في الحلقة الأخيرة من حواره مع دنيا الوطن..روحي فتّوح يتذكر لحظة إعلان وفاة أبو عمّار واليوم التالي .. لماذا يراقب أداء "عدلي منصور" ؟ وما قصة "نائب الرئيس" ؟
غزة - رام الله - خاص دنيا الوطن
في الحلقة الأخيرة من مذكرات الرئيس السابق روحي فتوح،يروي لدنيا الوطن تفاصيل الشهران العصيبان اللذان قضاهما في رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية..
في الحلقة الأخيرة من مذكرات الرئيس السابق روحي فتوح،يروي لدنيا الوطن تفاصيل الشهران العصيبان اللذان قضاهما في رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية..
يكشف روحي فتوح عن "الخيالات" التي أفضت لمحاولة اغتياله سياسياً وشعبياً ..
ويستذكر الرئيس السابق اليوم الأول بعد وفاة أبو عمّار وقبلها كيف استقبل هو وزوجته خبر الوفاة .
إلى الحلقة الأخيرة ..
لحظة اعلان وفاة الرئيس ابو عمّار .. ما هي ردة فعلك ؟
في ذلك الوقت كنت في الفندق أنا وزوجتي , تلقينا الخبر انا وزوجتي , لم أتمالك نفسي من البكاء أو كما تقول زوجتي "فتحنا مناحة" , حاولت التماسك بعدها وخرجت لاجتماع قيادي للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ويومها تم اختيار الرئيس ابو مازن رئيسا للجنة التنتفيذية للمنظمة , وبعدها توجهنا الى المجلس التشريعي سويا وتم انتخابي رئيسا للسلطة بحكم القانون لفترة انتقالية , ويومها تحدثت في خطاب وأنا أبكي , حاولت التماسك بحكم الديبلوماسية المطلوبة لكن لم استطع .. ذهبنا بعدها مباشرة لاستقبال المعزيين .. الحمدلله أن مرّت تلك الأيام على خير .
ماذا حدث في اليوم التالي لوفاة أبوعمار؟
حين علمنا أن الحالة خطيرة للرئيس ياسر عرفات , من الفرنسيين حاول البعض طرح مسألة ان "روحي فتوح" لا يجوز ان يستلم الرئاسة وهو رئيس للبرلمان وهناك من هو احق , وعندها أعلنت للجميع ان لدي استعدادا الان لأن استقيل من رئاسة المجلس ،وبإمكانكم وضع أي عضو من اعضاء اللجنة المركزية كرئيس للمجلس حتى يأتي للرئاسة .
وهنا رفض الاخوة في فصائل العمل الوطني والمجلس التشريعي وقالوا "لا نقبل الانحراف عن تطبيق القانون وسنطبق القانون كما جاء " .
وفعلا بقي المجلس مُصرا على موقفه واعضاء اللجنة المركزية كذلك اصروا على نفس الموقف. وحينما أديت اليمين كرئيس للسلطة امام المجلس وامام رئيس المجلس الوطني ورئيس المحكمة العليا , بدأ المجلس يراقبني بشكل دقيق و قالوا لي " معك 60 يوما ..ولن نسمح لك بالاستمرار دقيقة واحدة بعد انقضاء الفترة "
وانا اذكر هنا حينما انقضت الستين يوما لم تكن النتائج النهائية لمرشح الرئاسة قد خرجت وهنا كان علي ان اتجاوز الستين يوم فجاؤوا وأخبروني بأن ولايتي انتهت " ولكن ستبقى في موقعك شكليا حتي يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية وتُسلم " وانا التزمت بكافة القوانين واللوائح المعمول بها وفق القانون الاساسي , والتشريعي كان يراقب سير تلك العملية والجميع يشهد لي بأني التزمت ولم انحرف عن القانون .
