الأحد، 30 أغسطس 2015

انساب وعائلات بيت المقدس








د/ خضر عباس
المقدمة:
القدس ليست كأي مكان في العالم، فكل بقعة من أرض بيت المقدس الطاهرة، تنطق بالتاريخ المعبق برائحة الرسل والأنبياء، والصحابة والصالحين، ورجال جبلوا بدمهم وعرقهم وجهدهم ملاط كل بلاط وأحجار القدس.. فالقدس التاريخ محفوظا فيها بين ذرات ترابها وأزقتها, ذلك التاريخ الذي لا يمكن تزويره أو بيعه أو العبث به، أو حتى إزالته.. فهو تاريخ منقوش في الصخر، كما هو مسطور في الدهر.

ولقد كانت القدس عامرة بسكانها عبر التاريخ، فلم تخل لحظة منهم، وذلك منذ ان بناها اليبوسيون عام2600 ق م (احد القبائل الكنعانية التي قدمت عبر الهجرات العربية السامية التي امتدت من سنة4000 ق م – 3000 ق م) ومنذ ذلك التاريخ شكل العرب السكان الأصليون لهذه المدينة..ثم وفد اليها بعد ذلك من وفد.
لقد شكل سكان القدس عصب وعصبية تاريخها، فالعصبية كما ذكر ابن خلدون في مقدمته، عامل أساس في بناء المجد السياسي، وفي إقامة الدول.. ثم زوالها بعد ركون أصحابها إلى الخمول والكسل، وزوال عامل التعاضد والتناصر بين رجالاتها..ولهذا شكلت العصبية بين السكان الفلسطينيين مجال حماية على التراث والحضارة والتاريخ والمقدسات في القدس..حيث كما ميز الله سبحانه وتعالى بيت المقدس عن غيرها من عواصم العالم في النواحي التاريخية والدينية والسياسية، وميزها بتراثها وفنونها المعمارية ومبانيها الشامخة بمقدساتها وبتاريخها العريق..    مما ميز عائلتها وأسرها الشريفة والعريقة، فكانت عائلات القدس من أشرف العائلات وأعرقها وأنبلها على الإطلاق.
وقد عمدت هذه الأسر العريقة في القدس، مجدها بالمحافظة عليه على أساس من الجهاد والعلم والمال، واقترنت بالزعامة القائمة على العمل الزاهر والكرم الباهر والأعمال الحميدة، وكانوا جميعا نعم الجار ونعم المجير.
وقد تسامحت المدينة كما هي طبيعتها، فضمت بين أحضانها جميع الملل والنحل، من كل مله ودين، فكان فيها المسلم مع المسيحي مع اليهودي جنبا إلى جنب، دون تعصب أو تحيز أو عنصرية، رغم أن الأكثرية الساحقة دوما من سكان مدينة القدس، كانت تتألف من المسلمين العرب، حيث وفدوا إليها جهادا وحبا وتبركا بها من أقطار إسلامية وعربية مختلفة، كالمغرب ومصر وسوريا والعراق وغيرها من دول أسيا وأفريقيا.
وقد تسامح تاريخها السكاني، فسكنتها العائلات المسلمة التي كانت مرابطة في الحرم القدسي الشريف للتقرب إلى الله تعالى، فتركوا لنا تاريخا مشرفا وأثارا تاريخية عريقة غنية عن التعريف, فمنهم من دخلها فاتحين مع الخليفة عمر بن الخطاب عام 15 هـ, ومنهم من دخلها محررين مع صلاح الدين الأيوبي عام 583 هـ، ومنهم من هاجر إليها وسكنها بعد الفتح والتحرير تبركا بها.
وسكنها الإخوة المسيحيون، رغم أنهم ليسوا طائفة واحدة، حيث كانوا منقسمين إلى عدد من الفرق والطوائف والقوميات..منها: لاتين، وروم، وأرثوذكس، وأرمن، وأقباط، وأحباش، وصرب، وسريان، وكرج…الخ، غير أن الأكثرية منهم كان من الروم الأرثوذكس العرب.
وسكنها اليهود الذين تمتعوا بقسط وافر من الحرية الدينية لم يحظوا بمثله في البلدان الأوربية، ولم تتخذ ضدهم أية إجراءات عدائيه تساعد على التمييز بينهم وبين السكان، وقد نتج عن ذلك قيام علاقات متينة بينهم وبين السكان الآخرين، وكانت حضنا دافئا لهم إبان الدولة العثمانية حيث ازداد عددهم بوصول الكثيرين من اليهود بعد تشريدهم من أسبانيا والبرتغال عام 1492 م، وذلك بعد السماح لهم بالعيش في فلسطين، وبحلول سنة 1522م  أصبحت في القدس جالية يهودية “سفاردية” تزايد نموها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر بوصول بضع مئات من اليهود “الحسيديم ” من بولونيا سنة 1777م مما ساهم في تأسيس طائفة اشكانازية في المدينة إلى جانب الطائفة “السفارادية “.
الأبعاد التي تمثل أصناف من سكن مدينة القدس:
ثم شكل القسم الثاني سكانها الوافدون، الذين وفدوا اليها واستقروا بها، قبل وبعد الفتح الاسلامي، وكانوا على شكل:
– إما حجاج (العامل الديني )
– إما محاربون وفاتحون ( العامل العسكري )
– إما تجار (العامل الاقتصادي )
1) السكن بسبب البعد الديني :
لدي اليهود: يعتبر اليهود بان مدينة القدس مكان مقدس لهم، خاصة أنهم أقاموا دولتهم فيها (مملكة إسرائيل الموحدة عام 1000 ق م بقيادة النبي داود ، وسليمان عليهما السلام، وان فيها كما يدعون هيكل سليمان الذي بقي منه حائط المبكي، الذي شكل حافزا لديهم للوصول إليها إما غزاة أو حجاج.. والسكن فيها لهذه المكانة الدينية..فكان اليهود –عبر التاريخ- يأتون من اجل الحج إلى معبدهم المزعوم.
لدي المسيحيين: يعتبر المسيحيون بان مدينة القدس مكان مقدس لهم، خاصة أن فيها صلب المسيح (يعتقدوا بصلب المسيح سنة 30 م  على تلة جلجنة في القدس)، وبها كنيسة القيامة، مما شكل حافزا لديهم للوصول إليها إما غزاة أو حجاج.. والسكن فيها لهذه المكانة الدينية.. فكان –عبر التاريخ- يأتون من اجل الحج إلى كنيسة القيامة، ومهد السيد المسيح.
لدي المسلمين: يعتبر المسلمون بان مدينة القدس مكان مقدس لهم، خاصة أن منها كان معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء، وفيها المسجد الاقصى احد المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال، الا اليها، وانها بمثابة الارض المباركة من الله لقوله تعالى (سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).. وهذا مما شكل حافزا لديهم للوصول إليها إما غزاة أو حجاج.. والسكن فيها لهذه المكانة الدينية.
ولقد تواترت الاحاديث التي ترغب في السكن في هذه الارض المقدسة –بيت المقدس وما حوله- مثل: قوله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتي يسوق الله خيار عبادة إلي بيت المقدس، وإلي الأرض المقدسة، فيسكنهم إياها)
وقوله (يا معاذ .. إن الله سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلي الفرات، رجالهم ونساءهم وإماؤهم مرابطون إلي يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلا من سواحل الشام، أو بيت المقدس فهو في جهاد إلي يوم القيامة )
وقوله (نعم المسكن بيت المقدس) وقوله (ستهاجرون هجرة إلي مهاجر إبراهيم)
وقوله (لا تزال طائفة من أمتي، على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، قال أين هم يا رسول الله – قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس)
وقوله (صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه (المسجد الاقصى) لنعم المصلي في أرض المحشر والمنشر، وليأتين علي الناس زمان، لقيد سوط أو قوس الرجل، حيث يرى منه بيت المقدس، خير له وأحب إليه من الدنيا جميعا)
وقول عبد الله بن عباس (من أراد أن ينظر إلي بقعة من الجنة فلينظر إلي بيت المقدس)
وقول وهب بن منبه (أهل بيت المقدس، جيران الله تعالي، وحق علي الله تعالي..ألا يعذب جيرانه)
وقد كان اغلب المسلمين عند الانتهاء من موسم الحج يأتون إلى بيت المقدس كحجاج من اجل تقديس حجتهم، التي كانوا على قناعة بان ذلك مكمل للحج.
2) البعد العسكري (الجهادي):
لدي اليهود: وتمثل ذلك في الحروب التي خاضها اليهود –عبر التاريخ قديما-  للوصول إلى بيت المقدس. وحديثا تمثل في الغزو الصهيوني لفلسطين وبيت المقدس، والذي أقاموا من خلاله دولتهم التي ما زالت جاثمة على ارض فلسطين اليوم.
لدي المسيحيين: وتمثل ذلك في الحروب التي خاضها المسيحيون –عبر الحملات الصليبية قديما-  للوصول إلى بيت المقدس.. وحديثا تمثل ذلك في الغزو الاستعماري الذي قادة الغرب الصليبي المستعمر على فلسطين، ودول الشرق.
لدي المسلمين: وتمثل ذلك في غزوات والفتوحات التي خاضها المسلمون –عبر التاريخ-  للوصول إلى بيت المقدس، لتحريره من أيدي الغزاة والمستعمرين…والتي كان أشهرها:
أ)  تحرير القدس من الرومان يد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 70 م-15هـ
ب) تحرير القدس من الصليبين، على يد صلاح الدين الايوبي 1187 م
ج) تحرير القدس من التتار، على يد قطز   1244 م
وقد انخراط في هذه الجيوش أناس من كل الملل والنحل، سواء الجيوش الغازية أم الجيوش المحررة، ثم طاب لهم العيش في المدينة بعد انتهاء الفتح.
3) البعد التجاري- الاقتصادي :
شكل موقع فلسطين قديما وحديتا موقعا جغرافيا كان يمتاز بكونه حلقة وضل في التجارة بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب، ولقد أظهر ذلك القران الكريم في قول المولى عزوجل ” لإيلاف قريش إيلافهم، رحلة الشتاء والصيف “
وقد نزل التجار من جميع أنحاء العالم بهذه المدينة واستقروا فيها كونها كانت مركزا مهما عبر التاريخ لجميع الحضارات.. حيث شكل قدمها (تاريخها) عاملا مهما في هذه الهجرات والتنقلات
لمكانتها كونها تجمع ديانات.. وكذلك لما كانت تمثله من مركزا ومكانا للبحث والتنقيب في التاريخ
والدراسات العلمية والدينية، حيث كانت تنتشر في باحات المسجد الأقصى “المصطبات” التي كانت تخصص لتدريس الفقه والعلوم المتنوعة..فكان الطلاب يؤموها للتعلم، ومنهم من يبقى ويسكن فيها.
تأريخ العائلات المقدسية :
لقد تربع على الزعامة في القدس أسرة الحسيني التي تقف على رأس الأسر اليمنية.. بينما تقابلها أسرة الخالدي التي تقف على رأس الأسر القيسية..حيث تقلدت عائلات الحسيني والخالدي اهم المناصب في القدس، واحتكروا الإفتاء ونقابة الأشراف ومشيخة الحرم ونيابة الشرع وباشكاتبية المحكمة الشرعية.. رغم ان بعض العائلات قد نافستها على هذه المناصب مثل: آل جار الله أبو اللطف، والجماعي الخطيب، والعلمي، والدجاني، وأبو السعود.. حيث تقلد  أبناؤها من حين لآخر وظائف مهمة مثل الإفتاء والنقابة ونيابة الشرع.
ووجدت أسر مقدسية أخرى عريقة الوجود في المدينة أقل شهرة، تقلدت وظائف علمية وإدارية بوظائف أقل مكانة ونفوذاً، وقد عايشت هذه العائلات  فترات صعود وهبوط في مكانتها ونفوذها على مر الأجيال مثل: الإمام، والبديري، الفتياني، وجودة، ونسيبة، والعسيلي، والموقت، والإمام، والشهابي، والدقاق، والأنصاري.. وغيرها من الأسر المقدسية المعروفة، الذين فقدوا فرصهم في الحصول على وظائف مهمة كانوا يتقلدوها في الأجيال السابقة، واكتفوا بأدوار ثانوية في المدينة المقدسة.
وأما بعض عائلات القدس العريقة ايضا في تاريخها وحسبها ونسبها مثل: آل الجاعوني، والقطب، والعفيفي وقطينة، وسموم، وشهوان، والنشاشيبي، والحموري، ومعتوق، والنمري، ويوزباشي..
فقد خسرت وظائفها العلمية والإدارية العالية، واكتفى أبناءها بوظائف متواضعة في الخدمة والتدريس في المساجد والمدارس والزوايا ونسخ الكتب والمؤسسات الخيرية، لكنهم تميزواعن سابقيهم بأن بعضهم طرق أبواباً جديدة في سبيل الحراك الاجتماعي، إما عن طريق الخدمة العسكرية، وإما عن طريق التجارة.
