الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

حركة فتح في ألمانيا تُحيي ذكرى رحيل عرفات
موقع بانيت وصحيفة بانوراما
24/11/2014 12:34:34


نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منطقة برلين - اقليم ألمانيا، حفل إحياء الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد القائد ياسر عرفات " أبو عمار "،


خلال احياء ذكرى رحيل ياسر عرفات
بمشاركة الدكتور محمد إشتية عضو اللجنة المركزية في حركة فتح والدكتورة خلود دعيبس سفيرة فلسطين في ألمانيا ، وأمين سر إقليم فتح في المانيا الدكتور عوض حجازي وأمين سر فتح في منطقة برلين محمد ابراهيم ، ولفيف من الشخصيات الوطنية الفلسطينية والمواطنين الفلسطينين المتواجدين في المدن الالمانية .
بدأت فعاليات الاحتفال بآيات عطرة من القرآن الكريم ، وتبعها الوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد ابو عمار وارواح كافة شهداء فلسطين ، والوقوف والاستماع للسلام الوطني الفلسطيني ، وبدوره رحب ابراهيم بالحضور جميعهم ، متحدثاً عن "تاريخ الشهيد أبو عمار وما قدمه للشعب الفلسطيني ولوطنه" ، مستعرضاً "بما حدث ويحدث للشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة او في مدينة القدس من انتهاكات مستمرة بحق الشعب الفلسطيني وغير الشرعية ، مبرقاً التحيات الى المرابطين في القدس الشريف الذين يدافعون عن قدسية الاقصى وقبة الصخرة" .
وأكد الدكتور إشتية "فخره واعتزازه بالحضور الكبير لهذه الفعالية العظيمة"، وقال : " أن رئيس ياسر عرفات ما زال حياً في قلوبنا ونسير على دربه ، وهو من بث روح الامل في الملايين من الفلسطينيين ، وأصبحت الثورة رمز الكرامة والعودة وفيها عنوان التحدِ والصعاب" ، وأبرق شتية التحية الى الشبيبية الفتحاوية، متعمقاً في حديثه عن مواقف الياسر في كافة مراحله ، مؤكداً ان فخامة الرئيس محمود عباس " أبو مازن" يسير على نهج الياسر ، مبيناً الصعاب التي يواجهها الشعب الفلسطيني وخاصة من الانتهاكات والمحاولات المتسمرة بحق مدينة القدس ، لكن أكد اشتية قائلاً :" أن القدس لنا والاقصى لنا وكنيسة القيامة والارض لنا" .
وقالت الدكتورة دعيبس: "ان هذه الذكرى تحمل في ثناياه المواقف الفلسطينية الجميلة من الشهيد الراحل ابو عمار، وانها الفصل الاطول في حياتنا في ذكراه العطره التي تبث روح النضال والتمسك بالقضية الفلسطينية ، ما زلنا على عهده وهو حيٌ فينا " ، داعيةً الى الشراكة الوطنية من اجل حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة في كل مكان ، متأثرةً في حديثها حول ما يجري في مدينة القدس من انتهاكات من قبل الاحتلال". وقالت :" نحن ماضون على موقف الياسر ، وان الرئيس ابو مازن يسير على درب الياسر وأن القدس كمال قالها ياسر عرفات خط أحمر ، وتحدثت عن شهيد القدس معتز حجازي الذي دافع بروحه هو وغيره من اجل القدس" ، شاكرةً الجميع على الحضور والمشاركة .
وأكد الدكتور حجازي عن "أهمية التمسك في الثوابت الوطنية الفلسطينية وعدم التنازل عنها بأي شكل كان ، والسير على خطى الرئيس الراحل ابو عمار". وتحدث عن "اهمية التكاتف من اجل الحفاظ على القدس والتصدي للانتهاكات التي تواجهها من الاحتلال الاسرائيلي".
وتحدث ابراهيم ابراهيم رئيس لجنة العمل الوطني الفلسطيني في المانيا ، مؤكداً "ان الرئيس الراحل كان شديد الوضوح في الاهداف الفلسطينية ورفض مشروع الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة"، مؤكداً على "ضرورة التماسك بأهداف الياسر"، داعياً الى "اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة من اجل مواجهة الاحتلال" .
وتخلل الاحتفال على مجموعة من الفقرات الفنية الشعبية التي نالت اعجاب الجميع .











لمزيد من اخبار عالمية وسياسية اضغط هنا

الأحد، 23 نوفمبر 2014



 أخبار الجاليات العربية في المانيا والعالم
 وقفة احتجاجية في دورتموند: للقدس سلام‎ 
وقفة احتجاجية في دورتموند: للقدس سلام‎
وقفة احتجاجية في دورتموند: للقدس سلام‎
11-28-2014 02:12
المانيا- دورتموند-25/11/2014 ǀǀ
وقفة من اجل القدس: على ابواب الميلاد وبمناسبة بدء افتتاح الأسواق الشعبية في هذه المناسبة، نفذ ممثلون عن ائتلاف الجاليات والمؤسسات والتجمع الفلسطيني/منطقة الغرب في ولاية شمال الراين ويستفاليا وقفة احتجاجية تحت شعار "للقدس سلام" للمطالبة بوقف الجرائم الاسرائيلية بحق القدس والمقدسين. هدفت هذه الوقفة الاحتجاجية الى ارسال رسالة واضحة لكل من يهمه الأمر ان الفلسطينيون في الشتات موحدون للدفاع عن مقدساتهم وعن المدينة المقدسة، وفي دعم ابناء شعبهم في القدس. ويذكر ان ممثلون عن الائتلاف المذكور سوف يقومون الاسبوع القادم بتسليم رسالة احتجاج على الممارسات الاسرائيلية في القدس لرئيس برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا، يشرحون فيها ما تتعرض له القدس من انتهاكات ومطالبين المستوى السياسي في المانيا بالتضامن مع القدس والشعب الفلسطيني فيها، الذي يدافع عن مقدساته الاسلامية والمسيحية ببسالة وتصميم لمنع المس بهذه المقدسات.

بالنيابة وبالتنسيق مع/ إئتلاف الاتحادات والجاليات الفلسطينية والتجمع الفلسطيني في ألمانيا / منطقة الغرب – في ولاية شمال الراين ويستفاليا.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 95
 |