واذكر يوما في لقاء تلفزيوني قلت للمذيع بأني مثل "كرت شحن الموبايل" انتظر ان تنتهي الدقائق الاخيرة حتي تنتهي مدة تسليمي للمنصب وعند تأدية الرئيس المنتخب اليمين سلمت الامانة الى اصحابها بدون اي اشكاليات او تجاوزات وشهد الجميع بذلك لي مرة اخرى، بل وعندما كنت علي رأس العمل كنت اعمل وأتلقى التعليمات من الاخ ابو مازن رئيس اللجنة التنفيذية لحركة فتح او من الأخ سليم الزعنون أبو الأديب و من المجلس التشريعي , وكنت اطبق التعليمات وفي النهاية الجميع حريص والجميع خائف فهناك فراغ كبير حصل ونحتاج لجهد كبير لنملأ جزء من هذا الفراغ الذي حصل نتيجة وفاة ابو عمار.
وبالمناسبة أنا احترم جدا الرئيس عدلي منصور واتباع تصرفاته وقراراته جيداً , لانه عرف دوره جيدا وهو في غاية الرفعة والادب وهو يؤدي دوره بشكل صحيح .
للسلطة مغريات ورونق خاص .. و انت كنت رئيس السلطة بعد ياسر عرفات ،هل خطر لك أن تُكمل أو تُحاول؟
لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة ان أستمر، على العكس كنت منزعجا ولم أشعر بأن حياتي مهددة ومارست حياتي بشكل طبيعي , وبالرغم من أنني كنت اكره الموت لكن بعض الضباط قالولي " يا اخي احنا حابين ان تكمل " فقلت لهم لن أسمح بأي ممارسة غير قانونية وكل شيء سيكون طبقا للقانون ولن أسمح بأي عمل يفسد ما قمنا به ،لأن المجلس التشريعي كان وقتها مجلسا عظيما .
اقول أن هناك من هم اكثر قدرة علي ادراة البلاد مثل الاخ ابو مازن ولكن انا لدي القدرة علي ادارة المجلس التشريعي وقدموا لي مغريات وقلت لهم " لا يمكن " وأرفض , واحدهم قال لي يا رجل ما بالك فقلت له لا تعيد الكلام ولا الفكرة مرة ثانية .
لن تمر سواء فكرة فيها انا ولا غيري فهناك مجلس تشريعي وقوانينه محترمة وانا حترمت من قال لي من اعضاء المجلس التشريعي اننا لن نسمح لك بعد الستين يوم دقيقة واحدة احترمته لانه التزم بالقوانين وهذه هي منصة المجلس التشريعي ولن اقبل انا ايضا بهذا الكلام بان استمر .
نرى انك تعتبر المجلس التشريعي كل شي وتنازلت عن السلطة لاجل التزامك به وبالقوانين المعمول بها .. ماهو سر عشقك للمجلس التشريعي ؟
المجلس التشريعي هو مؤسسة حامية ومراقبة للاداء , نحن اسسنا المجلس التشريعي من اللبنة الاولي وكنت انا امين سر المجلس التشريعي وكنت احضر للمجلس الساعة الثامنة واغادره الثانية فجرا , ولم يكن هناك اي شيء بمعنى بدأنا من الصفر ..ربما لعملنا في الحياة النقابية كان طبيعي العمل في المجلس التشريعي لكن صدقاً كانت حياة المجلس التشريعي أكثر تطوراً وأكثر حساسية أيضاً .
انا صريح مع نفسي , بالفعل لا استطيع ان اتطاول علي المجلس حتي لو كنت رئيس سلطة وطنية , وكذلك لا أستطيع أن "أعلو" على الرئيس ابو مازن أو على الأخ سليم الزعنون أبو الأديب .. لقد عملت 20 عاما نائبا للأخ أبو الأديب في المنظمات الشعبية .
ما قصة محاولة اغتيال "روحي فتوح" شعبياً وسياسياً ؟
كان الاخ ابو مازن يريد ان يعين نائبا له وللحقيقة نحن في المجلس التشريعي قمنا باستحداث قانون واعطاء الرئيس صلاحية حل البرلمان واعطاء الرئيس الصلاحية بتعيين نائبا له , لكن للاسف كتلة فتح اغلبها رفضت في حينها ان يحل الرئيس البرلمان او ان يعين نائبا له .