والعائلات المقدسية.. تنقسم حسب الحقبة التاريخية التي قطنت فيها القدس، إلى قسمان:
العائلات المقدسية القديمة: هي التي دخلت القدس محررة في ركاب التحرير لصلاح الدين الأيوبي أو بعده وتتابعت في دخولها واستقرارها في بيت المقدس حتى عام 1100هـ. وهي:
(الخالدي- البديري- الشهابي- العفيفي- الخطيب بني جماعة –الدجاني- الغوانمة- جار الله- الامام- السروري – النقيب- المفتي- ابو السعود- الفتياني- العلمي- بو مدين- نسيبة- النشاشيبي- العسلي-الحسيني- الجاعوني- درويش- الأنصاري- جودة- النمري- قطينة- الداودي- العارف- رصاص- كمال-البخاري-الترجمان”الصالح” -غنيم- المؤقت- شتية- شرف- نور الدين- الشعباني-الأيوبي)
العائلات المقدسية الجديدة:وهي التي استقرت ونزلت في القدس الشريف أبان الحكم العثماني وبالتحديد في الفترة الواقعة بين عامي 1100 م و 1280 هـ. وهي: (الجبشة- هندية- البشيتي- الوعري- الموسوس- المظفر- الترهي- البغدادي- الهدمي- البامية- الكلغاصي- اليوزباشي- المتولي-اسطمبولي-معتوق -حب رمان- القرجولي- نجم- طه- عبده- سموم- نجيب- غوشة- اهرام- قرش- الكالوتي- حجازي- زحيكة- جعفر-بدية ازحيمان- الحواش- القضماني- طوطح- الشاويش -ابو الحاج- البيطار- صيام- قليبو- ارناؤوط- الشرفاء- الحلاق- المملوك- السمان- طقش- وهبة- طزيز-السيفي- عبد اللطيف- عويضة- القطب- الطحان- النجار -القباني- عكاوي- الديسي- الزماميري –القزاز- التوتنجي- الحلواني- الماني- الدقاق- الشامي- سوميرة- ابو عيد- الخلفاوي- الدسوقي- المغربي-أفغاني -مراد- زلاطيمو- سرندح- مشعشع)
وعائلات الأشراف في القدس هي: (آل الشريف-آل برهوم-آل الخالدي-آل البديري-آل الشهابي-آل العفيفي-آل الخطيب بني جماعة الكناني-آل الدجاني-آل الغوانمة-آل جار الله-آل السروري-آل الامام-آل النقيب-آل المفتي-آل ابو السعود-آل الفتياني-آل العلمي-آل بو مدين-آل نسيبة-آل النشاشيبي-آل العسلي-آل الحسيني-آل الجاعوني-آل درويش-آل الأنصاري-آل جودة-آل النمري-آل قطينة-آل الداودي-آل العارف-آل رصاص-آل البخاري-آل كمال-آل الترجمان”الصالح”-آل غنيم-آل المؤقت-آل شتية-آل نور الدين-آل الشعباني-آل الأيوبي)
ومن عائلات القدس أيضاً: (أل جودة, أل اليوزباشي، أل قطينة, أل الشهابي, ,أل النمري, أل السروري، أل الامام, أل النقيب الجاعوني، والعفيفي والقطب والحموري وسموم وقطينة وعائلة أبو السعود وأبو اللطف والدجاني والموقت والجماعي  والدبيري  والفتياني والعسيلي آل جار الله أبو اللطف والبديري والعسيلي والدقاق والأنصاري والمفتي وأل الخطيب الكناني, أل الخالدي, أل الغوانمة, أل الحسيني, أل العلمي, أل البديري, أل نسيبة, أل جار الله, أل النشاشيبي، قليبو، الكرد، خوري، الفتياني).
وأما العائلات التي تنسب الى قبيلة بني حسن في بيت المقدس هي: (آل الحسيني, أبو دية، آل درويش, ابو سبيت , العويسات , الأطرش , الأعرج , وهدان , التويمي , الجندي , آل ساري , النقرة , الغباري , آل علي , الهيبة، الحجاجلة الأخليفة , الصيفي , العلاونة , القواسمة , آل معالي , النواصرة , أبو تين , آل عيسى , الأيوب , أل عرباش , آل حمدة , ال داوود, اسليم , المصري , شلعب , ابو عيشة , الصواونة , الصافي، الزريقات، الحماد، الفرهود، زرينة، مكركر، الخوالدة، قوار، الصواملة، الأخرس، الحراذين، السرحان، الكرايم، الجواريش، طشقة، العثمان، العواد، الحواري، المرشد، العمّر، الخطيب، آل سعادة، العلمي، آل عبد النبي، آل شيخة، المراجحة، الصعوب، السبع، فرج، البصابصة، ابو الحاج، ابو حارثية، ابو حسين، ابو مر، ابو نعمة، البطمة، الصغيّر، السالم، الشيخ، العليان، العيّاش، قطوش، محاجرة، معمّر، القيق، آل سلمان، العمري، الغيث، الجعافرة، الحوامدة، السفافرة، آل جادالله، ابو عابد، الخطار، الحمدان، الغنّام، الصويص، الغنية، الخلايلة، المشني، الدعدور، دعبور، آل زعتر، السمّور، العباد، ابوطبيخ، الجلب، الهديري، وقاد، العياد، آل ريّا، ال عبد الكريم، العساف، الحسن، النعرة، البركات، العياف، الزواهرة، المزاهرة، الحواتمة).
حارات وأحياء القدس: لقد ضمت هذه العائلات المقدسية العريقة حارات وأحياء في مدينة القدس، والتي عبق نسيمها بهم عبر التاريخ الطويل الذي امتد قرونا متواصلة..ونذكر من أهم هذه الأحياء والحارات السكنية..
(حارة الشرف وحي المغاربة وحارة الوادي وحارة السعدية وحارة باب حطة وحارة النصارى وحارة الأرمن حارة العلم، وحارة الحيادرة، وحارة الصلتين، وحارة الريشة، وحارة بني الحارث، وحارة الضوية.. وهناك حارات تقع خارج سور المدينة، منها: حارة الشيخ جراح، وحارة واد الجوز، وحارة المصرارة…وغيرها).
وحارة الشرف: هي منطقة سكنية قديمة في القدس كانت تملكها عائلة عربية تدعى عائلة شرف.. وهذه الحارة كانت ملاصقة لحائط البراق، وتقع في جنوب شرق البلدة القديمة لمدينة القدس، بجوار حائط البراق،  وأهلها جميعا من الفلسطينيين.. ويقول الباحث الأستاذ النمري  “إن تسمية حي الشرف نسبة إلى أحد أكابر رجالات القدس ويدعى شرف الدين موسى، وعرفت ذريته ببني شرف، وعرفت منطقة سكناهم قديما بحارة الأكراد ثم سميت بحارة العلم.. وشملت حارة الشرف العديد من الحارات والأحياء أبرزها حارة الحيادرة، والصلتيين، وحارة سوق البطيخ والشاي، وحارة الريشة، وحارة صهيون، وحارة اليهود.. وجميع منازلها عامرة بسكانها..ومن عائلاتها العريقة عائلة ابو السعود الشهيرة الملاصقة لسور الأقصى الغربي.
حي المغاربة: وهو أحد حارات أو أحياء حي الشرف، ويقع بجوار حائط البراق. وقد ضح السيد النمري: أن حي المغاربة يتكون من مهاجري المغرب العربي (تونس والجزائر ومراكش) نتيجة لعمل رائد قام به ابو مدين الغوث وهو مغربي، حيث استطاع امتلاك بضعة الدونمات بالحي وبدأ يسكن فيها من يأتي من المغرب العربي وبدأت تلك العائلات تنمو واتسع الحي وتفرع عن حي الشرف لتصبح مساحته 16 دونم.
وفي حرب عام 1967, احتل العدو الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة القدس. ودمر حارة المغاربة، التي كانت مساحتها 116 دونما، وفيها 136 منزلا، وزوايا دينية أشهرها (بومدين)، وأربعة مساجد، ومدرسة. وأصبحت أهم الآثار الأيوبية والمملوكية والتراث المغربي الأندلسي المميز ركاما..وطردت نحو 700 فلسطيني من الحارة، إضافة إلى ثلاثة آلاف من حارة الشرف المجاورة، والتي تحولت إلى حارة اليهود.
حارةالنصارى: وهذه الحارة سميت بالنصارى لأن أغلب ملاكها من النصارى وهي تمتد من درج باب خان الزيت وسط السوق وحتى باب الخليل (مشارف باب الخليل) غرب السوق وحتى سويقة علون من جهة الجنوب. ومعظم أصحاب الدكاكين من المسلمين المقدسيين وأبناء الخليل، رغم تسميتها بحارة النصارى غير أن عدد أصحاب السوق غالبيتهم  نصارى. ويعيش المسلمين والنصارى بكل محبة وسلام داخل المدينة منذ عهد عمر بن الخطاب الذي بني له مسجد داخل الحارة وسمي باسم مسجد عمر, ويقع مقابل كنيسة القيامة.
حارة الغوانمة: وعرفت بحارة بني غانم، أو حارة أولاد غانم..لأن جميع سكانها هم من بني غانم، التي يزيد وجودها في القدس على ألف عام، حيث اكتسبت تسميتها من الجد الأول للعائلة شيخ الإسلام غانم بن علي بن حسين الأنصاري الخزرجي المقدسي، الذي نزل بها بعد تحريرها من الفرنج عام 583هـ.
وتقع حارة الغوانمة في الجهة الشمالية الغربية للحرم القدسي الشريف..ويحدها من جهة الجنوب ساحات الحرم القدسي الشريف، ومن الشرق التخوم الجنوبية لحارة باب حطة (حارة شرف الأنبياء)، ومن الشمال طريق النيابة المعروفة اليوم بطريق الآلام، ومن الغرب خط وادي الطواحين المعروفة اليوم بطريق الواد.
أشهر العائلات المقدسية:
عائلة الحسيني:
الحسيني عائلة فلسطينية مقدسية شهيرة..وأفراد العائلة يعتبرون أنفسهم أحفاد الحسين ابن الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وزوجته فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم. ويقولون بان جدهم هو محمد بن بدر الذي يرجع أصله إلى الحسين ابن علي بن أبي طالب.. وقد رحل ابن بدر إلى القدس عام 82 هـ من وادي النسور (وادي غرب القدس)، وسكن أجداده هذا الوادي منذ أكثر من 200 سنة، بعد أن هاجروا من الحجاز.
وقد قيل بان آل الحسيني  قد سكنوا القدس وضواحيها منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وأدوا دوراً مهماً في تاريخ بيت المقدس منذ عهد المماليك. وهناك بعض أعداء العائلة الحسينية لفّقوا قصة في بداية القرن العشرين مفادها أنّ العائلة الحسينية سكنت في قرية (دير سودان) وسمّيت العائلة الحسينية بعائلة (أسود) إشارة إلى اسم القرية..ولقد اختلف الباحثون  والمؤرخون في تقديراتهم بشأن نسب الحسيني، وذلك على خلفية الصراع السياسي بين الحاج أمين الحسيني، وبين المعارضة من آل النشاشيبي..
وتبين من قراءة سجلات المحكمة الشرعية في القدس أن شجرة العائلة التي أعادت أصولها إلى آل الوفائي الحسيني البديري ليست دقيقة. وأن شبك شجرة فرع عبد اللطيف آل غضية مع آل الوفائي في شخصية عبد القادر هو أحد أسباب البلبلة بالنسبة إلى أصول هذه العائلة وصحة انتسابها إلى الأشراف.. وعلماء القرن الثاني عشر الهجري مثل حسن بن عبد اللطيف، ومرتضى الزبيدي صاحب تراجم هاتين العائلتين المختلفتين، ترجموا في معجم شيوخهم لعلماء بارزين من العائلتين وأوضحوا الغموض بشأن نسب العائلتين المقدسيتين المختلف حوله. حيث ذكر في معجم التراجم لشيوخ عائلة الحسيني لمرتضى الزبيدي تأكيد انتساب العائلتين إلى الأشراف على الرغم من الاختلاف والتمييز بينهما..ويبين الزبيدي نسب عبد اللطيف بن عبد الله الذي ورث نقابة الأشراف من أولاد عمه فرع محب الدين آل غضية سنة 1158هـ  ويشير إلى أنه سمي باسم جده عبد اللطيف بن عبد القادر بن عبد الرحمن بن موسى بن عبد القادر بن موسى بن علي بن شمس الدين محمد غضية الأسودي المقداداي المقدسي..ووصف عبد اللطيف والد مفتي القدس بأنه نقيب السادة ببلده سبط آل الحسن وأحد الكرماء المشهورين..وقد ظلت النقابة في العقود التالية تنتقل بالوراثة  بين أولاد محب الدين وأحفاده حتى وصلت إلى فرع آخر من أسرة آل غضية وهو فرع عبد اللطيف ابن عم محب الدين في عام 1158هـ، وتجدد تعيين عبد اللطيف للنقابة لثلاثة عقود حتى وفاته عام 1188هـ، ثم انتقلت النقابة لأولاده وأحفاده.. كما نجح أحد أولاده حسن بن عبد اللطيف في تقلد إفتاء الحنيفة..وجاء بروز هذه العائلة بعيد ثورة نقيب الأشراف في القدس (1703-1705) التي أطاحت آل الوفائي الحسيني ثم عززت مكانة آل الحسيني الجدد (فرع عبد اللطيف من آل غضية)..ومنذ أواسط القرن الثامن عشر وصلت العائلة إلى أوج  نفوذها أيام  تقلد عبد الله بن عبد  اللطيف نقابة الأشراف في أواخر ذلك القرن وتولى أخوه حسن إفتاء الحنيفة حتى وفاته سنة 1224هـ…وهم ينتمون للمذهب الحنفي بعكس معظم أهل فلسطين الذين ينتمون للمذهب الشافعي.
وقاد نقيب الأشراف في القدس محمد بن مصطفى الوفائي الحسيني ثورة انتهت بإعدامه.. ثم اختيار محب الدين بن عبد الصمد الشهير بنسبه بابن غضة خلفاً له بعد إخماد نيران تلك الحركة وتقلد محب الدين نقابة أشراف القدس عقدين من الزمان بلا منازع تقريباً فجمع  خلال المدة ثروة كبيرة وتملك الكثير من العقارات في المدينة. .وفي أواخر العهد العثماني ظهرت أصول آل الحسيني الجدد التي تعود إلى آل غضية الذين كان منهم محب الدين نقيب الأشراف، وعبد اللطيف بن عبد القادر آل غضية، وسقطت الكنية عنهم فصاروا يعرفون بآل الحسيني منذ القرن التاسع عشر.
ويتربع آل الحسيني بنو غضية سابقاً..على رأس عائلات النخبة المقدسية من علماء وأعيان منذ نهاية القرن الثامن عشر على الأقل، حيث نجحت العائلة في السيطرة خلال تلك الفترة وما بعدها على ثلاث وظائف علمية مهمة تقلدوها هي إفتاء الحنيفة ونقابة الأشراف ومشيخة الحرم القدسي. وبالإضافة إلى ذلك فإن أبناء العائلة تقلدوا  وظائف مهمة أخرى في التدريس وتولي أوقاف عامة مثل وقف النبي موسى وتنظيم الموسم والزيارة لهذا المقام سنويا.. وقد تميزوا كذلك بالعلم والتجارة والقيادة..