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014



فى ذكرى  رحيل أبو عمار



في ذكرى رحيل أبو عمار: ويبقى الشهداء والأبطال مصدر إلهامٍ للأجيال

ايها الوحدك
قال صديقي وصديقي في مطلع الثلاثينات، ولم يعش من ايام العرب سوي الخيبة
قال وهو يُشرق بدموعه، لم يسمحوا لنا ان نعلن حبنا له، الزعيم الوطني العربي الوحيد كان حبه تهمة، وها هو يموت وحيدا في المستشفي الباريسي ،  قال صديقي انه مصاب بالهلع امام الصمت الرسمي العربي، الزعيم الوحيد الذي زار عرفات، و/او حاول الاطمئنان عليه هو الرئيس الفرنسي جاك شيراك. هل صارت فرنسا هي البلد العربي الوحيد؟ الا يخجل رؤساء العرب من هذا السكوت الذي يشبه التواطؤ ؟
قال صديقي، وهو ينظر الي البعيد انه يشمّ رائحة الجريمة، وانّ القائد التاريخي للشعب الفلسطيني يتم اغتياله، وان العالم العربي، اي انظمة هذا الزمن المنقلب لا تريد سوي الخلاص من هذا الاحراج الذي يسببه لها استعصاء ياسر عرفات ورفضه الخضوع للمشروع الامريكي الاسرائيلي. قال، انتم كنتم تحبون عبد الناصر وتعلنون حبكم ، اما نحن ففي زمننا صار حبّ عرفات تُهمة، لقد نجح السفهاء والخونة في تحويل العرفاتية الي تُهمة، كانوا ينحنون للامريكيين ويحاصرون المخيمات، وبتهمون الفدائيين بالخيانة. هذا هو العهر الذي اوصل العالم العربي الي اسفل السافلين
قلت لصديقي، لا لم أقل، لكني تذكرت حوارا جري بيني وبين احد المناضلين الفلسطينيين القدامي. كان ذلك بعد توقيع اتفاق اوسلو، كنت معترضا علي الاتفاق، مثل الكثيرين من الذين رأوا فيه تسرّعا، وعدم توازن، لكنني أصبت بالهلع وانا استمع الي تُهمة الخيانة تُلقي جزافا. قلت انني لا استطيع ان ابتلع هذه التهمة، لا لأنني اقدّس هذا القائد بل لأنني اعلم من اين اتي. فالذي ساهم في صنع تجربة فتح ، والذي اعاد فلسطين الي الخريطة السياسية في العالم لا يمكن ان يُتهم بالخيانة ،  يمكن الاختلاف معه حول الكثير من الامور، وحول تقدير الموقف، اما الخيانة فلن تكون في فتح أو في قائدها. ثمّ طرحت علي محدثي سؤالا: ماذا ستقولون حين سيقود عرفات انتفاضة ثانية ؟ قال ان هذا مستحيل لا يستطيع احد ان يلعب مع اسرائيل وامريكا . اردت ان اقول في ندوة ثقافية، وكان ذلك قبل عودة ابي عمارالي الوطن، أخذني أحدهم جانبا، وسمعت انه قال بأنه ذاهب كي يقاتل قي فلسطين وصدقته . حين رويت هذا للمناضل الفلسطيني القديم نظر اليّ باشفاق، لا تزال تؤمن بكلام رجال فتح وتصدّق ؟
صدقت لأنني اعرف هؤلاء الرجال، واعرف ان ياسر عرفات وصل الي حدود التماهي المطلق مع قضية بلاده. رجل عاش كلّ حياته فدائيا، لم يعرف من ملذات الدنيا سوي النضال، ولم يرث سوي مواكب الشهداء .
فتح هي ابوعلي اياد وكمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار وابو جهاد وابو الهول وابو اياد، هذه الحركة جعلت من قائدها وارثا للشهداء ومكمّلا لهم، وحمّلته عبء مسيرة تنؤ دونها الجبال.ياسر عرفات في سعيه الي السلام، اي الي هدنة طويلة مع محتلّ مسلح بتوازن دولي مال في شكل مطلق لمصلحة الولايات المتحدة، بعد سقوط جدار برلين، وبلا توازن اقليمي بسبب انحطاط النظام العربي وانهياره السياسي والاخلاقي، استند الي حائطين:الحائط الاول هو التمسك بموقف مبدئي لا يفرّط في ثلاث: الدولة المستقلة ذات السيادة التي يجب ان تقوم علي جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. والقدس كعاصمة لدولة فلسطين، وحقّ العودة، في وصفه حقا مبدئيا.الحائط الثاني هو الثقة بالطاقة النضالية التي لا تنضب في الشعب الفلسطيني.وكانت الانتفاضة الثانية، واعلن شعب صغير، يقف وحده، انه لن يستسلم. الوف الشهداء والاسري، بيوت تُهدم وزيتون يُجرف، وقائد الشعب يسجن في المقاطعة ، في عملية بلطجة شارونية لا سابق لها، امريكا تقرر عزل الرئيس العربي الوحيد المنتخب من شعبه، وفلسطين تصمد مثل اسطورة. وعرفات لا ينحني للضغوط، يحمل اعوامه وكهولته ويقف صامدا لا ينحني، لذا كان لا بد من قتله، وها هم يقتلونه اليوم.ياسر عرفات في غيبوبة الموت التي تحوطها الغاز مرض خفي وغير مُعلن، يقترب من الاستشهاد، يلامس الموت ويخوض في داخل عوالمه الغامضة معركته الاخيرة.عرفات وحده، لم يجرؤ زعيم عربي علي الاتصال مستفسرا، او متضامنا. فضحهم في حياته ويفضحهم في موته.لن نعرف سرّ هذا القتل الغامض الا بعد اعوام طويلة، لكن ما نعرفه اليوم، هو ان القلوب في فلسطين والعالم العربي والعالم، مع الختيار في يقظته وغيبوبته، معه في الصمود الكبير، كي يكون استشهاد ياسر عرفات جدارا للموقف الوطني الذي جسده الرجل. ما يعرفه الفلسطينيون والعرب هو ان استشهاد عرفات لن يكون اقلّ اثرا من حياته.
فلسطين التي حلم بها، سوف تولد ولو بعد صراع مرير، لأن ارض الجبارين لن تستسلم، ولأن صمود عرفات رسم الحدّ الفاصل بين الحلم الفلسطيني والكابوس الامريكي الاسرائيلي. لم اجد اكثر من دموعي التي كادت تُشرق بي، كي اقول لصديقي الثلاثيني، انني معه، لا ابكي عرفات ولا اقول له ايها الوحدك، فالذي يأسر القلوب اليوم ليس وحده.
بل ابكي عالما عربيا ينسي نفسه حين ينسي فلسطين، ويفقد شرفه حين يحوّل الصمود العرفاتي تهمة.