في يوم"بعد الانقسام" , طلب مني الرئيس ابو مازن القوانين التي طرحناها في جلسات المجلس التشريعي , فأحضرتها له وعدّلت عليها , وقيل يومها ان هناك مرسوم صادر بتعييني نائب للرئيس ابو مازن -حكايات داخلية كانت- , للحقيقة لم اكن اعلم بما يُقال ولم يطرح علي الرئيس ذلك , الحكاية بدأت عندما سألني الاخ ابو مازن من من الممكن ان يكون نائبا للرئيس , فاقترحت يومها على الرئيس شخصيتين , الأخ أبو ماهر غنيم والأخ أبو العلاء قريع ..
وطرح الاخ ابو مازن الفكرة بعدها في احد اجتماعات اللجنة المركزية وقال انا سارشح ثلاثة ونقدمهم بعدها للمجلس الثوري والذي يحصل علي اعلي الاصوات يصبح نائبا , ولكن الشكوك عند بعض الاخوة - وخاصة بي انا لأني قريب جدا من الرئيس ويعتمد علي في كثير من القضايا - وهنا كانت الشكوك بأن " روحي " سيكون نائبا للرئيس , وفي حينها استغرب الاخ ابو مازن وراجعته بالأمر وقلت له لقد طرحنا أسماء ولم تتحدث عن تعييني ولم أتحدث أنا عن ذلك أصلا ً .
أقول لك تحملت الكثير من اناس ليسو بجيدين وأؤكد لك لو فتحوا ملفات الفساد فلياتوا لي أول شخص ويسالوني من اين لك هذا ؟ وانا ساجيب .. ولكن غيري ؟؟ ..
ما هو اول شي وجدته علي مكتب ياسر عرفات ؟
انا لم اجلس علي مكتب ياسر عرفات بتاتا , وداومت علي مكتب في غرفة جانبية ولم استطع الجلوس علي مكتب الخالد ياسر عرفات . وفي غزة داومت في مكتب المجلس التشريعي ولم استطع الجلوس علي مكتبه لم ادخل غرفة الشهيد ياسر عرفات نهائيا وما طلبته من مكتب ياسر عرفات هو البريد فقط , وهو المقدم للاخ ابو عمار وقمت بتوقيعها جميعها بدون تردد لان اغلبها موازنات وقضايا ومساعدات والرئيس الراحل لم يكن ليرفض شيء منها .كل شي مقدم لابو عمار وقعته لانه لم يكن يرد احد , وللتاريخ فقد فوجئت من كم الأوراق والطلبات الانسانية على مكتب أبو عمّار . وقعتها جميعها دون تردد ..
في احدى القصص الغريبة , أبو عمّار كان يؤمن بالقنبلة الديموغرافية , ولم يكن يرد طلبا واحدا لاي شخص يريد عملية زراعة جنين .. فوجئت بكشف كبير من الاسماء ممن يطلبون مساعدة الرئيس ابو عمار في عملية الزراعة , فطلبت ملفات مشابهة فوجدت ارقاما واعدادا وطلبات لم اتخيلها .. فوقعت على الفور دون اي تردد .
في الشهرين .. كيف عاش روحي فتوح ؟
بصراحة .. لم يتغير على حياتي اي شيء , كنت امارس حياتي الطبيعية الاعتيادية , كنت اتجول بين الناس اذهب للسوق اتحدث مع الجميع ..
لكن كنت اخاف من خلط الاوراق , وهنا اعود لليوم الثاني في عزاء ابو عمار يوم قصة "خيمة العزاء في غزة" , كنت حينها في رام الله وكان هناك استعراض عسكري واطلاق نار بوجود الرئيس ابو مازن , سلّم الله يومها وكانت غلطة صغيرة أو خطأ غير محسوب يمكن خلط الأوراق بدون معرفة النتائج ..
هنا أؤكد أن الجميع تعامل بمسؤولية , عملنا كخلية نحل لنصل بالسلطة وبنظامنا إلى بر الأمان ولنسد جزء من الفراغ الذي أحدثته وفاة الرئيس أبو عمّار .
