التهديد والتعذيب؛ مثلما تبيَّن ذلك في وقت لاحق. استقال رافع العيساوي من منصبه كوزير للمالية ومنذ ذلك الحين بات يختبئ في محافظته الأنبار، التي أمست الآن وإلى حدّ كبير تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
"الرجل غير المناسب للعراق"
تمكّن التنظيم السُّني "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من فرض سيطرته خلال بضعة أيَّام فقط على مناطق برمّتها في العراق. فاستطاع احتلال محافظة الأنبار، الواقعة شمال غرب بغداد، بالإضافة إلى محافظة نينوى في الشمال مع مركزها مدينة الموصل التي يتجاوز عدد سكّانها مليون ونصف المليون نسمة، وكذلك محافظة صلاح الدين مع مركزها مدينة تكريت وأجزاء من مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى.
وجميع هذه المحافظات ذات أغلبية سُنِّية أو فيها نسبة كبيرة من السكَّان السُّنة. ولذلك فإنَّ ما يحدث حاليًا في العراق ليس من عمل تنظيم إرهابي فقط؛ بل هي انتفاضة السُّنة على رئيس الحكومة الشيعي. فقد صارت الآن ردود فعل العراقيين السُّنة على ما تعرَّضوا له من إهانات واقصاءات وتمييز في السنوات الأخيرة تظهر تحت ستار داعش.
لقد لاحظ ذلك الأمريكيون أيضًا. ولذلك لن يتم إرسال قوَّات أمريكية مقاتلة إلى العراق، وفق ردّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما على طلب المالكي المساعدة من أجل توجيه ضربات جوية ضدّ تنظيم داعش. وفي هذا الصدد قال أوباما لا يوجد حلّ عسكري للأزمة في العراق وإنَّ الأمر يتطلب حلاً سياسيًا. ولا توجد أية فرصة للتوصل إلى حلّ إلاَّ مع وجود حكومة تضم جميع مجموعات الشعب في العراق. وهذا يعني أنَّ المالكي ليس "الرجل المناسب للعراق".

بيرغيت سفينسون
ترجمة: رائد الباش
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2014