 في ذكرى رحيل أبو عمار
ويبقى الشهداء والأبطال مصدر إلهامٍ للأجيال العرب 
الانالذكرى العاشرة لشهيد الشعب والقضية، والزعيم القائد البطل الرئيس ياسر عرفات (أبو عمار).. ففي 11 نوفمبر من كل عام تحل ذكرى رحيله، والتي تحمل معها بعثاً وطنياً واستنهاضاً لسيرة الرجل ومسيرته، وتحرك فينا نحن الذي عشنا مشوره النضالي الطويل، وتجاوبنا بفكرنا ورغباتنا في مساحات حراكنا الشبابي، الكثير مما يمكن أن نقوله بهمس الوجدان وأحاديث السياسة والنضال. لقد كان أبو عمار (رحمه الله) محط احترام الجميع بسلوكياته الأبوية الحانية، ومواقفه الإنسانية الصادقة، وكانت الكوفية برمزيتها العالية عنواناً للهوية الوطنية، ومسدسه الذي يتمنطق بهويزِّين بدلته العسكرية،كتعبيرهادف لإظهار إيمانه العميق بالكفاح المسلح من أجل فلسطين؛ الشعب والقضية. أبو عمار: النهج والأثر في 11 نوفمبر 2014م، تمر علينا الذكرى العاشرة لاستشهاده، فهل نختلف على إحيائها كما اختلفنا في السابق بسبب الانقسام البغيض؟ وهل نحرم أجيالاً قادمة هم اليوم "زغب الحواصل" من معرفة مسيرة أبطالها وتاريخهم النضالي؟ ولماذا تتقاصر الهمم ويتأخر الدعم عندما تكون القضية ذكرى أبو عمار؟ ما الذي يجعل كوادر حركة فتح وقياداتها تخذل زعيمها ومؤسس حركتها التحررية، حيث تمر الذكرى في كل مرة باهتة، ودون مستوى ما يمثله الشهيد ياسر عرفات من مشاهد البطولة والتضحية والفداء؟ من الذي يتوجب عليه فلسطينياً عبء المسئولية وحمل الأمانة ثم يصدمنا باعتذاراته وتبريراته؟! لقد فكرت أكثر من مرة،وخلال سنوات سابقة أن أتحرك لإحياء الذكرى، ولكن كان هناك من يحذرني بأن حركة فتح قد تزعل، وتعتبر ذلك تعدياً ومزايدة عليها. إنني أحب الرجل الذي قاتل من أجلنا نحن اللاجئين من أبناء المخيمات، وسعى في الأرض من أجل أن يوطن هويتنا في أذهان شعوب وبلدان العالمين، وعاد إلينا في عام 1994م مع ألاف الفدائيين، وكان سنداً لنا في انتفاضاتنا ضد الغزاة المحتلين، وكانت اتصالاته مع الكل الوطني والإسلامي حاضنة للجميع، حتى ابتساماته وقبلاته لأبناء شعبه كانت تشعرنا بأنه نعم الأب والقائد الأمين. أبو عمار: صور ومشاهد في الذاكرة كان أبو عمار - وما يزال - في ذكرتي وذاكرة هذا الجيل ممن بلغ العقد السادس من عمره هو ذلك المقاتل العنيد، الذي انتصر في معركة الكرامة عام 1968م، وذلك السياسي المحنك الذي خاطب العالم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 13 نوفمبر 1974م،قائلاً: "أتيت إل ىهناحاملاًغصن الزيتون بيد،وبندقيةالمقاتل من أجل الحرية في الأخرى. فلاتدعواغصن الزيتون يسقط من يدي". وكان أن تمَّ – آنذاك - منح منظمةالتحريرالفلسطينية صفة مراقب في المنظمة الدولية. وفي ديسمبر 1987م، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي،وتعرض الفلسطينيون فيها للقمع والقتل، مما أثر في حصول القضية الفلسطينية على تعاطف دولي،استثمره عرفات بفطنته السياسية،حيث دفع المجلس الوطني الفلسطيني بدورته المنعقدة في الجزائرفي 15 نوفمبر1988م، اتخاذ قرار إقامة الدولة الفلسطينيةعلى أراضي الضفة وغزة،وتلا عرفات اعلان استقلال الدولةالفلسطينية. وفي الأول من يوليو1994م، خرج أهالي قطاع غزةعن بكرة ابيهم لاستقبال الرئيس ياسر عرفات والعائدين معه من ثوارحركة فتح بحفاوة كبرى،بعد 27 عاماً قضاها في المنفى. واتخذ رحمه الله من غزة مقراً لقيادته. وفي 3 ديسمبر 2001م،قامت الحكومة الإسرائيلية بقيادة شارون، بفرض حصارعسكري عليه داخل مقره بمدينة رامالله بتواطؤ أمريكي،فكان أن حظي عرفات مرة أخرى بتعاطف كبير من جانب الشارع الفلسطيني في مواجهة الأصوات الإسرائيلية المتعالية والمطالبة بطرده أوتصفيته،فعاد الرمز الفلسطيني الكبير للواجهة بقوة مرةأخرى. وفي 29 مارس 2002م،غداة عملية استشهادية نفذتها المقاومة الفلسطينية، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوسع هجوم له في الضفة الغربية منذ نكسة 1967م، وقام بتدميرالجزء الاكبر من مبنى المقاطعة؛ مقرالرئيس عرفات،والذي بقي في المبنى الذي يضم مكاتبه تطوقه الدبابات الاسرائيلية. وفي سبتمبر 2003م، كانت مقولته التي وضعتنا على المحجة البيضاء من رؤيته السياسية والعقدية، وذلك حين قال: "إن القضية ليست قضية "أبوعمار"،إنم اقضية حياة الوطن واستقلاله،وكرامة هذاالشعب،وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"، وأضاف قائلاً: "لن ننحني إلالله (سبحانه وتعالى)،كما لنننحني أمام التهديد والوعيد ،فحياتي ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني،وهي ليست أغلى من حياة الشهيد الطفل فارس عودة ،فكلنا فداءً للوطن الغالي؛ فلسطين الأرض المباركة". وفي مشهد الضغط والحصارلكسر إرادته، كانت كلماته الملحميِّة التي يتغنى بها كل فلسطيني، وأصبحت إحدى جداريات تراثنا الوطني، حيث كان يرددها - رحمه الله - أمام زائريه في غرفته المضاءة بالشموع: " يريدونني أسيراً أو طريداً أو قتيلاً، وأنا أقول، بل شهيد .. شهيد .. شهيد".. غالي يا "أبو عمار" غالي. يُذكرِّنا القيادي في الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر؛ النائب إبراهيم صرصور،بما سمعه من الرئيس (أبو عمار)خلال إحدى لقاءاته معه، وهو يصف علاقته بشعبه الفلسطيني، في ظل صورة وأشكال الصراع العامة: "انظروا إلى هذا الشعب البطل كم يعاني، وكم يضحي في سبيل كرامته ووطنه ومقدساته،فكيف لي أن اشكو…سعادتي في أن اتحمل في هذا المبنى (المقاطعة)شيئاً ولو يسيراً مما يعاني منه شعبي..هذا الشعب الذي شرفني بقيادته،وأكرمني بتمثيله..إن كان هنالك الكثيرون ممن يطالبونني بالاستسلام، فأدير لهم ظهري.. لا أفعل ذلك إلا لأننيأرى شعبي وهو على ما هو عليه من الإصرار على الحق مهما كلفه ذلك، فكيف يمكنني إلا أن أكون مع شعبي في خياره".. غالي يا "أبو عمار" غالي. لقد أحببنا الوطن وعشقناه من رجلين؛ الفدائي الثائر "أبو عمار" والشيخ الشهيد أحمد ياسين؛ ولله درَّ القائل: أبو عمار علمنا، أحمد ياسين علمنا: نموت وتحيا فلسطين. رحمك الله يا أبا عمار.. أيها القائد والزعيم؛ يا من أعطيت بكفاحك قدراً لنا ولفلسطين بين الكثير من شعوب العالمين. لقد افتقدناك بكل ما حملت من تاريخ ونضال، وما رسمت من معالم وخصال، نحن اليوم نتلفت يُمنة ويُسرة ولكن حالنا – للأسف – كمن لا يرى أحداً.. لقد درجت العادة أن تحتفل الشعوب بسيرة أبطالها وزعمائها، وذلك حتى تُلقي الضوء على مآثرهم ومواقفهم وأقوالهملكي تتذكرها الأجيال وتقتفي أثرها، وتصبح لها مصدر عزٍّ وإلهام، ولكن يبدوا من تكرار التجاهل لتلك المناسبات الوطنية أن هناك - من بيننا نحن الفلسطينيين- من يريد للحزب أن ينتصر على الوطن والقضية.!! إن حركة فتح وفصائل العمل الوطني والإسلامي وجماهير شعبنا العظيم مطلوب منهم جميعاً أن يبذلوا الجهد ويتقدموا بالعطاء، لكي نُعيد للزعيم "أبو عمار"مطوياته العطرة من السيرة والمسيرة،بهدف استنهاض صور البطولة، والحفاظ عليها في ذاكرة الأجيال، وحتى تكون هذه المناسبة هي العنوان الجامع لوحدتنا الوطنية، واستعادة صفحات نضالنا الجهادي والسياسي في كنف عطاءات وتضحيات هذا الراحل العظيم. ما يزال أمامنا بعض الوقت للتحضير لهذه المناسبة الوطنية الهامة في تاريخ شعبنا العظيم، ونحن بانتظار أن يؤدي كل منا دوره لإحياء تلك الذكرى، وحتى يظل الرجل بصمة وطنية، ومصدر إلهام لهذا الجيل، وما يأتي بعده من أجيال.  ومساهمة مني في ترك أثرٍ يرتقي بمكانة الرجل وتاريخه، أقدم هذه الوثيقة الوطنية، والتي استوحيت كلماتها وبنودها من سجايا أبو عمار وعطاياه، عبر مسيرته النضالية والسياسية والمجتمعية، وهي "جُهد المقلِّ" لحياة رجل صنع لنا ذكريات وهوية وطنية نعتز بها، ونُعلِّي - فخراً - بأمجادها الرايات. وثيقة عهد الشهيد ياسر عرفات  للحفاظ على وحدتنا الوطنية كان الرئيس أبو عمار(رحمه الله) في كل محطاته النضالية يحرص على الحفاظ على وحدة أبناء شعبنا الفلسطيني، ويعمل على تكريس هذا الواقع ميدانياً بالكلمة والصورة.. كان أبو عمار مع شعبه، الذي أحبه وتعلق به هو الحاضنة للمشروع الوطني، وكان بمواقفه الأبوية، ولفتاته الإنسانية، ووطنيته الصادقة، مظلة تتسع حباً واحتراماً وأخوية للجميع. إن وثيقة العهد هذه هي تعبير عن ملامح الرؤية، وشكل المبادئ والقيم الكفاحية، التي حاول الشهيد ياسر عرفات تكريسها وتجسيدها فينا، وهي ترسم معالم الطريق لمسار شعبنا العظيم نحو التحرير والعودة. إن أهم بنود "وثيقة عهد الشهيد ياسر عرفات" تتلخص في النقاط التالية: 1- ليس فينا، وليس منا، وليس بيننا، من يفرط بذرةٍ من تراب القدس الشريف.
2-    الوطن فوق الجميع، والدمُ الفلسطيني خطٌ أحمر.
3-    الوطن نحرره معاً، ونبنيه معاً، وهو أمانة في أعناق الجميع.
4-    فصائل العمل الوطني والإسلامي يجمعها طريق واحد، ويحركها هدفٌ واحد؛ التحرير والعودة.
5-    فلسطين من البحر إلى النهر، والدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة هي خطوة على طريق التحرير الشامل.
6-   الشراكة السياسية والتوافق الوطني هما السبيل للوفاق والاتفاق والوحدة الوطنية.
7-   حق العودة لشعبنا في المنافي والشتات هو حق مقدس، ولا يملك أحد مهما كان وتحت أيُّ ظرف التفريط فيه أو التنازل عنه. 8-   القضية الفلسطينية هي حرية هذا الوطن واستقلاله، كما أنها كرامة هذا الشعب وعنوان عزته وكبريائه، وإن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف هي واجب مقدس على الجميع.
9-   إن شعب الجبارين لن يركع إلا لله تعالى، ولن يستسلم أبداً، بل إننا صامدون، وسنمضي قدماً للدفاع عن وجودنا ومقدساتنا وأرضنا وحقوق شعبنا حتى التحرير وعودة الوطن السليب.
10-  القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لأمتنا، وهي أمانة في أعناق الكل الوطني والإسلامي، ويتحمل الجميع مسئولية الدفاع عنها والعمل على تحريرها. هذه هي أهم الركائز التي تنطلق منها مبادئنا الوطنية، وقيمنا النضالية، وميثاق العهد بيننا، ورسالة التواصل بين أبناء شعبنا العظيم جميعاً،وهي معالم الطريق وملامح الرؤية باتجاه تحقيق أهدافنا الوطنية وطموحات شعبنا في التحرير والعودة. وأخيراً.. سيبقى العهدُ هو العهد، والقَسمُ هو القَسم   ختاماً: ذكراك شمعة وشمس مشرقة في قلوبنا احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فأنت اشراقة ضياء لهويتنا الوطنية، وللبندقية الفلسطينية.. احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فأنت في ذاكرتي - يا أبا عمار- أبٌ الوطنية والكرامة الفلسطينية.. احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فأنت على بوابة "وعد الآخرة" أول من وضع الراية وحدد معالم المسار.. احتفلنا بك اليوم أم لم نحتفل، فسنظل نشدو بك: غالي يا "أبو عمار" غالي.