في فرنسا قابلنا الرئيس الفرنسي شيراك , الذي قال " اياكم والابتزاز , تماسكو , حتى تستطيعوا مليء فراغ ياسر عرفات " , كان يومها برفقتنا الاخ ابو العلاء والاخ نبيل شعث والرئيس ابو مازن .. نعم عملنا على ضبط الإيقاع بيننا ولولا الرئيس ابو مازن والاخ ابو الاديب والاخ ابو العلاء .. لما استطعنا النجاح .
خلال تقلدك منصب رئيس السلطة , هل جاءتك أي تقارير أو أخبار بخصوص ملف اغتيال الرئيس ابو عمار ؟
شكلنّا منذ اليوم الأول لجنة أشرفت انا عليها وكان الاخ جواد الطيبي وزيرا للصحة .. نعم كان هناك تحقيق مبكر بدأ فيه من اليوم الأول الاخ توفيق الطيراوي .
أنهيت مدتي وكان الاعتماد فقط على التقرير الفرنسي من مستشفى بيرسي , وبعض التحقيقات التي أجراها ابو حسين الطيراوي , لكن أيقنا أن هناك شيء غريب في الأمر .
عنك .. ماذا كنت تتوقع يومها ؟نحن كان لدينا شكوك في البداية ان هناك شي خاطيء ..
أذكر أن عزّام الأحمد قابل الرئيس ابو عمّار اثناء حصاره فأشار ابو عمار على بطنه وقال لعزام "وصلولي يخويا" .
أبو عمار لم يكن يعاني من مرض عضوي مطلقا , وهذا ما اثار لدينا الشكوك .
في شريعتنا الاسلامية الشهيد لا يتحلل جسده , والرئيس ابو عمّار يوم فتحوا القبر عليه لم يكن جسده قد تحلل .. رحمه الله فهذه من علامات الرجل المؤمن وتصديقا لقول النبي جسد الشهيد لا يبلى ..وأبو عمار جسده لم يبلى .
هل تفتقد الاخ ياسر عرفات الان في ظل الوضع الذي نحن فيه وفي هذا الوضع وضع الانقسام ؟
اقول لك وبكل صراحة لو ابو عمار موجود ما كان ليحصل الانقسام ..
في ذلك الوقت كنت في الفندق أنا وزوجتي , تلقينا الخبر انا وزوجتي , لم أتمالك نفسي من البكاء أو كما تقول زوجتي "فتحنا مناحة" , حاولت التماسك بعدها وخرجت لاجتماع قيادي للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ويومها تم اختيار الرئيس ابو مازن رئيسا للجنة التنتفيذية للمنظمة , وبعدها توجهنا الى المجلس التشريعي سويا وتم انتخابي رئيسا للسلطة بحكم القانون لفترة انتقالية , ويومها تحدثت في خطاب وأنا أبكي , حاولت التماسك بحكم الديبلوماسية المطلوبة لكن لم استطع .. ذهبنا بعدها مباشرة لاستقبال المعزيين .. الحمدلله أن مرّت تلك الأيام على خير .
ماذا حدث في اليوم التالي لوفاة أبوعمار؟
حين علمنا أن الحالة خطيرة للرئيس ياسر عرفات , من الفرنسيين حاول البعض طرح مسألة ان "روحي فتوح" لا يجوز ان يستلم الرئاسة وهو رئيس للبرلمان وهناك من هو احق , وعندها أعلنت للجميع ان لدي استعدادا الان لأن استقيل من رئاسة المجلس ،وبإمكانكم وضع أي عضو من اعضاء اللجنة المركزية كرئيس للمجلس حتى يأتي للرئاسة .
وهنا رفض الاخوة في فصائل العمل الوطني والمجلس التشريعي وقالوا "لا نقبل الانحراف عن تطبيق القانون وسنطبق القانون كما جاء " .