وقد حافظ آل الحسيني على مكانتهم ونفوذهم في القدس خلال أواخر عدة عهود فكان ذلك الأساس  الطبيعي لتقلدهم قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية أيام الحاج أمين الحسيني فترة الانتداب البريطاني. ولكن ساءت فيما بينها وبين عائلة النشاشيبي زمن الانتداب البريطاني.. وأخذت عائلات القدس تنقسم في تاييدا لعائلة ضد أخرى من هاتين العائلتين.. وقد كان الاحتلال البريطاني يزيد من هذه المنافسات اشتعالا.
وقد كان لعائلة الحسيني دور تاريخي ومكانة كبيرة في القدس، حيث لعبت دورا هاما واصبحت مشهورة في كل فلسطين، بل وامتدت عائلات سميت بالحسيني في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، وبعض منها عاش في فلسطين وقد عين عدد منهم قضاة في القدس.
وقد كانت علاقة عائلة الحسيني مع العائلات المسيحية التي سكنت فلسطين علاقة طيبة. وخاصة أن بعض هذه العائلات كانت تسكن فلسطين منذ زمن طويل، فمثلا عائلة جودة، وعائلة نسيبة، ما زالتا تحتفظان بمفتاح كنيسة القيامة، وهو المفتاح الذي كان قد تسلمه الخليفة عمر بن الخطاب عندما فتح القدس عام637م، من البطريرك صفرونيوس.
علماء وأعيان قدماء بارزين في عائلة الحسيني:
– محمد بن مصطفى النقيب الوفائي الحسيني قائد ثورة في أواخر القرن الحادي عشر الهجري استمرت سنتين, وكانت بسبب سياسة التسلط والانتهازية في فرض الضرائب الباهظة على السكان والفلاحين ، ودعمهم آل الغوانمة، حيث حمل الأهالي السلاح وهاجموا القلعة وأطلقوا سراح المساجين ، وبعد ذلك أرسل الوالي حوالي 2000 من الانكشارية والجنود للقدس، وتمكنوا من احتلال المدينة واعتقال “النقيب ” وأرسل إلى اسطنبول ونفذ فيه حكم الإعدام.
– علي بن موسى بن مصطفى بن ابن أخ محمد بن مصطفى النقيب الوفائي الحسيني قائد ثورة نقيب الأشراف في القدس.
– الشيخ علي بن موسى بن مصطفى بن شمس الدين أبي الوفاء الحنفي القدسي الأزهري المعروف بابن النقيب لأن جدوده توالوا النقابة..ولد في بيت المقدس سنة 1125هـ، أي بعد ثورة عمه نقيب الأشراف.. ثم رحل إلى الشام وعاد إلى القدس.ويذكر الجبرتي في ترجمته لعلي بن موسى أنه مات في سنة 1186هـ.
-عبد اللطيف (الجد) شيخ الحرم القدسي، ونقيب الأشراف في القدس، وكان له ثمانية إخوة، وتوفي في عام 1188هـ، وخلفه أولاده الأربعة، وهم عبد الله، والحاج حسن الذي أصبح مفتيا للقدس، وهو أول شخص يصبح مفتيا، بعد أن فقدتها العائلة في القرن السابع عشر، والحاج مصطفى، والحاج عبد الصمد، الذي انتقل الإفتاء اليه بعد أخيه، وبقي الإفتاء في يد عبد الصمد، وذريته من بعده حتى زمن الحاج أمين الحسيني.
-عبد الله بن عبد اللطيف وهو أكبر أولاد عبد اللطيف، لما توفي عبد اللطيف ورثه في نقابة أشراف القدس ومشيخة حرمها.. وبعض الأعيان تسببوا بنفيه من بلده مع ولده الكبير السيد عبد اللطيف. وبقي نقيباً على أشراف القدس حتى توفي عام 1208هـ، ودفن بباب الرحمة جوار شداد الصحابي رضي الله عنه.
-حسن بن عبد اللطيف أخ عبد الله بن عبد اللطيف، صار مفتياً للقدس. وصنف كتاب تراجم أهل القدس. وأشار حسن بن عبد اللطيف في أن هناك علاقة مصاهرة كانت قائمة بين آل عبد اللطيف بني غضية وبين أولاد النقيب الوفائي الحسيني الذين خسروا نقابة أشراف القدس بعد  الثورة (1703-1705) وقد أدى حسن بن عبد اللطيف بعد وفاة أخيه عبد الله دوراً في المحافظة على إبقاء النقابة في أبناء العائلة حتى انتقلت إلى عمر بن عبد السلام، أما إفتاء الحنيفة فانتقل بعد وفاة حسن بن عبد اللطيف لابن أخيه طاهر بن عبد الصمد.
– الشيخ طاهر بن عبد الصمد أفندي الحسيني مفتيا للقدس، اخذها بعد وفاة اخيه حسن الحسيني عام1809م، لأن أولاد حسن كانوا صار السن. وقد كان طاهر عالماً مفتياً ومدرساً حافظ على علاقات العائلة بعلماء القاهرة ودمشق وإسطنبول. وعمل الشيخ طاهر في المسجد الأقصى كمدرس للأحاديث الشريفة في صحيح البخاري، وكانت وظيفة تدريس العلوم الدينية في المسجد الأقصى من اختصاص العلماء فقط.
– عبد اللطيف بن عبد القادر بن عبد اللطيف الحسيني (الحفيد) لمع نجمعه أكثر من جده، حيث شغل وظيفة نقيب الأشراف، وشيخ الحرم القدسي، وقد تم تعيينه نقيبا للاشراف عام 1158هـ، من قبل نقيب الاشراف في اسطنبول، وبسبب هذه الوظائف أصبح عبد اللطيف الحفيد أكثر شهرة من المفتي نفسه، الذي لم يكن من أسرة الحسيني. وقال د. بطرس أبو منة في «نسيلة من الشرق» عن العائلة الحسينية في القرن الثامن عشر: «إن عبد اللطيف بن عبد القادر بن عبد اللطيف الحسيني هو أكثر أفراد العائلة الحسينية شهرة، لأنه مؤسسها.
– عمر أفندي النقيب ورث الزعامة السياسية والمكانة الاجتماعية التي كانت لأجداده، وحافظ على تقاليد الضيافة وفتح منزله للضيوف والزوار والأمراء والحكام من شتى أنحاء العالم.. وقام عمر أفندي من أجل تعزيز زعامته بمصاهرة عدد من عائلات القدس وأعيانها..واهتم بالقرى والنواحي المجاورة فكانت عائلة أبو غوش أقوى عائلات مشايخ جبل القدس، وعائلة بدر التميمي وآل العمرو في الخليل من أهم حلفائه .
-عبد القادر بن كريم الدين تولى منصب الإفتاء في القدس في بداية القر ن السابع عشر، وعندما توفي عبد القادر انتقل هذا المنصب الى علماء من عائلات محلية أخرى في القدس.
-الشيخ عمر الحسيني بن عبد السلام الحسيني (نقيب الأشراف) يشغل أعلى المناصب الدينية في فلسطين، ولكنه ينفى هو والشيخ طاهر إلى القاهرة في عام1834م، بسبب ثورة القدس التي اشتعلت ضد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حاكم مصر، وقد مكثا في المنفى الى أن انسحب إبراهيم باشا، وجيوشه من سوريا.
– مصطفى الحسيني (جد الحاج أمين)، مفتي القدس عام 1856م .
– طاهر الحسيني (والد الحاج أمين) مفتي القدس بعدة.
– كامل الحسيني (الأخ الأكبر للحاج أمين) مفتي القدس بعدة.
– الحاج أمين الحسيني مفتي القدس أخيرا.
-عمر بن عبد السلام الحسيني، تولى إدارة شؤون القدس .
– موسى الحسيني زعيم هذه العائلة شغل في عام 1886م منصب رئيس المحكمة الجنائية في القدس، وكان أخوه سليم نقيب الأشراف.
-سليم الحسيني في زمن السلطان عبد الحميد أصبح رئيس بلدية القدس، وقد شغل هذا المنصب من بعده ابناه حسين وموسى الحسيني تولوا إدارة شؤون القدس في فترات متباعدة.
-سعيد الحسيني انتخب عضوا في البرلمان العثماني مرتين، وأصبح سعيد الحسيني فيما بعد وزيرا للخارجية في حكومة الملك فيصل في دمشق عام 1920م، وتوفي عام1945م.
شخصيات آل الحسيني الحديثة: شغل عدد من أفرادهم مراكز هامة في فلسطين، فمنهم من شغل مناصب الإفتاء للقدس كالحاج أمين.. ومنهم من شغل منصب المحافظ ورئيس البلدية وغيرها من المناصب الدنيا.
الحاج أمين الحسيني: ولد أمين الحسيني في القدس عام 1895 وتلقى تعليمه الأولي بها قبل أن ينتقل إلى الأزهر ليستكمل دراسته العليا هناك. وأدى فريضة الحج وهو لم يزل شابا فلازمه لقب الحاج طيلة حياته. وكان لدراسته في مصر وتعرفه على قادة الحركة الوطنية أثر في اهتمامه المبكر بالسياسة. ثم التحق بعد ذلك بالكلية الحربية بإسطنبول التي تخرج فيها برتبة ضابط صف. والتحق بالجيش العثماني، والتحق بالثورة العربية، في جيش الشريف حسين بن علي بهدف إقامة دولة عربية مستقلة أثناء الحرب العالمية الأولى.
وعقب صدور وعد بلفور قرر الحاج أمين الحسيني العودة إلى القدس وبدأ الكفاح ضد الوجود اليهودي والبريطاني، فأنشأ عام 1918 أول منظمة سياسية في تاريخ فلسطين الحديث وهي “النادي العربي” الذي عمل على تنظيم مظاهرات في القدس عامي 1919، وعقد في تلك الفترة المؤتمر العربي الفلسطيني الأول. وقد تسببت تلك المظاهرات في اعتقاله عام 1920م، لكنه استطاع الهرب إلى الكرك جنوب الأردن ومنها إلى دمشق. وأصدرت الحكومة البريطانية عليه حكما غيابيا بالسجن 15 عاما، لكنها عادت وأسقطت الحكم في العام نفسه بعد أن حلت إدارة مدنية محل الإدارة العسكرية في القدس، فعاد إليها مرة أخرى. ثم انتخب مفتيا عاما للقدس عقب وفاة كامل الحسيني المفتي السابق، فأنشأ المجلس الإسلامي الأعلى للإشراف على مصالح المسلمين في فلسطين، وعقد المجلس في المسجد الأقصى مؤتمرا كبيرا عام 1931 سمي المؤتمر الإسلامي الأول حضره مندوبون من مختلف البلدان العربية والإسلامية.وأصدر الحاج أمين الحسيني فتوى فيه اعتبرت من يبيعون أرضهم لليهود والسماسرة الذين يسهلون هذه العملية خارجين عن الدين الإسلامي ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين. ونشط الحاج أمين في شراء الأراضي المهددة بالانتقال إلى أيدي اليهود وضمها إلى الأوقاف الإسلامية. ورأى الحسيني أن الشعب الفلسطيني لم يكن مؤهلا لخوض معركة عسكرية بطريقة حديثة، فأيد الجهود السياسية لحل القضية الفلسطينية. وفي الوقت نفسه كان يعمل بطريقة سرية لتكوين خلايا عسكرية اعتبرت النواة الأولى التي شكل منها عبد القادر الحسيني فيما بعد جيش الجهاد المقدس. وعقب استشهاد عز الدين القسام عام 1935 اختير الحسيني رئيسا للهيئة العربية العليا التي أنشئت في العام نفسه، وضمت مختلف التيارات السياسية الفلسطينية، وكان له دور بارز في ثورة 1936 من خلال تسهيل دخول المتطوعين الذين وفدوا للدفاع عن فلسطين من مختلف البلدان العربية.ورفض الحاج امين مشروع تقسيم فلسطين بين العرب واليهود الذي طرح عام 1937 وقاومه بشدة، فعملت السلطات البريطانية على اعتقاله، لكنه التجأ إلى الحرم القدسي الشريف فخشيت بريطانيا من اقتحام الحرم حتى لا تثير مشاعر الغضب لدى العالم الإسلامي ظل الحاج أمين الحسيني يمارس دوره في مناهضة الاحتلال من داخل الحرم القدسي.
وبعد اغتيال حاكم اللواء الشمالي (إندروز) أصدر المندوب السامي البريطاني قرارا بإقالة المفتي أمين الحسيني من منصبه واعتباره المسئول عن الإرهاب الذي يتعرض له الجنود البريطانيون في فلسطين. واجتهدت السلطات البريطانية في القبض عليه لكنه استطاع الهرب إلى يافا ثم إلى لبنان عبر مركب شراعي، فقبضت عليه السلطات الفرنسية لكنها لم تسلمه إلى بريطانيا، وظل في لبنان يمارس نشاطه السياسي.واضطر للهرب من لبنان مرة أخرى بعد التقارب الفرنسي البريطاني، فتنقل بين عدة عواصم عربية وغربية، ووصل أولا إلى العراق ولحق به بعض المجاهدين، وهناك أيد ثورة رشيد عالي الكيلاني، ثم اضطر لمغادرتها بعد فشل الثورة فسافر إلى تركيا ومنها إلى بلغاريا ثم ألمانيا التي مكث فيها أربعة أعوام.  وقد طالبت بعض الدول الأوروبية بمحاكمته على أنه مجرم حرب ومن مؤيدي النازية، وضيقت الخناق عليه، فاضطر للهرب إلى مصر ليقود من هناك الهيئة العربية العليا مرة أخرى، وليعمل على تدعيم جيش الجهاد المقدس، وتولى مهمة التجهيز والتنسيق والإمداد للمجاهدين. وهناك أنشأ منظمة الشباب الفلسطيني التي انصهرت فيها منظمات الكشافة والجوالة لتدريبهم على السلاح. وفرض عليه الإقامة الجبرية في منزله بعد النكبة الكبرى عام 1948 وشددت عليه الرقابة. وظل على تلك الحال إلى أن اندلعت ثورة 1952 في مصر، فتعاون مع قادة الثورة في نقل الأسلحة سرا إلى سيناء ومنها إلى الفدائيين الفلسطينيين في الداخل، واستمر على هذه الحال حتى قرر عام 1959 الهجرة إلى سوريا ومنها إلى لبنان، واستأنف هناك نشاطه السياسي فأصدر مجلة “فلسطين” الشهرية، وظل في لبنان حتى توفي عام 1975 ودفن في مقبرة الشهداء.