حياة القائد البطل
ياسر عرفات (الله يرحمة) 
وايضا احداث محاصرته في االمقاطعة من قبل الاحتلال وايضا معلومات بسيطة عن السبب وفاته وفاءا منى لروح سيدى القائد أبو عمار فى ذكرى رحيله المؤلم 

محطات في حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات

ولد محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وهو الاسم الحقيقي للرئيس ياسر عرفات، عام 1929. اتخذ لنفسه لقب "ابو عمار" اثناء دراسته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، تيمنا بأحد المناضلين الفلسطينيين الذين استشهدوا اثناء الانتداب البريطاني في فلسطين.


ابتدأرحلته السياسية في بداية سنوات الخمسينيات من القرن المنصرم، حين كانطالبا فيجامعة القاهرة، واسس مع عدد من رفاقه اتحاد طلبة فلسطين. بعد انتصارثورة يوليوعام 1952 التي قادها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في مصر، ارسلرسالة مكتوبةالى اللواء محمد نجيب، كتبها بالدم، حيث كتب اليه: لا تنس فلسطين. شارك اثناءخدمته بالجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي التي قادتهبريطانيا وفرنساواسرائيل على جمهورية مصر العربية عام 1956، ورفع الى رتبةملازم. انتقل الىالكويت عام 1958 حيث التحق بسوق العمل والبحث عن لقمة العيش، وهناكاسس معصلاح خلف "ابو اياد" وخليل الوزير"ابو جهاد" حركة التحرير الوطنيالفلسطينيفتح، التي تبنت الكفاح المسلح وسيلة لتحرير فلسطين.

بعض التواريخ المهمة في حياة الرئيس عرفات:

31 كانون اول 1964 نفذت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح اول عملية عسكرية لها داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة،حيث قلمت بتفجير قناة المياه القطرية، وعرفت باسم عملية عيلبون.

01\01\1965 الإعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية

28\05\1964 شكلت الجامعة العربية منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تراسها احمد الشقيري، واعتمدت الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي يطالب بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ورفض اقامة دولة إسرائيل .

حزيران عام 1967 انتقل ابو عمار سرا الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وعمل على تاسيس وتنظيم خلايا حركة فتح العسكرية وبقى اربعة اشهر داخل الارض المحتلة.

اذار1968 القوات العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية تتصدى الى عدوان اسرائيل على الاردن في معركة الكرامة الى جانب القوات الأردنية، وتكبد إسرائيل خسائر كبيرة، اعادت للفلسطيني امله في التحرر، بعد هزيمة حزيران.

04\02\1969 تم انتخاب ياسر عرفات رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفا لاحمد الشقيري. التي اصبحت الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

أيلول 1970 الح***ة الأردنية تشن حرب ابادة ضد قوات الثورة الفلسطينية في الأردن، وتدخل الرئيس عبد الناصر والح***ة السورية يحول دون القضاء على الثورة الفلسطينية عسكريا وسياسيا. ومن نتائجها خروج قوات الثورة الفلسطينية إلى لبنان.