وفعلا بقي المجلس مُصرا على موقفه واعضاء اللجنة المركزية كذلك اصروا على نفس الموقف. وحينما أديت اليمين كرئيس للسلطة امام المجلس وامام رئيس المجلس الوطني ورئيس المحكمة العليا , بدأ المجلس يراقبني بشكل دقيق و قالوا لي " معك 60 يوما ..ولن نسمح لك بالاستمرار دقيقة واحدة بعد انقضاء الفترة "
وانا اذكر هنا حينما انقضت الستين يوما لم تكن النتائج النهائية لمرشح الرئاسة قد خرجت وهنا كان علي ان اتجاوز الستين يوم فجاؤوا وأخبروني بأن ولايتي انتهت " ولكن ستبقى في موقعك شكليا حتي يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية وتُسلم " وانا التزمت بكافة القوانين واللوائح المعمول بها وفق القانون الاساسي , والتشريعي كان يراقب سير تلك العملية والجميع يشهد لي بأني التزمت ولم انحرف عن القانون .
واذكر يوما في لقاء تلفزيوني قلت للمذيع بأني مثل "كرت شحن الموبايل" انتظر ان تنتهي الدقائق الاخيرة حتي تنتهي مدة تسليمي للمنصب وعند تأدية الرئيس المنتخب اليمين سلمت الامانة الى اصحابها بدون اي اشكاليات او تجاوزات وشهد الجميع بذلك لي مرة اخرى، بل وعندما كنت علي رأس العمل كنت اعمل وأتلقى التعليمات من الاخ ابو مازن رئيس اللجنة التنفيذية لحركة فتح او من الأخ سليم الزعنون أبو الأديب و من المجلس التشريعي , وكنت اطبق التعليمات وفي النهاية الجميع حريص والجميع خائف فهناك فراغ كبير حصل ونحتاج لجهد كبير لنملأ جزء من هذا الفراغ الذي حصل نتيجة وفاة ابو عمار.
وبالمناسبة أنا احترم جدا الرئيس عدلي منصور واتباع تصرفاته وقراراته جيداً , لانه عرف دوره جيدا وهو في غاية الرفعة والادب وهو يؤدي دوره بشكل صحيح .
للسلطة مغريات ورونق خاص .. و انت كنت رئيس السلطة بعد ياسر عرفات ،هل خطر لك أن تُكمل أو تُحاول؟
لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة ان أستمر، على العكس كنت منزعجا ولم أشعر بأن حياتي مهددة ومارست حياتي بشكل طبيعي , وبالرغم من أنني كنت اكره الموت لكن بعض الضباط قالولي " يا اخي احنا حابين ان تكمل " فقلت لهم لن أسمح بأي ممارسة غير قانونية وكل شيء سيكون طبقا للقانون ولن أسمح بأي عمل يفسد ما قمنا به ،لأن المجلس التشريعي كان وقتها مجلسا عظيما .
اقول أن هناك من هم اكثر قدرة علي ادراة البلاد مثل الاخ ابو مازن ولكن انا لدي القدرة علي ادارة المجلس التشريعي وقدموا لي مغريات وقلت لهم " لا يمكن " وأرفض , واحدهم قال لي يا رجل ما بالك فقلت له لا تعيد الكلام ولا الفكرة مرة ثانية .
لن تمر سواء فكرة فيها انا ولا غيري فهناك مجلس تشريعي وقوانينه محترمة وانا حترمت من قال لي من اعضاء المجلس التشريعي اننا لن نسمح لك بعد الستين يوم دقيقة واحدة احترمته لانه التزم بالقوانين وهذه هي منصة المجلس التشريعي ولن اقبل انا ايضا بهذا الكلام بان استمر .
نرى انك تعتبر المجلس التشريعي كل شي وتنازلت عن السلطة لاجل التزامك به وبالقوانين المعمول بها .. ماهو سر عشقك للمجلس التشريعي ؟
المجلس التشريعي هو مؤسسة حامية ومراقبة للاداء , نحن اسسنا المجلس التشريعي من اللبنة الاولي وكنت انا امين سر المجلس التشريعي وكنت احضر للمجلس الساعة الثامنة واغادره الثانية فجرا , ولم يكن هناك اي شيء بمعنى بدأنا من الصفر ..ربما لعملنا في الحياة النقابية كان طبيعي العمل في المجلس التشريعي لكن صدقاً كانت حياة المجلس التشريعي أكثر تطوراً وأكثر حساسية أيضاً .