عبد القادر الحسيني: هو عبد القادر موسى كاظم الحسيني، ولد في استانبول في 8/4/1908م، نشأ في كنف والده. والده شيخ المجاهدين في فلسطين موسى كاظم الحسيني، شغل بعض المناصب العالية في الدولة. تربى الابن عبد القادر منذ نعومة أظفاره في بيت علم وجهاد، حيث كان هذا البيت بمثابة الحضن الأول له والذي كان يجتمع فيه رجالات العرب الذين يفدون إلى القدس، لأن والده موسى الحسيني كان رئيساً لبلديتها التحق بكلية العلوم في الجامعة الأمريكية في مصر، وهناك التقى بالعديد من الشباب العربي وتوثقت صلته بهم، وتحول بيته إلى ناد نضالي، يناقش فيه مختلف القضايا القومية والدينية، وأثناء سنوات دراسته التي قضاها في الجامعة، استطاع عبد القادر أن يكشف الدور المريب الذي تقوم به الجامعة الأمريكية في مصر، ذلك الدور المقنع بالعلم والمعرفة، والذي يحمل وراءه بعض أوبئة الاستعمار الخبيثة. بعد عودته للقدس، تلقفته السلطات البريطانية حين وصوله، ووضعت بين يديه عدة وظائف رفيعة المستوى وعليه انتقاء ما يلائمه منها ـ محاولة بذلك أن تضمه تحت جناحهاـ إلا أنه آثر العمل في مجال أكثر رحابة يستطيع به ومن خلاله أن يعبر عن آرائه، فالتحق بسلك الصحافة محرراً في جريدة (الجامعة الإسلامية)، وكان الاتجاه الوطني الذي نهجته الجريدة من أهم العوامل التي دفعته للعمل بها. انضم عبد القادر إلى (الحزب العربي الفلسطيني) بالقدس، وتولى فيما بعد منصب السكرتير في هذا الحزب، وبدأت نشاطاته تبرز في الأفق الفلسطيني، مما أثار عليه حفيظة سلطات الانتداب، فأعادت عليه عرضها لشغل وظيفة (مأمور لتسوية الأراضي) بهدف إبعاده عن مجال السياسة. ارتضى عبد القادر هذه الوظيفة بعد أن أيقن بأهميتها، واستطاع تحت ستارها أن يتصل بإخوانه المواطنين في القرى الفلسطينية المختلفة، الذين يمثلون القاعدة للثورة، فتعرف عليهم وانتقى منهم خيرهم فاستقطبهم، وشكل منهم خلايا سرية، وبث فيهم روح الحمية والجهاد، واشترى أسلحة ومعدات، وخزنها في أماكن أمينة، واستفحل الخطر اليهودي على فلسطين. وتنادى الشعب الفلسطيني بضرورة مواجهة المخططات الاستعمارية بصورة فعلية وعلنية… استقال عبد القادر من وظيفته الحكومية، وبأمر من الحاج محمد أمين الحسيني تشكلت منظمة من معظم التنظيمات السرية الفلسطينية، أُطلق عليها (منظمة الجهاد الإسلامي) كي يتسنى للمجاهدين تنظيم شؤونهم النضالية، ومواجهة المستعمر بصورة أكثر دقة وشمولاً، واختير عبد القادر الحسيني قائداً لهذه المنظمة. قرر عبد القادر ولأسباب عديدة أن يتخذ بلدة (بير زيت) مقراً لقيادة الجهاد المقدس، كما قسم فلسطين إلى مناطق قتالية، وولى على كل منطقة منها قائداً من قادته، أما الخلايا السرية وقياداتها فظلت تابعة له مباشرة. كان عبد القادر أول من أطلق النار إيذاناً ببدء الثورة على بطش المستعمر في 6 أيار 1936، حين هاجم ثكنة بريطانية (ببيت سوريك) شمالي غربي القدس، ثم انتقل من هناك إلى منطقة القسطل، بينما تحركت خلايا الثورة في كل مكان من فلسطين… وبلغت الثورة الفلسطينية أوج قوتها في تموز عام 1936، حيث انضم إليها من بقي من رفاق الشهيد عز الدين القسام، وبلغت أنباؤها العالم العربي كله، فالتحق بها المجاهدون العرب أفواجاً، وخاض الثوار العرب معارك بطولية ضد المستعمرين البريطانيين والصهاينة، ولعل أهم هذه المعارك كانت (معركة الخضر) الشهيرة في قضاء بيت لحم، وقد استشهد في هذه المعركة المجاهد العربي السوري سعيد العاص وجرح عبد القادر جرحاً بليغاً، وتمكنت القوات البريطانية من أسره، لكنه نجح في الفرار من المستشفى العسكري في القدس، بعد مغامرة رائعة قام بها المجاهدون من رفاقه فهاجموا القوة البريطانية التي تحرس المستشفى وأنقذوه وحملوه إلى دمشق حيث أكمل علاجه.عاد عبد القادر إلى فلسطين مع بداية عام 1938، وتولى قيادة الثوار في منطقة القدس، وقاد هجومات عديدة ناجحة ضد البريطانيين والصهاينة، ونجح في القضاء على فتنة دينية كان الانتداب البريطاني يسعى إلى تحقيقها ليوقع بين مسلمي فلسطين ومسيحيها. وفي مطلع عام 1944 تسلل عبد القادر من السعودية إلى ألمانيا، وتلقى دورة تدريب على صنع المتفجرات وتركيبها، ثم انتقل وأسرته إلى القاهرة وبسبب نشاطه السياسي وصلاته بعناصر من حزب مصر الفتاة وجماعة الإخوان المسلمين، وتجميعه الأسلحة، وتدريبه الفلسطينيين والمصريين على صنع المتفجرات، أمرت حكومة السعديين المصرية بإبعاده. لكن الضغوط التي مارستها القوى الإسلامية المصرية حالت دون تنفيذ ذلك الإبعاد. وعندما علمت الهيئة العربية العليا نية الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، سارعت الهيئة برئاسة المفتي أمين الحسيني إلى الانعقاد، وقررت مواجهة الخطط الاستعمارية الصهيونية بالقوة المسلحة، وتقرر إنشاء جيش فلسطين لممارسة الجهاد الفعلي، واختير المفتي قائداً أعلى لهذا الجيش وأعاد تموين منظمة الجهاد المقدس، ثم حولها إلى
جيش الجهاد المقدس الفلسطيني. وأسند قيادتها العامة إلى عبد القادر الحسيني.
استشهد عبد القادر عن عمر يناهز الأربعين صبيحة 8/4/1948، ووجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية، فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد. وسمي ببطل معركة القسطل.
هند الحسيني: هند طاهر الحسيني (1916 ـ 1994م).. مربية فاضلة، وامرأة مناضلة، كرست حياتها لخدمة شعبها، ورعاية الأيتام والفقراء وأبناء الشهداء، فكانت نموذجاً فريداً للمربية والمعلمة والأم المخلصة لأمتها ووطنها.وفي عام 1961 تمكنت من بناء الطابق الأول من بناية المدرسة، وفي عام 1970تم بناء عمارة الأطفال من التبرعات. وتدرجت مؤسسة دار الطفل العربي حتى أصبحت تشكل حياً تعليمياً كاملاً، يضم الحضانة وبساتين الأطفال، والمرحلة الإعدادية والثانوية، وقسم الكمبيوتر والسكرتيرة، ومكافحة الأمية، والخياطة ,والتدبير المنزلي..وفي عام 1917 تم إنشاء معهد التربية والخدمة الاجتماعية. وفي عام 1982 تم إنشاء كلية الآداب الجامعية للبنات، وهي تمنح درجة البكالوريوس، كما تم افتتاح مركز الأبحاث الإسلامية.
فيصل الحسيني: والده هو عبد القادر الحسيني، ولد فيصل في بغداد.. تعرف على ياسر عرفات إبان دراسته الجامعية فيالقاهرة. واشترك في حركة القوميين العرب عام 1957 م. وشارك في إنشاء وتأسيس المنظمة الطلابية الفلسطينية عام1959م، التي أصبحت فيما بعد نواة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد عمل في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس عام 1966 في قسم التوجيه الشعبي. ودرس الهندسة في الأكاديمية العسكرية في حلب وتخرج منها في عام1966م، ثم انضم إلى قوات جيش التحرير الفلسطيني المرابط في سوريا أوائل عام 1967 م. وعين مسؤولا عن ملف القدس وانتخب من المجلس الوطني الفلسطيني عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1996م. وقاد العديد من المظاهرات المطالبة ضد الاستيطان توفي في الكويت أثناء قيامة بالمصالحة بين السلطة الفلسطينية والكويت. ودفن في باحة الحرم القدسي بجوار أبيه وجده. وهذه المرة الأولى التي يدفن فيها فلسطيني بهذا المكان منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967 م.
 عائلة الخالدي:
عائلة الخالدي المقدسية احدى اقدم العائلات العربية التي ارتبطت روحيا بمدينة القدس، كما ارتبط تاريخها بالقائد العربي الإسلامي خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب القرشي المخزومي سيف الله المسلول .. وبني مخزوم بطن من بطون قريش أما أقسام قبيلة بني خالد فهي لعدة أقسام منهم من ينتهي إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، ومنهم من ينتهي نسبه إلى إخوته ومنهم من ينتهي نسبه إلى أبناء عمومته، ومنهم من ينتهي نسبه إلى شيبه بن عثمان بن طلحة وهم سدنة الكعبة المشرفة واغلب هذه القبيلة يرجع نسبها إلى سليمان بن خالد بن الوليد، والى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، والى محمد بن خالد بن الوليد والى المهاجر بن خالد بن الوليد .
لكن بعض الباحثين الذين درسوا وحققوا في تاريخ عائلة الخالدي شكك في هذا النسب الذي أحدثه المتأخرون ليليق بمكانة العائلة وتاريخها العريق.. وقالوا بان نسبهم يعود إلى بني مخزوم -وليس إلى خالد بن الوليد المخزومي- لأن خالد بن الوليد انقطع عقبة منذ القرن الثاني للهجرة..وعلى كل الأحوال فإن نسب الخالدي العريق صار مقبولاً في القرن الثامن عشر، وهذا ما تؤكده وثائق المحكمة الشرعية وكتب تراجم علماء ذلك العصر وأعيانه، حيث تعود معظم المعلومات عن العائلة إلى الوثاثق والحجج الوقفية، والفرامانات السلطانية التي دونت منذ العصر الأيوبي مرورا بالمملوكي فالعثماني فالانتداب، ضمن قوالب زمنية مختلفة، على يد أفراد تلك العائلة داخل المحكمة الشرعية
في القدس، والموجودة في مكتبة الحاج راغب الخالدي بمدينة يافا.
ويعتبر القاضي والعالم المشهور شمس الدين محمد بن عبد الله الديري، الذي قدم من قرية الدير في لواء نابلس أول من سكن القدس وأسس فيها هذه العائلة من نسله..وما زالت كنية الديري -نسبة إلى قرية الدير- تطلق عليهم حتى أواخر القرن الثامن عشر.
وبخلاف العديد من عائلات القدس فإنهم لم ينسبوا أنفسهم إلى سلالة الرسول، وظلوا بعيدين عن المنافسة في شأن نقابة الأشراف. وعلى الرغم من انتمائهم إلى المذهب الحنفي، لم يحاولوا الحصول على وظيفة إفتاء الحنفية في المدينة، وبقوا بعيدين عن صراعات القوى فيما يتعلق بتلك الوظائف.
ولكن احتل آل الخالدي مكانة مهمة في القدس خلال أجيال متتالية، حيث استمد أبناء هذه الأسرة مصدر نفوذهم من عملهم في المحكمة الشرعية كتاباًَ ورؤساء لكتاب المحكمة باشكاتب ونواباً للشرع، وقد خدم كثير من أفرادها -وهم من حملة العمائم- في الأماكن المقدسة بها. وقد نجحوا في صيانة وظائف المحكمة الشرعية لأبناء عائلتهم، ومن خلال العمل في سلك القضاء نجح بعضهم في تسلق سلم الوظائف فعين لنيابة الشرع أو حتى لحكم الشرع في القدس وأماكن أخرى، وعلى الرغم من الصعود والهبوط الذي أصاب مكانتها فإن الأمر البارز في تاريخها أنها حافظت على دورها في المحكمة الشرعية، ومن خلالها أقامت نفوذها.
وهناك أملاك لعائلة الخالدي تشمل ممتلكات تنتمي لزمن بعيد، وهي مبان لا تزال داخل البلدة القديمة في القدس، أهمها المكتبة الخالدية، وحواكير لم تعد، بحارة اليهود، وأخرى خارج الأسوار، مثل قصر الشيخ الخليلي المعروف بمشروع  السفارة الأمريكية، وهو في الأساس وقف السلطان صلاح الدين الأيوبي.
ابرز شخصيات العائلة:
– محمد صنع الله الخالدي الذي شغل وظيفة باشكاتب المحكمة الشرعية، وبعد وفاته في سنة 1140هـ،  ورث مكانه ولداه خليل ثم إبراهيم حتى وفاتهما، ثم انتقلت إلى آخرين من أبناء الأسرة.
– علي أفندي الخالدي الذي عين باشكاتباً في محكمة القدس الشرعية منذ سنة 1782بعد موت عمه إبراهيم بن محمد صنع الله، وفي بداية عمله نشب صراع بينه وبين ابن عمه إبراهيم الذي حاول أن يرث وظيفة  والده على عادة ذلك العصر. وكان علي أفندي  كاتباً في المحكمة الشرعية عقدين من الزمان.