29\10\1974 اعلان القمة العربية في الرباط ، يعتبر ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

13\11\1974 ياسر عرفات يتحدث أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة لاول مرة في التاريخ الفلسطيني حيث وقف قائلا" "أتيت إلى هنا حاملا غصن الزيتون بيد وبندقية المقاتل من اجل الحرية في اليد الأخرى. فلا تدعوا غصن الزيتون يسقط من يدي". ومُنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في المنظمة الدولية.

نيسان 1975، اندلاع الحرب الاهلية في لبنان، ووقوف عرفات في صف القوى التقدمية اللبنانية.

حزيران 1980 السوق الأوربية تتبني قرارا يطالب بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في أي مفاوضات لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وعرف بما يسمى "إعلان البندقية"

حزيران 1982 القوات الإسرائيلية تعلن الحرب على الثورة الفلسطينية، وتدخل الأراضي اللبنانية، لتصفية الوجود الفلسطيني في لبنان . والقضاء على البندقية الفلسطينية، الأمر الذي يؤدي بعد قتال ومعارك طويلة ضد القوات الإسرائيلية توجت في حصار بيروت.

30\08\1982 خروج ياسر عرفات وقوات الثورةالفلسطينية من بيروت بعد ان نالتاحترام وتقدير الشعب اللبناني متوجها الىتونس بحماية دولية.

01\11\1985 مقر الرئيس ياسر عرفات يتعرض إلىقصف الطيران الإسرائيلي،ونجاة الرئيس عرفات من القصف و فشلمحاولة الاغتيال.

07\12\1987 تفجر الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي العربيةالمحتلة، بعد مقتلالعمال العرب في قطاع غزة

15\11\1988 المجلس الوطني الفلسطيني، يعقد دورته في الجزائر ويعلن عنإقامة الدولةالفلسطينية وانتخاب ياسر عرفات رئيسا لها، ويعلن موافقته على قرارمجلس الأمن 242 كأساس لأي تسوية في الشرق الأوسط.

02\05\1989 رئيس منظمة التحريرالفلسطينية ياسر عرفات يعلن عن إلغاءالميثاق الوطني الفلسطيني فيباريس.

1990 الرئيس ياسر عرفات يتعرض إلى حادث طرق على الطريق الدولية بينعمانوبغداد

كانون ثاني 1992 ياسر عرفات يتزوج من السيدة سهي الطويل 

نيسان 1992 تحطم طائرة الرئيس ياسر عرفات في الصحراء الليبية ونجاته بعد ساعات من البحث عنه.

1991 انعقاد مؤتمر السلام في مدريد تحت رعايةالأمم المتحدة، الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتيالسابق، حيث شارك الوفد الفلسطيني في إطارالوفد الأردني الفلسطيني المشترك.

03\07\1974 بعد ستة اشهر منالمفاوضات السرية في اوسلو ياسر عرفات يوقعمبادئ لولى لاتفاق سلام معإسرائيل، والإعلان عن بدء تطبيق الحكم الذاتيللفلسطينيين بقيادة منظمة التحريرالفلسطينية وياسر عرفات.

01\07\1993 ياسر عرفات يدخل لأول مرة قطاع غزة،ضمن اتفاقيات الحكم الذاتي،التي تعترف بحق إسرائيل في الوجود.ويتخذ من قطاعغزة مقرا له .

20\01\1996 إجراء أول انتخابات ديمقراطية فلسطينية، وانتخابالرئيس ياسرعرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية.

25\07\2000 انعقادقمة ثلاثية ضمت رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراكوالرئيس الفلسطيني ياسرعرفات والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، في كامب ديفيد،حيث مورست الضغوطات علىالرئيس الفلسطيني لتقديم تنازلات عن القدس، وحقاللاجئين الفلسطينيين،وأمورتتعلق باتفاقيات الوضع النهائي للفلسطينيين.

03\12\2001 الح***ةالإسرائيلية تشن اجتياحا يشمل كافة الأراضيالفلسطينية، وتحاصر الرئيسالفلسطيني ياسر عرفات مستهدفة عزله وإبعاده أو قتله.


11\11\2004 الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يترجل عن فرسه. ويتوقف قلبه، لكنه يبقى حيا في قلوب الملايين من الأحرار المنتشرين في أصقاع الأرض

صور من جنازة الرئيس الفلسطيني 












 
 / 
هبطت طائرة هليكوبتر مصرية تحمل نعش عرفات في رام الله وسط آلاف من الفلسطينيين احتشدوا لاستقباله.


 
 / 
أطلقت القوات الفلسطينية النار في الهواء لتفريق الحشود التي تدافعت نحو الطائرة.

 
 / 
جنازة عسكرية مهيبة لعرفات في مصر


اغنية شيلوا هالقائد - ميس شلش


شمس المجد العالي فينا رح تبقى يا ابو عمار


شمس المجد العالي فينا رح تبقى يا ابو عمار
تاريخ النشر : 2014-11-10


المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/11/10/616510.html#ixzz3Iknczq6I

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

  1. الشرق الاوسط الجديد - مخطط تقسيم المنطقة 

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الشرق الاوسط - الآن.





    الشرق الاوسط - قيد التنفيذ.





    كم هو مخيف لبعض الأنظمة أن تعرف ما هي خريطة "الشرق الأوسط الجديد" المقلبة التي تلوح بها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال العدوان "الإسرائيلي" على لبنان؟ تلك الهجمة الشرسة التي انقلبت بفعل فاعل إلى حرب على المدنيين والنساء والأطفال والعجزة، بعد أن فشل من عهد إليه القيام بها أن ينجز أهدافا عسكرية طوال أربعة أسابيع متلاحقة. وقد يكتمل السؤال وضوحا لوضع النقاط على الحروف لتقديم الصورة والسيناريو والممثل الرئيسي في هذا المسلسل ومن سيقوم بدور الكومبارس.

    كل ذلك تم طرحه خلال الأيام الأخيرة من خلال التقرير الذي نشرته مجلة "القوات المسلحة الأمريكية" في عددها الأخير، والذي يرسم مستقبلا للمنطقة يقوم على "إعادة هيكلة الشرق الأوسط" -وكان هذا هو عنوان التقرير- بحيث يجرى تقسيم العراق وسوريا والسعودية، إلى دويلات طائفية متنازعة، فيما يتم توسيع المملكة الأردنية الهاشمية، على حساب العراق والسعودية، وتحافظ "اسرائيل" على سيطرتها على جميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، ليكون "السلام" قائما على أساس قوة الردع "الاسرائيلية" من ناحية، وتمزق وتنازع دول المنطقة فيما بينها وفى داخلها من ناحية أخرى. 


    وتوضح الخارطتان المرفقتان بالتقرير طبيعة التغيير المقترح. وهاتان الخارطتان ليستا سوى خارطتين من جملة خرائط أخرى متداولة في أوساط البنتاغون ولكنها جميعا تقوم على المبدأ نفسه: التقسيم والتمزيق.

    والتقرير أعده الخبير (رالف بيتر) الكولونيل المتقاعد من الجيش الأمريكي، الذي سبق له أن عمل في سلاح المدرعات وشعبة الاستخبارات العسكرية، وهو ما يزال على صلة وثيقة بمراكز الأبحاث التي يشرف عليها البنتاغون.

    والرجل يملك دراية واسعة بتاريخ المنطقة وهو ملم إلى حد كبير بالرؤية الاستراتيجية التي يعبر عنها المحافظون الجدد، ناهيك عن معرفته عن قرب بالعوائق والصعوبات التي يمكن أن تعترض المشروع الأمريكي وتحول دون ترجمته على أرض الواقع.