انا صريح مع نفسي , بالفعل لا استطيع ان اتطاول علي المجلس حتي لو كنت رئيس سلطة وطنية , وكذلك لا أستطيع أن "أعلو" على الرئيس ابو مازن أو على الأخ سليم الزعنون أبو الأديب .. لقد عملت 20 عاما نائبا للأخ أبو الأديب في المنظمات الشعبية .
ما قصة محاولة اغتيال "روحي فتوح" شعبياً وسياسياً ؟
كان الاخ ابو مازن يريد ان يعين نائبا له وللحقيقة نحن في المجلس التشريعي قمنا باستحداث قانون واعطاء الرئيس صلاحية حل البرلمان واعطاء الرئيس الصلاحية بتعيين نائبا له , لكن للاسف كتلة فتح اغلبها رفضت في حينها ان يحل الرئيس البرلمان او ان يعين نائبا له .
في يوم"بعد الانقسام" , طلب مني الرئيس ابو مازن القوانين التي طرحناها في جلسات المجلس التشريعي , فأحضرتها له وعدّلت عليها , وقيل يومها ان هناك مرسوم صادر بتعييني نائب للرئيس ابو مازن -حكايات داخلية كانت- , للحقيقة لم اكن اعلم بما يُقال ولم يطرح علي الرئيس ذلك , الحكاية بدأت عندما سألني الاخ ابو مازن من من الممكن ان يكون نائبا للرئيس , فاقترحت يومها على الرئيس شخصيتين , الأخ أبو ماهر غنيم والأخ أبو العلاء قريع ..
وطرح الاخ ابو مازن الفكرة بعدها في احد اجتماعات اللجنة المركزية وقال انا سارشح ثلاثة ونقدمهم بعدها للمجلس الثوري والذي يحصل علي اعلي الاصوات يصبح نائبا , ولكن الشكوك عند بعض الاخوة - وخاصة بي انا لأني قريب جدا من الرئيس ويعتمد علي في كثير من القضايا - وهنا كانت الشكوك بأن " روحي " سيكون نائبا للرئيس , وفي حينها استغرب الاخ ابو مازن وراجعته بالأمر وقلت له لقد طرحنا أسماء ولم تتحدث عن تعييني ولم أتحدث أنا عن ذلك أصلا ً .
أقول لك تحملت الكثير من اناس ليسو بجيدين وأؤكد لك لو فتحوا ملفات الفساد فلياتوا لي أول شخص ويسالوني من اين لك هذا ؟ وانا ساجيب .. ولكن غيري ؟؟ ..
ما هو اول شي وجدته علي مكتب ياسر عرفات ؟
انا لم اجلس علي مكتب ياسر عرفات بتاتا , وداومت علي مكتب في غرفة جانبية ولم استطع الجلوس علي مكتب الخالد ياسر عرفات . وفي غزة داومت في مكتب المجلس التشريعي ولم استطع الجلوس علي مكتبه لم ادخل غرفة الشهيد ياسر عرفات نهائيا وما طلبته من مكتب ياسر عرفات هو البريد فقط , وهو المقدم للاخ ابو عمار وقمت بتوقيعها جميعها بدون تردد لان اغلبها موازنات وقضايا ومساعدات والرئيس الراحل لم يكن ليرفض شيء منها .كل شي مقدم لابو عمار وقعته لانه لم يكن يرد احد , وللتاريخ فقد فوجئت من كم الأوراق والطلبات الانسانية على مكتب أبو عمّار . وقعتها جميعها دون تردد ..
في احدى القصص الغريبة , أبو عمّار كان يؤمن بالقنبلة الديموغرافية , ولم يكن يرد طلبا واحدا لاي شخص يريد عملية زراعة جنين .. فوجئت بكشف كبير من الاسماء ممن يطلبون مساعدة الرئيس ابو عمار في عملية الزراعة , فطلبت ملفات مشابهة فوجدت ارقاما واعدادا وطلبات لم اتخيلها .. فوقعت على الفور دون اي تردد .