– موسى أفندي الباشكاتب عين أكثر من مرة خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر نائباً للشرع، ثم عين قاضياً شرعياً أيام الحملة الفرنسية سنة 1799وفي سنة1801م، عاد علي أفندي من يافا حيث كان قاضياً نائباً للشرع وعين ثانية باشكاتباً في القدس ونائباُ لقاضيها. ونجح موسى أفندي في تعزيز مكانته وتسلق سلم وظائف القضاء بعد بدايته الموفقة في القدس. وقد نجح في ترقي سلم جهاز القضاء العثماني، وعين قاضي المدينة المنورة واستمر موسى أفندي بعد ذلك في التقدم في وظائفه حتى عين في منصب قاضي عسكر الأناضول ثاني أهم وظيفة علمية بعد شيخ الإسلام. وقد نجح في جمع ثروة كبيرة استثمر بعضها في شراء الأملاك والعقارات في القدس وفي سنة 1828، أنشأ وفقاً ذرياً شمل عدداً من الأملاك والعقارات. وقام بحث أهالي القدس على محاربة جيش محمد علي..وقد توفي علي أفندي الخالدي في القدس سنة 1231هـ.
– محمد علي أفندي وورث والدة على افندي، في وظيفته ومكانته العالية، فاخذ باشكاتبية المحكمة ونيابة الشرع سنوات طويلة، وخلال العقود التي شغل فيها محمد علي أفندي وظائفه وسع آل الخالدي نفوذهم كثيراً خارج القدس أيضاً وخصوصاً في غزة ويافا وغيرهما من مدن القضاء، ومن خلال عملهم في تلك المحاكم الشرعية أو دورهم في
تعيين نواب الشرع نجحوا في حماية مصالحهم الاقتصادية وزيادة استثمارهم .
-أبو السعادات نجل شيخ الاسلام مفتي الفرق شمس الدين أبي عبد الله محمد الخالدي المعروف بابن الديري الحنفي الناظر في الأحكام الشرعية بالديار المصرية وأعمالها. ولد بالقدس سنة 768 هجرية ونشأ بها فحفظ القرآن وكان سريع الحفظ مفرط الذكاء، تفقه على ابيه وغيره من العلماء، واشتغل بالعلم وتفرد بعلم التفسير، وتولى عدة وظائف منها مشيخة المنجكية والتدريس في المعظمية بالقدس. وفي عام 842 هجرية تولى في مصر قضاء الحنفية واستمر 25 سنة فباشره بمهابة وصلابة وعفة. وقد طعن في السن وضعف بصره وصار عمره نحو ماية سنة.. فصرف عن القضاء سنة 866 هجرية وما لبث ان توفي سنة 867 هـ، ودفن بتربة الملك الظاهر خشقدم بحضور السلطان والقضاء والأمراء والأعيان. ومن مؤلفاته شرح العقائد المنسوبة للنسفي، والسهام الخارقة في كبد الزنادقة، والحبس في التهمة وتكملة شرح الهداية للسروجي .
-عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الديري المقدسي (وهو اخو سعد) ولد سنة 817 ه ببيت المقدس. قدم للقاهرة وفيها درس الفقه والبيان والأصول، وله نظم، كان مفرط الذكاء سريع الحفظ، رئيسا فصيحا له  ذوق بالأدب. درس بالمعظمية بالقدس وولي نظر الحرمين: القدس والخليل، توفى سنة 856 هجرية
– الشيخ طه بن صالح بن يحيى بن قاضي القضاة وشيخ الإسلام نجم الدين أبي البركات محمد المكنى بأبي الرضا الديري المقدسي الحنفي،  اخذ العلم عن علماء بلده، وكانت له اليد الطولى في علم الأصول والنحو والتفسير، وولي نيابة الحكم وكتابة الصكوك في القدس ثم ولي نيابة الحكم بمكة، واخذ فيها الحديث عن علمائه ثم عاد إلى القدس، ونعكف بمحل سكنه بالمدرسة الفارسية بطرف المسجد الأقصى، يدرس فيها ويفيد السائلين . توفي سنة 1070 هجرية
-الشيخ فتح الله بن المرحوم صدر العلماء الأعلام شيخ الإسلام مولانا طه أفندي الخالدي، الذي عمل بوظيفة المشيخة بالمدرسة الفارسية الكاينة بالقدس الشريف، وقام بالتدريس في المدرسة المزبورة.
– القاضي شرف الدين  (كان قاضيا سنة 1636 ميلادي)
– روحي ياسين محمد علي السيد علي محمد خليل صنع الله الخالدي 1864 – 1913 السياسي الاديب، قنصل الدولة العثمانية في مدينة بوردو وعضو مجلس المبعوثان، وابرز إعلام فلسطين في العهد العثماني.
ولد في القدس في محلة باب السلسلة وكان والده ياسين الخالدي رئيس كتاب المحكمة الشرعية ونائب قاضيها سنة 1865. وفي سنة 1878م عين ياسين الخالدي قاضيا شرعيا في مدينة نابلس فالتحق روحي بالمدرسة الوطنية التي أنشأها الشيخ حسين الجسر وفي عام 1880 سافر عبد الرحمن نافذ افندي الخالدي –عمه- إلى الأستانة مصطحبا معه روحي. وقد عاد روحي الى القدس بعد رحلة قصيرة للأستانة وحضر الدروس في المسجد الأقصى، وتردد على مدارس الاليانس ومدرسة الرهبان البيض “الصلاحية” ليتقن اللغة الفرنسية، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت وظل فيها إلى حين انحلالها، فعاد للقدس وواصل حضور حلقات الدرس في المسجد الأقصى وتعين في ذلك الوقت موظفا في دوائر العدلية، وتعين رئيسا لكتاب محكمة بداية غزة ولكنه رفض الوظيفة والتحق بالمكتب السلطاني بالأستانة سنة 1887.
رجع روحي الخالدي الى القدس عقب إعلان الدستور فانتخبه أهلها نائبا عنهم في مجلس النواب العثماني المبعوثان في تشرين الثاني سنة 1908م.
– الحاج راغب نعمان “هو محمد علي السيد علي محمد بن الشيخ خليل بن الشيخ محمد صنع الله الخالدي  1866.
ولد في القدس ودرس في مدارس الأقصى. وهو يمثل الحلقة الأخيرة في سلسلة متوارثة من الشيوخ، ممن اتجهوا إلى دراسة الشريعة والعمل في المحاكم الشرعية في فلسطين. وقد عين عضوا في محكمة البداية، ثم في مجلس المعارف بمتصرفية القدس. وهو مؤسس المكتبة الخالدية سنة 1900م، بحي باب السلسلة، في تربة بركة خان. التي تميزت بحيازتها الكثير من النسخ الأصلية للمصادر المهمة والنادرة.
وقد كتب بالصحافة الفلسطينية إبان الحكم العثماني مؤيدا الإصلاح بالمحاكم الشرعية في فلسطين. وعاش بين عصرين هم نهاية الحكم العثماني لفلسطين وعصر الانتداب، وبعد الاحتلال البريطاني سنة 1920م، وعين قاضيا للصلح، ثم قاض أعلى، وفي سنة 1923 تعين عضوا في محكمة مركزية حيفا ومنها نقل إلى مدينة يافا. وقد نجح في دخول المجلس التشريعي الفلسطيني الذي لم يستمر بسبب المعارضة العربية له، كما استمر بسنوات الانتداب نشيطا في الحياة السياسية،  وكان من زعماء المعارضة في فلسطين.
عائلة الغوانمة :
عائلة الغوانمة من العائلات المقدسية الشريفة، التي لها أصول وجذور مثبته في سجلات ديوان العائلة، في المملكة المغربية المأخوذة من أرشيف المحكمة الشرعية في القدس الشريف، ووزارة الأوقاف، ووزارة الآثار في المملكة المغربية.. ويؤكد المؤرخين بأنهم عائلة عربية إسلامية عريقة التاريخ شريفة النسب عالية المقام.
وهم من أولاد شيخ الإسلام القدوة المحقق الحجة غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن الحسين المقدسي.
ويذكر الدكتور عبد الهادي التازي في كتابه الأصول التاريخية للأشراف في المشرق أن اسم شيخ الإسلام غانم الكامل هو: شيخ الإسلام وحجة الزمان العارف بالله والولي الصالح الشريف غانم بن نور الدين علي بن الإمام الأوحد أبو العباس احمد الغماري (نسبة لمنطقة غمارة) بن مولانا القطب الزاهد والشيخ العابد أبو محمد عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر منصور بن علي بن حرمله بن عيسى بن سلام بن مروان بن علي حيدرة بن محمد الشكور بن إدريس الأصغر بن مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه زوج سيدتنا فاطمة الزهراء ابنة سيد الأنام و مبعوث السلام نبينا المصطفى المختار محمد صلى الله عليه و سلم.
وقد عرف آل الغوانمة قديما ببني غانم وذلك لانتسابهم إلى جدهم الأول القطب الرباني والفرد الصمداني غانم بن علي ثم عرفوا بعد ذلك بآل الغوانمة بسبب تكاثرهم وانتشارهم في البلاد”.
ويقول الدكتور المغربي زيدان الحسن في كتابه أشراف الشام: ” إن آل الغوانمة في فلسطين الذين يعودون بنسبهم إلى الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه زوج فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تولوا ارفع المناصب و المراتب مثل مشيخة الخانقاه الصلاحية و مشيخة الحرم القدسي الشريف و قاضي قضاة بيت المقدس و مفتي بيت المقدس ونقيب الأشراف في القدس الشريف”.
وقال فيهم الشيخ العلامة خير الدين الرملي:ما أنجبت بطون العرب كبني غانم, وما خرج من أفواه العرب وعقولهم كما خرج من شيوخهم و فقهائهم.
قدم والدة الشيخ علي من المغرب من منطقة غمارة الواقعة بين مدينتي طنجة وتطوان الساحليتين قاصدا الديار الحجازية لأداء فريضة الحج، ثم ارتحل مع رفاقه المغاربة إلى فلسطين عام 558هـ وأقام في بورين من قضاء نابلس.
وقد لد الشيخ غانم في بورين من عمل نابلس عام 562هـ. وكبر وتتلمذ  تأدب علي أيدي شيوخ من الشام  ومصر.
وتزوج غانم بن علي من إحدى بنات أمراء أشراف الشام, وأنجب منها أولاد كثر.
وعندما أصبح في العشرين من عمره التحق بصفوف المجاهدين ضد الاحتلال الصليبي, فوقع بالأسر عام 583هـ, فأنقذه السلطان الناصر صلاح الدين من أيدي الصليبين .وشارك معه في تحرير بيت المقدس, وولاة صلاح الدين مشيخة الحرم القدسي الشريف والخانقاه (المدرسة) الصلاحية بعد القدس.
وقد سكن بالقرب من باب الوليد وهو أحد أبواب الحرم القدسي الشريف والذي يعرف الآن بباب الغوانمة نسبة للقدوة غانم بن علي ونسله من بعده, وعرفت تلك المنطقة بعد ذلك بحارة الغوانمة كما وبني فيما بعد مئذنة وجامع باسم بني غانم الغوانمة هناك.
وقبل وفاته ببضع سنوات شد الرحال إلى دمشق ليجالس فقهائها ويتبادل العلوم مع علمائها ولينشر فقهه الجليل, وبعد مكوثه بفترة بسيطة اشترى غلامين من سوق الرقيق في دمشق, كان اسمهما محمود وجهاد, لم يكن يعرف أن العبد محمود الخوارزمي هو بطل المسلمين المنتظر ليحررهم من التتار. وقد عمل على تربيتهما وتأديبهما وكان لذلك أثرا خاصا في حياة القائد المسلم محمود, وأحبهما حبا جما, حتى بلغ به الأمر أن أوصى لهما ببيت في دمشق, ومن ثم مات بعدها بسنين قليلة في دمشق ودفن فيها تاركا قطز ملك مصر المنتظر في الخامسة عشرة من عمره.
ومن أعقابه وسلالته في بيت المقدس عائلة آل الغوانمة (بني غانم) وعائلة آل السروري (بني سروري بن غانم) وانتشرت سلالته الكريمة في مدن فلسطين ودول العالم العربي الإسلامي.
ومن الوظائف التي شغلها بني غانم آل الغوانمة مشيخة الحرم القدسي الشريف بالوراثة والخطابة في الحرم القدسي الشريف والإمامة في الحرم القدسي الشريف والإفتاء في القدس والشام ومصر والقضاء في القدس و الشام و مصر ومشيخة الخانقاه الصلاحية بالوراثة..ومناصب وظيفية سياسية عالية مختلفة كالوزير والمتسلم ومسئول جباية الضرائب وغيرها.
عاش بني غانم آل الغوانمة في بيت المقدس على مر العصور العباسية و الأيوبية و المملوكية و العثمانية حياة كريمة عزيزية, تولوا فيها أرفع المناصب و أعلاها على الإطلاق, و كانوا من أعيان أعيان بيت المقدس المقدرين و من أولياء الأولياء الصالحين و من أصحاب الكلمة والمشيخة فيها كما ذكر مجير الدين العليمي الحنبلي في كتابه الأنس الجليل.
و في أوائل القرن الحادي عشر الهجري ولد الشيخ العلامة حافظ الدين بن محمد الغانمي المقدسي والذي عرف بالسروري, وعرف نسله من بعده بعائلة السروري المقدسي, وهنا تفرعت من عائلة الغوانمة عائلة جديدة ألا وهي عائلة السروري المقدسي.
و في أواسط القرن الحادي عشر الهجري عين أحد أبناء آل الغوانمة مسئولا لجباية الضرائب في سنجق القدس وضواحيها ومن ثم رفع إلى خازندار القدس الشريف, وهو الأمير عبد الدايم بن الأمير أحمد بن قاضي القضاة وحجة الزمان العلامة الفهامة الأمجد نور الدين الحنفي علي بن مفتي القدس شمس الدين محمد الغانمي وقد عرف الأمير عبد الدايم فيما بعد بالأمين الغانمي, وذلك قبل فترة قصيرة من تعين محمد بن مصطفى الحسيني نقيبا للأشراف في سنجق القدس.