    وكان هذا الخبير العسكري عبر عن مخاوفه بهذا الصدد على مضض في حواره مع جيمي جلازوف رئيس تحرير المجلة الصهيونية الشهيرة Front page بتاريخ 2 أغسطس-آب الجاري بالقول "أن هذه الحرب أول حرب تخسرها إسرائيل إعلاميا وعسكريا". ويتابع: "أنه لا خيار لإسرائيل سوى تعديل الكفة... ودفع قواتها البرية بأقصى ما تملك للقضاء على حزب الله كليا. فالمعركة مصيرية وهى مسألة حياة أو موت للكثير من الرهانات في المنطقة".
    فحكومة بوش عملت ما في وسعها لتمنح "إسرائيل" الوقت الكافي لإكمال المهمة وتحقيق الأهداف لكن صلابة المقاومة اللبنانية أثبتت أن حكومة أولمرت تعد الأضعف في تاريخ "إسرائيل" عسكريا. وبيت القصيد في هذا الحوار، كما في كتابهNever Quit the Fight - لا تتخلى عن القتال مطلقا - أن تستمر الحرب على نحو لا يجب إيقافها أبدا كما يبدو من عنوان الكتاب الذي اختاره.

    وكان (رالف بيتر) استعار جوانب مهمة من هذا الكتاب في إعداد التقرير الذي قدمته مجلة "القوات المسلحة الأمريكية".
    ولكي نقدم أبرز ما جرى في التقرير، تجدر الإشارة إلى أنه لا يتحدث أبدا عن "مشروع الشرق الأوسط الكبير" بل عن "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، وذلك عطفا على تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أثناء تعليقها على ما جرى في مجزرة قانا الرهيبة، والذي قالت فيه "أن ذلك هو بمثابة الألم الذي لا بد منه للولادة العسيرة لمشروع الشرق الأوسط الجديد"!.
    وكان من الواضح أنها اختارت تعبيرا كان يخضع في الأصل لمداولات وخطط وخرائط داخل المؤسستين العسكرية والسياسية حول شكل البيئة الإقليمية المناسبة لكي تعيش "إسرائيل بأمن وسلام"!.

    استراتيجياً، يكشف التقرير أن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المنطقة عمّا عداها، لا يعدم تبريرا وأهمية لأن المنطقة تقع على خطوط الممرات والبرية والبحرية ذات الأهمية الكبرى لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، علاوة على أنها شريان الطاقة العالمي بامتياز طوال خمسين سنة المقبلة. ثانيا، إن هذه المنطقة تحفل بتهديدات شتي، سواء تلك التي بدرت رفض شعوب المنطقة للمشروع الأمريكي أو تلك التي ستظهر مع تعاظم دول الشرق الأقصى -الصين، الهند...- العملاقين المقبلين.

    ومن ثم إن تكسير الجدار العربي مقدمة لتكسير أكثر الهويات التاريخية تجذرا وممانعة في تاريخ هذه المنطقة، تمهيدا لتكسير هويات قومية وثقافية أخرى للاستفراد بالعالم وإحلال هيمنة الثقافة الواحدة والنظام السياسي الواحد وتسييج العولمة بثوب ومقاس الإمبراطورية الجديدة.
    خارطة "الشرق الأوسط" حاليا.

    غنى عن التعريف أن تعبير "الشرق الأوسط الجديد" شد أنظار الخبراء والمراقبين والمحللين والدبلوماسيين ودفعهم إلى استقراء جوانب هذا المشروع وخارطته الجديدة والاهتمام بتفاصيله الميدانية، لاسيما أن التحوير الذي لحق تسمية "مشروع الشرق الأوسط الكبير" لم يكن سهوا، بل مقصودا ومتعمدا. الأمر الذي يترتب عنه تعديل في سلم الأولويات الاستراتيجية الأمريكية بالضرورة، فكل الاحتمالات التي كانت تحوم حول مشاريع إسقاط النظام في سوريا ومعاقبة ومحاصرة نظام ملالي إيران تم تأجيلها إلى حين.. بعد أن فاجأ الجميع خيار تدمير لبنان بالذات.

    ويبدو أن نشر التقرير كان يعنى فيما يعنيه أن الحرب العدوانية "الإسرائيلية" على لبنان ليست سوى محطة من محطات أخرى للحرب المعلنة والخفية على الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة بعامة والدول والتنظيمات الممانعة بخاصة.
    ويقترح التقرير، أن يتم تقويض أركان دول وإعادة رسم جديدة لكيانات دول جديدة وابتعاث أخرى من العدم.

    إذ تمثل الخريطة الجديدة المعروضة "للشرق الأوسط الجديد" إعادة رسم جذرية لكيانات الدول الوطنية التي خرجت من معطف الاستعمار الإنجليزي والفرنسي، وستتغير ملامح دول لتندمج بعض مناطقها في دول أخرى من ناحية، كما ينذر المشروع باقتطاع أجزاء من دول وطنية من ناحية أخرى، ناهيك أن حدود الخريطة الجديدة واضحة وتختلف عن الخريطة القديمة في مجملها، إذ إن الخريطة المقترحة تتضمن تعديلا وتقسيما يمس الدول التالية: سوريا، إيران، العراق، السعودية، باكستان، الإمارات العربية المتحدة، تركيا. وما يتم اقتطاعه يتم إلحاقه بالدول التالية: الأردن، اليمن وأفغانستان، كما يلوح المشروع بـ"دولة كردستان الجديدة".
    بداية، يعلن التقرير ضرورة إعادة رسم حدود وكيان الدول التالية على المدى القصير والمتوسط، بحيث تأتى العراق والسعودية وإيران على قائمة الدول المعرضة للبلقنة والتقسيم على أساس طائفي ومذهبي وإثني.

    وما جرى في العراق أثبت أن "الديموقراطية" التي بشر بها المسؤولون الأمريكيون في مشروعهم الأول، لم تؤد إلى كسب رهان السيطرة على العراق كليا، بيد أن العراق يكتوي حاليا بمؤامرة الحرب الأهلية وسياسات فرق تسد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

    بطبيعة الحال، تعرض الخريطة الجديدة ميلاد "دولة كردستان الكبرى" تضم شمال العراق -كركوك النفطية- ومحافظات الموصل وخانقين وديالى والمناطق الكردية التي يتم اقتطاعها من تركيا وسوريا وإيران وأرمينيا وأذربيجان. ويتم هذا بدعوى "رد حقوق الأقليات التي هضمت تاريخيا". وبطبيعة الحال، بهدف كسبها لصالح الدفاع عن المشروع الأمريكي- "الاسرائيلي" في المنطقة.

    ويعرض التقرير حدود هذه الدولة التي تمتد من ديار بكر التركية إلى تبريز في إيران. ومؤدى هذا المشروع أن ترك الأنظمة العربية كما هو عليه حالها اليوم، لن يمنع عن الولايات المتحدة من أن تتلقى مصالحها ردود فعل شعبية عنيفة في المنطقة، ستكتوي بنارها طال أم قصر الزمن. وبالتالي أصبح الرهان على الديموقراطية مجرد وهم نحن غير جديرين بها على ضوء هذا المشروع الجديد، ما دامت تجربة (حماس) وفوزها في الانتخابات بدَّدت حسابات ورهانات الإدارة الأمريكية حول الديموقراطية في "الشرق الأوسط".


    مشروع خريطة "الشرق الأوسط الجديد"
    ويمكن القول إن ما تسعى إليه إدارة بوش الجديدة هو وضع لبنات تغيير ملامح "الشرق الأوسط" قاطبة، على نحو يأتي مقاسه يناسب حذاء "إسرائيل": الحليف الوحيد الذي يمكن أن تثق به.