في الشهرين .. كيف عاش روحي فتوح ؟
بصراحة .. لم يتغير على حياتي اي شيء , كنت امارس حياتي الطبيعية الاعتيادية , كنت اتجول بين الناس اذهب للسوق اتحدث مع الجميع ..
لكن كنت اخاف من خلط الاوراق , وهنا اعود لليوم الثاني في عزاء ابو عمار يوم قصة "خيمة العزاء في غزة" , كنت حينها في رام الله وكان هناك استعراض عسكري واطلاق نار بوجود الرئيس ابو مازن , سلّم الله يومها وكانت غلطة صغيرة أو خطأ غير محسوب يمكن خلط الأوراق بدون معرفة النتائج ..
هنا أؤكد أن الجميع تعامل بمسؤولية , عملنا كخلية نحل لنصل بالسلطة وبنظامنا إلى بر الأمان ولنسد جزء من الفراغ الذي أحدثته وفاة الرئيس أبو عمّار .
في فرنسا قابلنا الرئيس الفرنسي شيراك , الذي قال " اياكم والابتزاز , تماسكو , حتى تستطيعوا مليء فراغ ياسر عرفات " , كان يومها برفقتنا الاخ ابو العلاء والاخ نبيل شعث والرئيس ابو مازن .. نعم عملنا على ضبط الإيقاع بيننا ولولا الرئيس ابو مازن والاخ ابو الاديب والاخ ابو العلاء .. لما استطعنا النجاح .
خلال تقلدك منصب رئيس السلطة , هل جاءتك أي تقارير أو أخبار بخصوص ملف اغتيال الرئيس ابو عمار ؟
شكلنّا منذ اليوم الأول لجنة أشرفت انا عليها وكان الاخ جواد الطيبي وزيرا للصحة .. نعم كان هناك تحقيق مبكر بدأ فيه من اليوم الأول الاخ توفيق الطيراوي .
أنهيت مدتي وكان الاعتماد فقط على التقرير الفرنسي من مستشفى بيرسي , وبعض التحقيقات التي أجراها ابو حسين الطيراوي , لكن أيقنا أن هناك شيء غريب في الأمر .
عنك .. ماذا كنت تتوقع يومها ؟نحن كان لدينا شكوك في البداية ان هناك شي خاطيء ..
أذكر أن عزّام الأحمد قابل الرئيس ابو عمّار اثناء حصاره فأشار ابو عمار على بطنه وقال لعزام "وصلولي يخويا" .
أبو عمار لم يكن يعاني من مرض عضوي مطلقا , وهذا ما اثار لدينا الشكوك .
في شريعتنا الاسلامية الشهيد لا يتحلل جسده , والرئيس ابو عمّار يوم فتحوا القبر عليه لم يكن جسده قد تحلل .. رحمه الله فهذه من علامات الرجل المؤمن وتصديقا لقول النبي جسد الشهيد لا يبلى ..وأبو عمار جسده لم يبلى .
هل تفتقد الاخ ياسر عرفات الان في ظل الوضع الذي نحن فيه وفي هذا الوضع وضع الانقسام ؟
اقول لك وبكل صراحة لو ابو عمار موجود ما كان ليحصل الانقسام ..
إقرا أيضا
- قصص تُنشرها دنيا الوطن لأول مرة من داخل حصار أبو عمّار: حفلة صاخبة على أغاني طل سلاحي بعلبتين من اللحم .. عرفات بلهجته المصرية: "اللي يقدس مرتو يقدس ارضو"
- قصص تُنشر لأول مرة من داخل حصار أبو عمّار : ربع مليون دولار لعلاج طفل .. وعرفات :"الله - ده ربنا يُحيي العظام وهي رميم"
- في الحلقة الثالثة من حواره مع دنيا الوطن..روحي فتّوح يتذكر:التحوّل من نمط الثورة إلى المؤسسة سبب الخلافات مع أبو عمار
- تحدثت عن علاقتها بـ"أبو مازن ودحلان وحماس" .. سهى عرفات لدنيا الوطن :"انتصرت لأبو عمّار ودم زوجي ليس للبيع"
التعليقات (0)