و في أواخر القرن الحادي عشر الهجري اندلعت انتفاضة كان على رأسها “نقيب الأشراف محمد بن مصطفى الحسيني” استمرت سنتين, وكانت بسبب سياسة التسلط والانتهازية في فرض الضرائب الباهظة على السكان والفلاحين ، ودعمهم آل الغوانمة، وتمكن الأتراك من احتلال المدينة وتم اعتقال “النقيب” وأرسل إلى اسطنبول ونفذ فيه حكم الإعدام, واتهم الأمير عبد الدايم بالتعامل مع معارضي الدولة العثمانية الناشطين في الانتفاضة المذكورة, و خاصة انه كان على علاقة قوية بنقيب الأشراف الحسيني, فاعتقل و اعدم بقطع رأسه بالساحة المجاورة لباب الخليل في القدس الشريف, فأقام أهله و رفاقه له مقامين أحدهما لرأسه و الآخر لجسده الطاهر في المكان الذي اعدم فيه, و لا يزال المقامان يشاهدان عند باب الخليل تحت شجرة تين كبيرة.
وبعدها صدر ما يعرف بالفرمان من الباب العالي بإجلاء أكثر من عائلة مقدسية ومصادرة أملاكهم في القدس الشريف ممن شاركوا بالانتفاضة ضد أمير سنجق القدس, ومن هذه العائلات آل الغوانمة, و لم يبقى في القدس الشريف من بني غانم بن علي إلا بني سروري بن غانم وهو حافظ الدين بن محمد المقدسي المعروف بالسرورى من ولد غانم, المعروفين بعائلة السروري المقدسي آنذاك وحتى يومنا هذا.
ومن أملاك وأوقاف آل الغوانمة التي صودرت لمصلحة الدولة العثمانية في سنجق القدس الشريف, بيوت في حارة الغوانمة وبيوت في حارة المغاربة وبيوت بالقرب من حارة النصارى وأرض البقعة وأرضي في جبل الزيتون و أراضي شاسعة بين القدس و نابلس.
فخرج آل الغوانمة من القدس الشريف, فتفرقوا و انتشروا في أرجاء فلسطين جنوبا و شمالا في مدنها و قراها, فمنهم من انتقل للعيش في نابلس و طول كرم و رام-الله و غزة و الساحل الفلسطيني. وكان أل الغوانمة يستقبلون بحفاوة واكرام لنسبهم الشريف وسيرتهم العطرة وسمعتهم الزكية وعلمهم الجليل في كل مدينة أو قرية ينزلون فيها.وترك بني غانم آل الغوانمة بصمات واضحة في المدن و القرى التي نزلوا فيها من نشر لعلوم الدين و الفقه والحديث وإقامة الجوامع والكتاتيب و المقامات.
وأول من عاد إلى القدس من آل الغوانمة بعد خروجهم منها هو الإمام الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن حبيب الغانمي المقدسي, وذلك عند وقوع القدس تحت حكم إبراهيم باشا بن محمد علي باشا, والذي عينه إبراهيم باشا شيخا في الحرم القدسي الشريف وخازن لمكتبة المسجد الأقصى ومعلما في المدرسة التنكزية.
من أعلام آل الغوانمة:
-الشيخ الإمام موسى بن غانم المقدسي ولد في بيت المقدس وتولى مشيحة الحرم القدسي الشريف والخانقاه الصلاحية ثم انتقل إلى دمشق ليدرس على علمائها الفقه والحديث, كان شيخا من شيوخ الجامع الأموي في دمشق وحفظ القران وعلمه للناس ونقل الحديث النبوي. توفي ودفن في دمشق:

-الوزير القاضي احمد بن غانم المقدسي ولد في بيت المقدس وتعلم فيها وأخذ عن علمائها, عمل وزيرا بالتعين بمرسوم سلطاني في العهد الأيوبي وتولى قضاء بيت المقدس ومشيحة الحرم القدسي. وتوفي في بيت المقدس و دفن في تربة آل الغوانمة.
-الشيخ الزاهد العابد الناسك عيسى بن غانم المقدسي من أولياء بيت المقدس الصالحين, ولد و تربى في بيت المقدس, عرف عنه الصلاح و التقوى و الورع الشديد, كان شديد التواضع يقوم الليل و يذرف الدموع خشية من الله سبحانه و تعالى, و كان للناس فيه اعتقاد عظيم.
– شيخ الشيوخ سليمان بن غانم المقدسي كان شيخ شيوخ بيت المقدس, لم تعرف الشام شيخا أفضل منه, تولى مشيخة الحرم القدسي الشريف.توفي في القدس و دفن في تربة آل الغوانمة.
-شيخ الإسلام أبو الجود بن غانم المقدسي هو جمال الدين بن غانم المقدسي, كان من شيوخ الإسلام في عصره, عرف عنه الحزم و الشدة. توفي في بيت المقدس و دفن في مقبرة باب الرحمة.
-الشيخ العلامة الكبير شمس الدين محمد بن غانم المقدسي هو أبو عبد الله محمد بن سليمان بن غانم المقدسي, سبط القطب الرباني الحجة غانم المقدسي..عرف عنه الورع والتقوى والكرم, برع في علوم الدين والقفه والأدب. وتوفي عام 700 ه في القدس ودفن في مقبرة باب الرحمة.
-القاضي العادل إبراهيم الغانمي المقدسي هو الشيخ إبراهيم بن احمد بن محمد بن سليمان بن غانم المقدسي, ولد في دمشق واشتغل بالأدب والانشاء. توفي عام761هـ في بيت المقدس ودفن في مقبرة باب الرحمة.
-الشيخ العالم العارف بالله غانم بن عيسى بن غانم المقدسي سبط حجة الزمان وقاضي المكان غانم بن علي، شيخ الصوفية في عصره وشيخ الخانقاه الصلاحية في بيت المقدس. توفي عام 770 هـ في بيت المقدس ودفن في مقبرة مأمن الله.
-قاضي القضاة المضيء بنور الله بن غانم المقدسي هو الشيخ عيسى بن غانم بن عيسى بن غانم المقدسي, كان قاضي قضاة القدس له شأن عظيم فيها, و صاحب كلمة حق لا يخشى لومة لائم و حكم عدل لا يعرف الظلم له سبيل, تولى قضاء بيت المقدس سنين طويلة. توفي و دفن في بيت المقدس.
-مفتي بيت المقدس شرف الدين الغانمي المقدسي هو الشيخ العلامة أبو الروح عيسى بن شيخ الإسلام جمال الدين أبو الجود بن غانم المقدسي, مفتى بيت المقدس و شيخ الخانقاه الصلاحية ومن قضاتها المعروفين, وهو الذي أوقف ارض البقعة في ظاهر القدس الشريف. توفي في القدس عام 797 هـ ودفن في مقبرة مأمن الله.
-الشيخ الجليل العلامة ناصر الدين الغانمي المقدسي هو الشيخ محمد بن سليمان بن حسن بن موسى بن حجة الزمان غانم المقدسي, كان شافعيا ملقبا بناصر الدين, وكان شيخ بيت المقدس. ولد عام 707 هـ في بيت المقدس, وكان محدث في القدس وغيرها. توفي عام 770 ه في بيت المقدس و دفن في مقبرة باب الرحمة.
-البرهان ابراهيم بن غانم المقدسي هو قاضي القضاة أبو إسحاق إبراهيم بن القاضي العادل احمد بن البدر غانم بن علي, ولد عام 780 هـ, شيخ الشيوخ وشيخ الخانقاه الصلاحية في بيت المقدس وكان يعرف بابن غانم أو الغانمي نسبة لغانميته المتصلة بالحجة غانم بن علي, اخذ العلم عن علماء زمانه. وكان من اكبر الأعيان في بيت المقدس، ولى ابنه في مشيخة الخانقاه. توفي عام 839 هـ في بيت المقدس ودفن فيها
– شيخ الشيوخ نجم الدين بن غانم المقدسي هو الشيخ الفقيه محمد بن البرهان إبراهيم بن احمد بن محمد بن سليمان بن القطب غانم المقدسي, ولد عام 814 هـ, استقر بمشيخة الخانقاه الصلاحية بعد وفاة والده البرهان ثم نزل عن نصفها للشيخ عماد الدين بن جماعة. توفي في بيت المقدس عام 869 ه ودفن بمقبرة باب الرحمة
-الشيخ شمس الدين أبو البركات الغانمي المقدسي والمعروف أيضا بزين الدين محمد بن نجم الدين محمد بن البرهان إبراهيم بن احمد بن محمد بن سليمان بن القدوة غانم بن علي, استقر في المشيخة بعد وفاة والده 870 ه و تولى مشيخة الحرم القدسي الشريف بعدها بعامين. توفي في القدس الشريف عام 878 ه و دفن فيها
-شيخ الإسلام ومفتي المكان والزمان البدر ابن بنانة الغانمي المقدسي هو العالم العلامة الفقيه المبجل عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن احمد بن علي بن احمد بن القطب الرباني غانم بن علي, يعرف بابن بناته أو بابن غانم وهو أكثر نسبة لنسبه الغانمي, ولد في بيت المقدس عام 786 هـ. وطاف كل البلاد ما بين بلاد الأفغان وفلسطين واجتمع بكبار علماء زمانه، واقام مدة في مصر. توفي في القاهرة و دفن فيها و له فيها مقام شهير.
– شيخ الشيوخ القاضي سراج الدين بن غانم المقدسي هو قاضي قضاة بيت المقدس عبد الله بن محمد من أعقاب الحجة غانم بن علي المقدسي, ولد في القدس عام 801 هـ, وكان من شيوخها المقدرين, وقد تولى مشيخة الخانقاه الصلاحية والحرم القدسي الشريف وعرف عنه الكرم والزهد. توفي في القدس عام 890 هـ.
– الشيخ الإمام الأوحد العارف بالله جمال الدين الغانمي المقدسي هو مفتي بيت المقدس محمود بن عبد الله بن محمد الغانمي نسبة للقدوة غانم المقدسي, ولد عام 827 هـ في بيت المقدس، حفظ القرآن الكريم واخذ الفقه وعلوم الحديث من كبار علماء عصره في القاهرة ودمشق وبغداد وباشر مشيخة وإمامة الحرم القدسي الشريف ومن ثم استقر في مشيخة الخانقاه الصلاحية والصوفية.  توفي في بيت المقدس ودفن فيها.
-الأمير الوزير سيف الدين العزيز الغانمي المقدسي هو أبو المنذر عبد القادر بن محمد بن علي بن غانم من أعقاب القطب الرباني غانم المقدسي, عرف بسيف الدين والعزيز لمناعته وعزته في الحق, من أمراء بيت المقدس ووزرائها المبجلين، ومن أصحاب الرأي والقرار فيها, عرف عنه الكرم والشجاعة حيث كان يفرق المال في الطرق والسبل ويدافع عن الضعيف وينصر المخذول. توفي في القدس ودفن في مقبرة مأمن الله.
-الشيخ الفاضل الناسك علاء الدين بن غانم المقدسي وهو أبو الحسن علي بن محمد بن سليمان بن الحجة البدر غانم بن علي, وهو أحد الكتاب المشهورين بالفضائل وحسن الترسل وكثرة الأدب والأشعار والمرؤة. ولد في بيت المقدس وعاش فيها وحفظ القرآن والحديث بعد سماعة من كبار علماء الشام, وكان محبوبا بين الناس متواضعا زاهدا, وكان كثير الإحسان إلى الخاص والعام. توفي في مرجعه من الحج في منزلة تبوك.
-الشيخ العالم الشهاب بن غانم المقدسي هو شيخ عصره شهاب الدين احمد بن محمد بن سليمان بن القطب الرباني و الفرد الصمداني غانم بن علي المقدسي, ولد في بيت المقدس بعد أخيه بعام, كان شيخا جليلا عالما ورعا بارعا في علوم الفقه والحديث الشريف.توفي في بيت المقدس بعد أخيه بعام ودفن بمقبرة باب الرحمة.
– شيخ الإسلام وشيخ شيوخ عصره وقاضي قضاة الشام ومصر علي بن الأمير شمس الدين محمد بن قاضي القضاة بدر الدين علي بن شيخ الإسلام خليل بن القاضي العادل عيسى بن محمد بن شيخ الحرم القدسي سراج الدين موسى بن البرهان شيخ الخانقاه الصلاحية إبراهيم بن شيخ الشيوخ احمد بن شيخ الشيوخ علي بن الشيخ احمد بن القطب الرباني والفرد الصمداني غانم بن علي المقدسي. وعرف بنور الدين الحنفي المقدسي. ومن مؤلفاته: إغاثة اللهفان، والرمز في شرح نظم الكنز، وبغية المرتاد في تصحيح الضاد، ومجموع منتخب في مصائد الشيطان، وغيرها الكثير. ولد في بيت المقدس ونشأ وتوفي في القاهرة.
-الخطيب الشيخ الزاهد العارف بالله بن غانم المقدسي هو الشيخ العابد الناسك التقي عبد الله بن علي بن ابراهيم الغانمي من أعقاب القطب الحجة غانم بن علي المقدسي, ولد في بيت المقدس وعاش فيها عرف عنه الزهد وكثرة الصوم والصلاة, له أشعار رائعة وكلام قوي و مؤثر في علم التصوف, وانتقل ليعيش في نابلس فمات ودفن فيها, وله زاوية ومقام معروف فيها.
-شيخ الشيوخ الواعظ عز الدين بن غانم المقدسي هو الشيخ الواعظ عبد السلام بن احمد الغانمي من أعقاب القدوة الملك غانم بن علي المقدسي, الواعظ المطبق و الشاعر الفصيح الذي نسج على منوال ابن الجوزي   وأمثاله مقطوع النظير في بلاد العرب و المسلمين, وقد أورد له قطب الدين أشياء حسنة مليحة كثيرة وكان له قبول كبير عند الناس, واعظ مبرز في الوعظ والنثر..ومن كتبه: كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار، وتفليس إبليس وهو مناظرات مع الشيطان، وحل الرموز في التصوف، والروض الأنيق في المواعظ.