    ويقوم عنوان هذه الخريطة الجديدة على تقسيم طائفي ومذهبي وعرقي يشمل خريطة "الشرق الأوسط" برمتها. وينتظر أن يشكل تقسيم العراق إلى دويلة للأكراد في الشمال، دويلة للشيعة في الجنوب ودويلة للسنة في الوسط النموذج الذي سيتم تعميمه في كل المنطقة.

    ومن خلال هذا التقسيم يمكن أن تلعب الجماعات "الشيعية" الموالية للولايات المتحدة في العراق دور المساندة والدعم لإخوتهم "الشيعة" في محافظة الأحساء - موطن الأقلية الشيعية في السعودية - تمهيدا لإلحاقهم بـ"دولة عربية شيعية" في جنوب العراق تحول دون حلم "جمهورية إيران الإسلامية" أن تصبح "قبلة كل شيعة العالم".

    لا يخفى هذا المشروع أن جمع الأقليات "الشيعية" في دولة يكون عمادها الجنوب العراقي وحكامها من "الشيعة" الموالين لواشنطن، تمكننا من فهم دلالات الحرب الدائرة ضد "حزب الله" في لبنان ومحاولة القضاء عليه للتخلص نهائيا من "مشروع شيعي" يدافع عن القضايا القومية العربية ويقف حائلا أمام إدماج لبنان في "مشروع الشرق الأوسط الجديد".

    وتمتد حدود هذه "الدولة الشيعية العربية" إلى الجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الغربية من إيران الذي يعرف بالأحواز. ويمكن القول أن هذه "الدولة الشيعية العربية" سيلقى على عاتقها الوقوف في وجه إيران الحالية، فوجود "دولة شيعية" موالية للولايات المتحدة سيكون بمثابة قوة التوازن مع وجود "دولة شيعية" معادية، وستكون الأولى، بما يتوفر لديها من إمكانيات مادية - نفطية بالدرجة الأولى - وبما لديها من "آيات الله" تم ترويضهم لخدمة المصالح "الاسرائيلية"، قادرة على سحب البساط من تحت أقدام النزعة الثورية في ايران.
    غير أن ما يتهدد البلدان الأخرى، بخاصة السعودية لا يقتصر على إذكاء نار التفرقة المذهبية والطائفية بين "الشيعة والسنة"، بخاصة في منطقة (الأحساء) التي تقطنها أقليات "شيعية"، فخبايا المشروع تهدف إلى حرمان خزينة المملكة من عوائد النفط التي تزخر بها المنطقة الغنية بالنفط، تمهيدا لتجريد "الدولة السعودية" من أي قوة وأية موارد، و"سيكون ذلك بمثابة العقاب النهائي على قيام سعوديين- وهابيين بتفجيرات 11 سبتمبر 2001"!. فـ"الوهابية" التي تثرى بالنفط اليوم يجب أن تفقر وتنشغل بحروب داخلية بين نجد والحجاز والاحساء لاستعادة أمجاد الماضي -الراهن-.

  2. فاتيكان الحجاز

    ويحمل في طياته ظهور "فاتيكان جديد" للعرب في إمارة الحجاز، يوكل الإشراف عليها لأمير هاشمي يعول عليه في إذكاء وإحياء نار الصراع المذهبي الذي حدث سنة 1924، بين آل سعود وآل هاشم حكام الأردن حاليا، تمهد خروج الأماكن المقدسة من سيطرة "خادم الحرمين الشريفين"، بحيث يتم إعداد لجنة دينية مكونة من المذاهب الإسلامية يعهد لها مهمة الإشراف على مناسك الحج والشؤون الدينية.

    بطبيعة الحال، فأن ما يبرر ظهور هذا "الفاتيكان" الجديد في إمارة الحجاز، يجد سندا في المزاعم التاريخية التالية: فالإمارة وقعت بالفعل تحت إمرة الأشراف، فرع بني هاشم الذين حكموها إلى غاية سنة 1924، موعد سقوطها في يد آل سعود. والهدف هو تحجيم التأثير الوهابي المسؤول في نظر واشنطن عن "التطرف الإسلامي"، كما عن امتداده وتغلغله في باقي البلدان العربية والإسلامية.

    ويتعمد أصحاب المشروع تناسى الدور الذي قام به آل سعود من جهود لتوحيد قبائل المملكة في حينه وضمان الأمن في ربوع الحجاز ومنع لانتشار الفوضى القبلية، وما قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب من رد البدع وعدم التمسح بالأضرحة والقبور والدعاء، كما إعادة الاعتبار للسنة والعرب.

    ومهما يكن من أمر، فأن هذه الدعوة يتم اتخاذها مطية للتبشير بتقويض دور السعودية الديني ودورها في العالم العربي والإسلامي عبر السيطرة على الأماكن المقدسة، مما يسهل من أمر بعث هذه الإمارة من جديد. وما يتم تقديمه من ذرائع في هذا الباب يستند على ضرورة إحيائها من جديد، بحيث تتم الإشارة التاريخية إلى مؤسس الدولة الهاشمية الحسين بن على وأبنائه - علي، عبد الله، فيصل وزيد -. فابنه علي أكبرهم كان أمير الحجاز قبل سقوط الإمارة في يد سعود الكبير موحد الجزيرة العربية، أما عبد الله فتولى مقاليد الأردن ومن بعده جاء الملك الراحل الحسين. بينما عرف حكم فيصل للعراق فشلا ذريعا بعد قيام الثورة. وهذا القسم الذي يتم بتره وإلحاقه بالمملكة الأردنية الهاشمية، يمثله الحجاز والقسم المتعلق بشمال وشرق المملكة.

    مؤدى هذا التحول إغراق السعودية في بحر القلاقل والتوترات وعزل حكم آل سعود في منطقة نجد، ما يرشح المملكة الهاشمية الأردنية أن تمد من نفوذها وتستعيد ماضيها التليد في الحجاز. لكن الهدف من هذا كله هو ضمان عمق جغرافي وجيو-سياسي "لإسرائيل" عبر هذه الدولة الحليفة، تحول دون أي مفاجآت قد تأتى من منطقة نجد.

    ويعتبر التقرير أن المملكة العربية السعودية ليست سوى كيان مصطنع لا يملك شرعية تاريخية ولا مقومات البقاء، بالقياس إلى أن تاريخ نشأة المملكة حديث مقارنة مع تاريخ الدول والممالك.

    لذلك تراه يعول بالأساس إلى ركوب موجة التذمر والغضب المستشرية بين الناقمين على آل سعود، بخاصة في منطقة (الأحساء وعسير والحجاز)، فهذه المناطق تعتبر مفتاحا لإثارة المزيد من التوترات وإشعال فتيل الفتنة الطائفية والمذهبية، بغاية تفجيرها في الوقت المناسب لإعادة صياغة خريطة المملكة.


    وما يقدمه التقرير من تعليل لإسناد مشروع التقسيم على أساس طائفي ومذهبي وعرقي يستند في عموميته إلى ما يلي:
    إن طبيعة منطقة الحجاز أبعد ثقافيا واجتماعيا ومذهبيا من تمثل المذهب الوهابي الذي تم فرضه بحد السيف والإكراه فيها. فأهل الحجاز تبنوا طويلا مذهب الحنفية المعتدل، بحيث لن العودة لإذكاء نار الاحتراب الداخلي على قاعدة مذهبية يعنى محاولة تقليم أظافر الوهابية وإرجاعها إلى موطنها الأصلي في (الدرعية) وربوع نجد بعد تجريد آل سعود وآل الشيخ من الإشراف على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة على نحو يضمن ويقلل من شرعية آل سعود القائمة على توحيد البلد سياسيا ومذهبيا.

    فالحجاز قلب الإسلام، وأي سيطرة على المدينة ومكة يخول لصاحبها دورا ومكانة رمزية لا يستهان بها، كما أن هوية الحجاز الإقليمية وطباع أهلها في نظر التقرير يؤهلها للاستقلال عن حكم آل سعود، بحيث تتميز مدن جدة والطائف عن سائر مدن المملكة طباعا وسلوكا ومذهبا، علاوة أنهم اعتمادا على التقارير التي استندوا إليها وتصلهم من عين المكان تقوم على دراسة طباع أهل الحجاز، تثبت بالنسبة لهم أن أهلها يختلفون في كثير من تقاليدهم وعاداتهم عن عادات البدو الصلدة وأهل نجد. فأهلها في نظرهم متسامحون دينيا بفعل إتباعهم مذهب الحنفية الوجه النقيض للوهابية، مما ساعدهم على نبذ التعصب الديني. كما أنهم منفتحون ومن أكثر الناس اختلاطا، إذ تزاوجوا مع كثير من الوافدين من خارج الجزيرة.

    ويتنبه الخبير (رالف بيتر) إلى أهمية استغلال عامل إضافي قد يذكى النعرات القبلية والمذهبية بشدة، فهو يرى "أن آل سعود أحكموا قبضتهم على موارد البلاد، ما وضع أهل الحجاز في مرتبة دونية"، أي جعلهم مواطنين من الدرجة الثانية يأتي بعدهم "الشيعة" في المرتبة الثالثة. ويطرح الخبير ضرورة بلورة مخطط لفصل الحجاز وانشقاقه بمساعدة عودة الهاشميين إلى الحكم في إمارة الحجاز، فهو يرى أن عودة أمير هاشمي لحكم إمارة الحجاز سيفتح آفاقا أمام الأسرة الحاكمة في المملكة الأردنية الهاشمية كي تلعب دورا كبيرا في المنطقة بمساعدة الولايات المتحدة و"إسرائيل"، ومن شأنه إضعاف آل سعود إلى الأبد.

    لا يقف هوس العداء إلى أي حد بحيث يتم اتهام السعودية بأنها "تقف وراء الإرهاب"، بخاصة عندما يعتبر "أن انتماء عدد من منفذي أحداث 11 سبتمبر هم من منطقة عسير"، والمقصود من هذه الإشارة التي لا تخلو من مغزى، أن منطقة (عسير) أصبحت في نظرهم خزانا لتفريغ المتطرفين والإرهابيين، لذلك يجب استغلال هذا الوضع لدفع أهلها لتفجير نقمتهم وغضبهم على آل سعود. ومن ثم التمهيد لانفصال هذه المحافظة عن السعودية وإعادة إلحاقها وإدماجها في اليمن.


    أما بخصوص سيناريو الخريطة الجديدة بالنسبة لإيران، فهو يشابه في ضرره ما سيلحق السعودية أو يزيد، بحيث يلحقها الاقتطاعات التالية:
    جزء كردى يلتحق بـ"الدولة الكردية"، و"دولة شيعية عربية"، و"دولة بلوشية"، ودفع "الأقلية الأذربيجانية" للانفصال - حدثت بالفعل توترات كبيرة في هذه المنطقة مؤخرا -، وفي نفس الوقت، يتم اقتطاع جزء من أفغانستان الذي توجد به "أقلية شيعية" كي يتم إلحاقه بإيران الجديدة. كما يرى التقرير ضرورة اقتطاع أجزاء من باكستان وإلحاقها بأفغانستان الجديدة.


    بطبيعة الحال، يتم تبرير هذا التقسيم ومنطق الحدود الذي يتضمنها "مشروع الشرق الأوسط الجديد" استنادا للدعاوى التالية:
    - لم تعد الحدود الموروثة عن الاستعمار البريطاني والفرنسي تفي بضمان مصالح الإمبراطورية الجديدة وممارستها الوصاية على الممرات البحرية والبرية على نحو كامل، ويتم ترجمة ذلك بلغة دبلوماسية، مفادها "أن الحدود الإقليمية الموروثة غير عادلة وأضرت كثيرا بالعديد من الأقليات والطوائف"...

    - منطق الجغرافيا السياسية الحالية في "الشرق الأوسط" تمت لصالح طوائف ومذاهب بعينها كرست الاستبداد والاستحواذ على السلطة، لذلك يجدر إعادة التوازن برسم "خريطة جديدة تمكن أقليات وطوائف ومذاهب لعب دور التوازن". ومؤدى هذا الأمر إضعاف الدول الوطنية الحالية وتحويل المنطقة إلى أشبه بكانتونات ومقاطعات... دائما بحاجة إلى الحماية الأمريكية.
    - بدعوى أن العديد من الإثنيات والأقليات والطوائف تتحمل وزر الحدود الحالية، يجب تغيير الحدود السياسية وفق منطق طائفي وإثني يجعل في نظرها الحدود الجديدة أكثر ثباتا وأمن الدول أكثر استقرارا. ويشير التقرير إلى كثير من الأمثلة مثل ما لحق يوغوسلافيا من تفتيت وما تمخض عنه التقسيم: كوسوفو، صربيا وما جرى أيضا في القوقاز.

    - الحدود الحالية في "الشرق الأوسط" تخدم أنظمة أقلية تسيطر على الدولة - الأمة وتستفرد بثرواتها على حساب الأقليات القومية والدينية والعرقية، ما يولد رد فعل لدى هذه الأقليات ويدفع العديد من أفرادها لحمل السلاح والتطرف.
    وبإيجاز شديد، هكذا، انقلب مشروع "نشر الديموقراطية" على ظهر دبابة إلى مشروع طائفي وعرقي بامتياز، حيث يتم تسويغ مفاهيم حقوق الأقليات والمطالبة بالتوازن ورد الاعتبار للأقليات - الأكراد، البلوش، الشيعة العرب، المسيحيين...- كي يتم صياغة خريطة "الشرق الأوسط الجديد".

    وبالعودة إلى ما سبق هذا التقرير من مشاريع سبقته وتحمل نفس المضمون، سنجد دراسة زاشاري لطيف التي تم نشرها سنة 2002، أي قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، لتكون دليلا على أن يتم التخطيط له في البنتاغون ينفذ بالفعل في آخر المطاف. فقد اقترحت هذه الدراسة التي طبق "الحاكم المدني بريمر" بعض ما ورد فيها تقسيم العراق طائفيا وإخراج بدائل سياسية عرقية ومذهبية في كل من شمال ووسط وجنوب العراق، وقد شددت نفس الدراسة على ضرورة إعادة تشكيل خريطة العراق وإيران والسعودية وتقسيمها إلى عدة دويلات.

    الوجه الثاني لمشروع (رالف بيتر) أنه يجمع في محتوياته أيضا ما كان قد اقترحه "شيمون بيريز" سنة 1992، للإجهاز على ما تبقى من لحمة "جامعة الدول العربية" المعطوبة وضم دولها إلى حظيرة "سوق مشتركة في الشرق الأوسط" تضمن من خلالها "إسرائيل" الاعتراف والتطبيع والريادة. غير أن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية وفشل محاولات بيل كلينتون في "الشرق الأوسط" أقبر المشروع في ذلك الوقت.
    ولكن، يبدو أن الوقت قد حان، للبدء بمحاولات جديدة.