– زين الدين الغانمي المقدسي هو الشيخ الخطيب أبو عبد محمد الغانمي المعروف بزين الدين الغانمي نسبة لشيخ الإسلام غانم المقدسي, كان شابا فاضلا تتلمذ على يد الشيخ الأمين شهاب الدين الشهرزوري, كان حسن الطريقة له يد بيضاء في التفسير وله تفسير على طريقة التصوف, وهو خطيب مفوه متحدث لبق عرف عنه الصدق والشجاعة في قول الحق, محمود السيرة عطر السمعة وفيه لطافة وظرف ورقة.
-قاضي القضاة العادل الغانمي المقدسي هو الشيخ العلامة أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر من أعقاب القطب الرباني والفرد الصمداني غانم بن علي المقدسي, كان شيخ الإسلام في عصره و قاضي قضاة إفريقيا, عرف عنه الحزم والعدل وطلاقة اللسان والفصاحة.
-الشيخ الورع عز الدين بن غانم المقدسي هو بنان بن صخر بن الشهاب موسى من أعقاب الحجة القدوة غانم المقدسي, مفتي بيت المقدس ولد في بيت المقدس وأخذ عن علمائها. توفي فيها ودفن في مقبرة باب الرحمة. نقل عنه كتابه الثمين “شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال.
-شيخ الشيوخ سراج الدين عمر الغانمي المقدسي هو شيخ شيوخ الشام ومصر العالم العلامة عمر بن الأمير أنس بن البدر عبد الرحمن من أعقاب البدر غانم بن علي. ولد في بيت المقدس وتولى مشيخة الحرم القدسي والخانقاه الصلاحية وكان من العباد الزهاد في بيت المقدس. توفي في بيت المقدس ودفن بمقبرة باب الرحمة.
-قاضي القضاة المنتصر بالله الغانمي المقدسي هو القاضي الجليل المنتصر بالله زيد بن الأمير محمد من سلالة القدوة غانم المقدسي, ولد في بيت المقدس عام 1001 هـ, تتلمذ على يد شيوخ بيت المقدس وعلمائها، عرف عنه الشجاعة والكرم بالاضافة الى العلم الواسع والقلب الخاشع.
-المتسلم الأمير عبد الدايم الغانمي المقدسي هو عبد الدايم بن احمد بن علي من سلالة البدر غانم المقدسي, كان مسئول جباية القدس الشريف وضواحيها في العهد العثماني، وعين متسلم القدس بمرسوم سلطاني بما يعرف بالفرمان, اتهم بالتعامل مع معارضي الدولة العثمانية في انتفاضة القدس أو انتفاضة نقيب الأشراف الحسيني في أواخر القرن الحادي عشر الهجري, فحكم عليه بالإعدام قطعا للرأس, عرف عنه الكرم والتواضع والشجاعة والزهد.  قتل ودفن عند باب الخليل في بيت المقدس.
-الشيخ العالم شمس الدين محمد الغانمي المقدسي هو الشيخ محمد بن احمد بن حبيب من أعقاب القدوة غانم المقدسي, شغل عدة مناصب في القدس فقد عينه إبراهيم باشا بعد دخوله القدس شيخ الحرم القدسي الشريف  وخازن مكتبة الحرم ومعلما في المدرسة التنكزية. توفي و دفن في القدس.
-الشيخ العالم العارف بالله غانم بن عيسى بن غانم المقدسي سبط حجة الزمان وقاضي المكان غانم بن علي, شيخ الصوفية في عصره وكان شيخ الخانقاه الصلاحية والحرم القدسي الشريف في بيت المقدس. توفي عام 770 هـ في بيت المقدس ودفن في مقبرة مأمن الله.
– الأمير عيسى بن محمد العكاري الشافعي : هو أحد كبار مستشاري السلطان صلاح الدين الأيوبي وقد توفي عام 585هـ بمنـزله في الخروبة – قرب عكا – وحمل إلى القدس الشريف ودفن في مقبرة ” مأمن الله ” .
– الشيخ شهاب الدين ” أبو العباس ” 684هـ 728هـ ” هو أحمد بن الشيخ محمد بن عبد الولي بن جبارة المقدسي الشافعي، الفقيه والنحوي .
-أحمد بن محمد حامد بن أحمد الأنصاري المقدسي الشافعي، حفظ القرآن الكريم واشتغل بالتحصيل والسماع، عرض عليه قضاء القدس فأبى وكان صالحا زاهدا ناسكا ،قانعا بالقليل. توفي في عام 854هـ .
– قاضي القضاة شيخ الإسلام محمد بن جمال الدين بن سعد بن أبي بكر بن الديري العبسي الحنفي، ولد في حردا بالقرب من مدينة نابلس في حدود عام 750هـ، وسكن بيت المقدس وصار من أعيان العلماء، وكان فقيها ومدرسا، ولاه الملك المؤيد قضاء الديار المصرية، ثم صرف عن القضاء باختياره، واعتذر بعلو سنه. في عام 827هـ قدم إلى القدس، وتوفى فيها ودفن في مقبرة مأمن الله  .
-مفتي بيت المقدس شرف الدين الغانمي المقدسي هو الشيخ العلامة أبو الروح عيسى بن شيخ الإسلام جمال الدين أبو الجود بن غانم المقدسي, مفتى بيت المقدس و شيخ الخانقاه الصلاحية و من قضاتها المعروفين, هو الذي حكر ارض البقعة في ظاهر القدس الشريف الجارية في وقف الخانقاه الصلاحية عام 793 هـ, حيث أراد بذلك زيادة ريعها وترغيب الناس فيها. توفي في القدس عام 797 هـ ودفن في مقبرة مأمن الله.
عائلةالدجاني:
يتصل نسبها إلى خير البريّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي من ذرية سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه بن سيدنا الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه وابن سيدتنا فاطمة الزهراء عليهم السلام أجمعين. وممن ذكرهم وشهد بانتسابهم لسيدنا الحسين الشيخ عبد الرحمن الأنصاري في “تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب”، قال في سليل أحد نزلاء المدينة منهم “بيت القشاشي، نسبة إلى القشاش هضمًا لنفسه بين أبناء جنسه. وأصلهم القطب الكبير الولي الشهير العارف بالله تعالى شيخ شيوخنا سيدي الشيخ أحمد بن محمد بن يونس القشاشي الدجاني نسبة إلى دجانة قرية من أعمال بيت المقدس.
وقد ذكر العلامة الشيخ مصطفى بن فتح الله الحموي في كتابه ” نتائج السفر في ذكر أعيان القرن الحادي عشر، أنه ينتسب إلى سيدنا الحسين -رضي الله عنه- وذكر نسبته إليه من جهة الآباء، وكان لا يظهر ذلك، واعتماده على شرف التقوى” وذكر: أن مولده في سنة 992، ووفاته 19 في ذي الحجة سنة 1070 بداء حصر البول. وقبره يقع خلف قبة السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها ويزار وعليه لوائح الأنوار.
وقال صاحب الإنس الجليل بتاريخ القدس والخليل إن نسبهم يعود إلى السيد بدر بن محمد بن يوسف بن بدر بن يعقوب بن مظفر بن سالم بن محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسن بن العريض الأكبر بن زيد بن زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه.. إلا أن الشيخ أحمد كان يخفى نسبه اكتفاء بنسب التقوى المفضى للتنصل من أسباب الفخر في الدنيا. فتبعته على ذلك ذريته. وكانت والدة الشيخ محمد المدني من ذرية سيدنا تميم الدارى رضى الله عنه، وهم كثر ببيت المقدس ووالدة من بيت الانصارى”
وممن ترجم لهم العلامة السيد الشريف حسن بن عبد اللطيف الحسيني نقيب أشراف القدس، في مؤلفه الظريف: “تراجم أهل القدس في القرن الثاني عشر الهجري”، فذكر منهم الشيخ يحيى الدجاني المقدسي فقال: “ترجمة مولانا المرشد الكامل، والعالم الفاضل العامل، صاحب الطريق، بدر المعالي، وبهجة أهل التحقيق، صحيح النسب، عالي الحسب، المتشرف بخدمة خليفة رب العالمين، سيدنا داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، مربي المريدين، عمدة الواصلين، السيد يحيى المتصل نسبه الشريف لقطب زمانه، وغوث أوانه، الولي المشهور، ذو الحال المبرور، صاحب الكرامات، والبراهين الباهرات، الشيخ أحمد الدجاني، رضي الله عنه، وأمد المسلمين من فيضه الرباني….”
وممن ذكر نسبهم وشرفهم المرحوم العلامة عبد الزراق البيطار في “حلية البشر بتاريخ القرن الثالث عشر”، يترجم للعلامة السيد حسن بن سليم الدجاني فيقول: “السيد الشيخ حسن أفندي بن السيد سليم الدجاني الحنفي اليافي المتصل نسبه بالسيد المصطفى، العالم الأريب والتحرير الأريب….”
إن عائلة الدجاني مقدسية عريقة تمتد جذورها الضاربة في أعماق مدينة القدس منذ مئات من السنين، وأول من حمل اسم الدجاني هو أحمد بن علي بن علاء الدين. وُلد في دجانية من أعمال القدس الشريف خلال القرن الثامن الهجري، وقد عاش فترة من حياته في قرية دجانية بالقرب من القدس، ولما ارتحل عنها نُسِبَ إليها وظل يُعرَف بهذا الإسم هو وذريته. ويقال إنه لما خرج من دجانية حزن أهلها لفقدان دجانية لهذا الولي العارف الجليل، فأطلقوا عليها اسم “الجانية” (بعد حذف الدال) تعبيراً عن أنها قد جنت على نفسها بخروج هذا الولي من بين ظهرانيها..وحين نزل القدس سكن في دير صهيون ومقام النبي داود الكائن جنوبي القدس.
وفي عام 856 هـ صدر فرمان من الباب العالي من السلطان سليمان القانوني بإسناد الإشراف على نظارة وقف النبي داوود عليه السلام في القدس لعائلة الدجاني, حيث كلّف الشيخ العارف أحمد الدجاني برعاية هذا الوقف, ومن بعد الشيخ أحمد الدجاني استمر أبناؤه وأحفاده في الإشراف على وقف النبي داوود عليه السلام.
وتعتبر عائلة الدجاني من العائلات المقدسية المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالحركة الصوفية وخصوصاً في معقلها الخاص زاوية النبي داود في القدس على جبل صهيون. وقد حافظوا على إدارة الزاوية وخدمة زوار أهل هذا المكان المقدس. ولشدة ارتباط  أفراد العائلة  بتلك الزاوية فإن فرعاً منها صار يعرف  بالداودي.
وعُرِفَ آل الدجاني باشتغال كثير من أبنائها في حقل العلم الشرعي والإفتاء والعمل العام والفكر والاهتمام بالتراث. وكانوا من أكثر العائلات عدداً وأوفرهم مالا لاشتغالهم بالتجارة إلى جانب اهتمامهم بأمور الدين والطرق الصوفية وزواياها. وقد وجدت فروع لعائلة الدجانية في مدن فلسطينية أخرى كمدينة يافا.
بعض علماء الدجانية:
– الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن حسن بن ياسين الدجاني الشافعي، شيخ الصوفية في مدينة القدس في منتصف القرن العاشر الهجري، وهو جد عائلة الدجاني في القدس، سكن في زاوية ومقام النبي داود بعد أن حبّسه عليه وعلى ذريته السلطان سليمان خان القانوني. توفي في القدس ودفن في مقبرة ماملا غربي المدينة بجوار ضريح الشيخ أبي عبد الله القرشي في سنة 969هـ.

– الشيخ عرفة بن الشيخ القطب شهاب الدين أحمد الدجاني؛ كان عبداً صالحاً خيراً عالماً عاملاً فاضلاً منقطعاً في منزله بدير صهيون بجوار ضريح نبي الله داود عليه السلام. سافر إلى مصر مع شقيقيه محمد ومحمود، ودرس في الأزهر واشتغل بمذهب الإمام مالك بن أنس. توفي في مكة بعد أدائه الحج عام 1003هـ.
– الشيخ أبي العباّس أحمد الشهير بأبي زيتون، ينسب جبل الزيتون إلى هذا الولي لله تعالى صاحب الكرامات. وقد توفي في القدس سنة 601هـ، ودفن بجبلِهِ محمد العلمي.
– الشيخ محمود بن الشيخ القطب شهاب الدين أحمد الدجاني، سافر مع أخيه الشيخ عرفه إلى مصر، ودرس في الأزهر الشريف، واشتغل بمذهب أبي حنيفة النعمان، ذكر المحبي أنه قتل شهيداً بعد أن أصيب بسهمٍ ليلاً من قطاع الطريق بين نابلس والقدس قبل سنة 998هـ.
– الشيخ محمد بن الشيخ القطب شهاب الدين أحمد الدجاني، سافر إلى مصر، ودرس في الأزهر الشريف، واشتغل في مذهب الإمام الشافعي، وأصبح مفتياً للشافعية في القدس، وشرح ألفية ابن مالك والرحبية، وصام الدهر أزيد من خمسين عاماً كما ذكر المحبي. توفي وقد جاوز الثمانين سنة 1026بمنزله بدير صهيون، ودفن في فستقية والده بمقبرة ماملاّ.
-الشيخ درويش بن سليمان بن الشيخ محمد بن الشيخ القطب شهاب الدين أحمد الدجاني الشافعي المقدسي كان حافظاً للقرآن الكريم، وتفقه على الشيخ منصور بن علي المحلي في القدس، وأجازه في المشيخة على الفقراء لصلاحه وديانته. توفي في عاشر ذي الحجة سنة 1088هـ.
-الشيخ منصور بن علي المحلي (المحلاني) زاويةً في جبل الزيتون عرفت بزاوية الشيخ منصور المحلاني
-الشيخ أبي الفتح شمس الدين.. محمد بن صالح بن محمد بن أحمد الدجاني القدسي الشافعي. ويُرجّح نسبه إلى قرية بيت دجن، أو قرية الداجون، في حين يرى آخرون أنّها اكتسبت نسبها هذا بسبب مكوث الشيخ شهاب الدين أحمد الدجاني في متعبداً في زاوية النبي داود وإقامته فيه. ومن المؤكد أن نسب المقدسي يرجع إلى مدينة القدس التي استقرت بها عائلة الدجاني منذ مئات السنين، ويمكن أن يُجزم أنّ نسب الشيخ محمد الدجاني إلى القدس قد اقترن بمولده ووفاته. وقد اشتهر بلقب شمس الدين..ومذهبـه هو المذهب الشافعي أسوةً بمذهب عائلته من قبله. ولم تحدد المصادر التاريخية تاريخاً لميلاده، او حتى تاريخ وفاته.
وقد نشأ في مدينة القدس، وعاش في كنف عائلة مقدسية تأثرت باهتمام رجالاتها بالتصوف ومشيخة مقام وزاوية النبي داود، وقد اشتغل الدجاني في أواسط عمره في التصوف اقتداءً بآبائه وأجداده وصنّف كتباً ورسائل متنوعة مستلهماً ذلك من بيئةٍ عملت منذ زمنٍ بالعلم واشتغلت به. وتأثر بالصوفية وله علاقة بالشيخ الصوفي الكبير منصور المحلاوي، جعلت الأخير يشترط في وقفه على زاويته التي أنشأها في جبل الزيتون في القدس أن تكون المشيخة بها للشيخ أبي الفتح محمد الدجاني بن الشيخ صالح الدجاني.
– صالح ابن محمد بن صالح بن محمد بن أحمد الدجاني المقدسي أكبر أبناء الشيخ محمد بن صالح الدجاني المتوفى سنة 1055هـ في حياة والده، وقال إنه كان من أهل الفضل والأدب، كما أفاد أنه ولد في القدس ونشأ بها وقرأ على أبيه في أنواع العلوم بالإضافة إلى نظم الشعر وكتابة النثر، ووصفه بأنه كان مقبول الشيمة؛ لطيف الطبع؛ حسن العشرة؛ خلوقاً متودداً.
– أحمد صدقي الدجاني: وهو من أعلام عائلة الدجاني الحديثين، وهو أحد مفكري الأمة في القرن الرابع والخامس عشر الهجري، وأحد رموز العمل الوطني الفلسطيني، وأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وأحد رموز اللسان العربي المبين والفصحى في زمانه، وأحد الأشخاص اذوي مستويات الأخلاق الحميدة. أسهم في تأسيس المؤتمر القومي العربي، وكان عضواً لأمانته العامة. وأسهم في تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي، واختير ليشغل منصب المنسق الأول للمؤتمر بين عامي 1994 و 1997. وأسهم في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وكان عضوا بمجلس أمنائها وعضوا بلجنتها التنفيذية ونائبا لرئيسها. وشغل منصب عضو مجلس أمناء منتدى الفكر العربي، وأسهم في فعالياته، وفي فعاليات مركز دراسات الوحدة العربية. والتزم بكتابة المقال الأسبوعي. وقد غطت مقالاته موضوعات سياسية وفكرية وأدبية وتاريخية وإنسانية. له ما يربو على ستين كتاباً في التاريخ والفكر السياسي والدراسات المستقبلية والتأملات ومسرحية ومجموعة بحوث ودراسات في العلوم الإنسانية. توفي في القاهرة التاسع والعشرون من ديسمبر 2003 م.
عائلة العلمي:
جاءت تسمية آل العلمي من كلمة (العلم) وهي حسب اللغة..تعني سيد القوم..وهذه التسمية قد جاءت من المغرب العربي، حيث تعود إلى أحد أجداد هذه العائلة وهو القطب الزاهد والشيخ العابد أبو محمد عبد السلام بن مشيش (دفين قنة جبل العلم في المغرب) وقنة الشيء في اللغة.. تعني كل شيء أعلاه، وقنة الجبل معناها الجبل المنفرد المرتفع..ويبدو بأن هذا الجبل قد ُسميّ (جبل العلَم) أي (جبل سيد القوم) نسبة إلى عبد السلام بن مشيش. ومما يؤكد ذلك أن هذا الجبل يدعى أيضا (جبل الحبيب) ويقصد بالحبيب مولانا أبو محمد عبد السلام بن مشيش.. ويعتبر عبد السلام بن مشيش سيد القوم والحبيب، والقطب الزاهد، والشيخ العابد ونسبه يعود للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من جهة الحسن بن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
ومما يذكر بأن موسماً كان يقام عند ضريح مولانا عبد السلام بن مشيش في 14 صفر من كل عام هجري. وعائلة العلمي عربية إسلامية مقدسية ممتدة الشهرة، ومتواجدة اليوم عبر جميع الأقطار العربية والعالم. وخاصة في بلاد الشام، مثل دمشق وحلب وحمص وطرابلس. وجد آل العلمي في القدس وغزة واللد واحد، وكلهم أبناء العلمي من القدس وهم أبناء عمومه.
ويقول الأستاذ مصطفى مراد الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين (إن آل العلمي هم من السادة الأشراف في المغرب، نزلت القدس واستقرت فيها ومنهم جماعة أقامت في اللد وغزة).
ويقول د. كامل العسلي (إن عائلة العلمي عائلة عريقة من الشرفاء الأدارسة الحسنيين، قدمت إلى القدس من المغرب في زمن المماليك، وخرّجت كثيراً من العلماء والفقهاء والمفتيين والصوفية والزهاد، وكان أشهرهم الشيخ الصالح محمد العلمي المتوفي عام 1038هـ والمدفون في جبل الطور بمنطقة الزاوية الاسعدية)
ويقول الأستاذ عزمي حسام العلمي (أن نسب هذه العائلة يمتد إلى سيد الأنام نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، من جهة الحسن بن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، سبط النبي صلى الله عليه وسلم)
إن عائلة العلمي تعتبر من إحدى العائلات المقدسية العريقة التي حافظت بشكل أو بآخر على مكانتها بين أفنديات القدس على الرغم من تغير الأزمان وتقلب السياسات خلال العهد العثماني،  وقد ارتبط اسم هذه العائلة بالحركات الصوفية وتقلد أبناؤها مشيخة الصوفية من معقلهم في الخانقاه الصلاحية في جوار كنيسة القيامة. وبالإضافة إلى مشيخة الصوفية فإن علماء هذه الأسرة عينوا  أحيانا نواباً للشرع وقضاة ونقباء للأشراف. كما أقام أبناؤها فروعاً لعائلتهم في غزة واللد والرملة، الأمر الذي عزز نفوذهم في كل فلسطين.
ويقول عادل مناع في كتابه أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني1800- 1918 (إن عائلة العلمي في القدس تولت وظائف دينية وإدارية مهمة في القرن التاسع عشر).
ومن أشهر أعلامهم:
– وفاء أفندي العلمي عين نقيباً على أشراف القدس عدة مرات أولها عام 1223هـ، وفي آخر العقد الثاني من القرن التاسع عشر عاد وفاء أفندي  فتولى النقابة مرة أخرى امتدت عاماً ونصف تقريباً.
– الشيخ محمد بن وفاء العلمي محمد العلمي، ويلقب بشمس الدين، ويلقب بالقطب الرباني، والفرد الصمداني، ويوجد له ولزوجته ضريح في طور زيتا بالقدس.
– مصطفى بن محمد بن وفاء العلمي هاجر من القدس عام1260هـ إلى غزة، حيث عين قاضياً فيها فأحضر أولاده وماله معه وتوطن فيها. فعرف هذا الفرع من نسل وفاء في غزة باسم عائلة وفاء العلمي، وظهر منها علماء وأعيان كبار، كما هي الحال في القدس.
– سعودي العلمي، ويلقب بالجد، وقد ظهر هذا الفرع من عائلة العلمي في اللد.
-الشيخ عبد القادر بن محمد العلمي..وهو من الصالحين، سكن هو وأبناؤه وأحفاده في مدينة اللد. وتوفي في اللد سنة 1079هـ، وقبرة موجود في اللد.
– الشيخ عبد الصمد بن محمد العلمي، شقيق الشيخ عبد القادر العلمي.
عائلة جارالله  أبو اللطف:                                                                             تعتبر عائلة جار الله أبو اللطف من الأسر المقدسية العريقة، حيث وصل الجيل الأول منها إلى القدس خلال القرن الخامس عشر.. ويقال إن آل جار الله ينحدرون من أعقاب شيخ الإسلام شمس الدين أبو اللطف محمد بن علي الحصكفي الشافعي (نسبة إلى حصن كيفا) الذي ولد في حصن كيفا في عام 819 هـ ونسب إليها, وحصن كيفا هو قلعة عظيمة في بلدة تركية صغيرة -تعرف اليوم باسم شرناخ- في منطقة ديار بكر في الأناضول، وهي تشرف على نهر دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر الواقعة إلى الشمال الشرقي من بلدة القامشلي السورية, وكيفا كلمة سريانية تعني الصخر والحجر.
وينقل الدباغ عن كتاب (الأنس الجليل) أن عائلة جار الله تعود إلى حصن كيفا, وأن جدهم شمس الدين أبو اللطف محمد بن علي الحصكفي نزل بيت المقدس واستقرَّ فيها عام 819 هـ, وتوفاة الله في عام 859 هـ. وكانت عائلته تعرف في أول الأمر باسم الحصكفي نسبة إلى حصن كيفا, ثم صارت تعرف باسم آل أبي اللطف, وهو الاسم الأصلي لعائلة آل جار الله نسبة إلى جدهم شيخ الإسلام شمس الدين أبو اللطف, وأخيراً عرفت العائلة في أواخر العهد العثماني باسم جار الله جد العائلة المقدسية وسقط عنها الاسم القديم أبو اللطف، وكنية الحصكفي.. واسم آل جار الله أطلق على العائلة بعد أن انتقل أحد أجدادهم إلى مكة المكرمة وسكن قريباً من الحرم المكي الشريف مجاوراً فأطلق على أعقابه اسم آل جار الله.
ويذكر كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب.. أن عائلة آل جار الله المقدسية تنتسب إلى الشاعر أبي اللطف ابن اسحق الحصكفي المتوفى في عام 1071هـ، وقد دعيت بآل أبي اللطف ثم غلب عليها اسم جار الله, وينقل شرَّاب عن البوريني في حديثه عن أبي بكر الحصكفي إنه من بيت أبي اللطف, وهو بيت بارك الله فيه وفي نسله فلا تجد فيهم سوى فاضل كبير أو عالم شهير.
ويتحدث المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في كتابه (بلادنا فلسطين) عن أحد أبناء أبي اللطف بن اسحق الحصكفي، وهو جار الله بن أبي اللطف، الذي ولد في القدس عام 1090 هـ, وكان من خطباء المسجد الأقصى المبارك ومدرساً في المدرسة الصلاحية, وولي القضاء في القدس الشريف, وفي دمشق, وفي استانبول عاصمة الدولة العثمانية، وفيها توفي في عام 1144هـ.
ويتحدث الدبَّاغ عن أحد رجالات آل جار الله وهو الشيخ جار الله بن أبي بكر بن محمد بن القدسي المعروف بابن أبي اللطف الحصكفي, وكان مفتياً للحنفية ومدرساً في المدرسة العثمانية في القدس الشريف، وكان له قصر في جبل الطور. وتوفي في عام 1027 هـ, كما تحدث عن الشيخ محمد بن يوسف بن أبي اللطف الملقب رضي الدين القدسي الحنفي, ووصف آل أبي اللطف بأنهم من كبراء بيت المقدس وعلمائها أباً عن جَد, وله كتاب (فتح المالك القادر بشرح جواهر الذخائر), وتوفي بالقدس عام 1028هـ.
ويذكر الدبَّاغ أن أبا اللطف الحصكفي جد آل جار الله هو محمد بن علي بن منصور بن زين العرب الحصكفي المقدسي, ولد وتعلم في حصن كيفا، ويعرف فيها بابن الحمصي, ونزل ببلاد الشام ومصر وأخذ عن فقهائها ثم استقر في القدس الشريف، وتوفي فيها ودفن إلى جانب والده الذي كان من كبار تجار القماش.
وخلال القرن التاسع  عشر برز منهم علماء مشهورون تقلدوا مناصب الإفتاء في القدس وغيرها للمذهبين الحنفي والشافعي لكن  في القرن التالي تراجعت مكانة أبناء هذه الأسرة إلا أنهم ظلوا يشغلون من حين إلى آخر وظائف الإفتاء ونيابة الشرع والتدريس في المدرسة الصلاحية وكان آخرمن تقلد إفتاء الحنيفة من هذه العائلة محمد جار الله
الذي عين أيضاً نقيباً على أشراف القدس فترة وجيزة.
أما بعد الحملة الفرنسية فلا يرد ذكر لأحد من آل  جار الله  في منصبي الإفتاء أو النقابة وحتى إفتاء الشافعية الذي كان في أيديهم في الماضي انتقل إلى عائلات أخرى مثل أبو السعود والإمام الحسيني، واكتفى أبناء هذه العائلة بعد ذلك بوظائف التدري  وخدمة المساجد.
و منأعلامهم:
– الشيخ أبو بكر جار الله.. الذي كان مفتياً للحنفية في القدس الشريف.. وتوفاه الله في عام  965هـ.
– الشيخ حسام الدين جار الله..شغل منصب ناظر العدلية (وزير العدلية) وقاض للقضاة في حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيادي المشكلة في 26/7/1926م, وكان جار الله واحداً من أربعة موظفين في حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين، أعيدوا لإشغال منصب الوزارة في حكومة إمارة شرقي الأردن.
عائلة البديري:
إن سجلات المحكمة الشرعية، تثبت أن هذه العائلة تنسب لابن حبيش، وهو الجد الرابع للشيخ البديري. وعائلة البديري هي حالة غير اعتيادية بين علماء القدس وأعيانها في أوائل القرن التاسع عشر، فبعكس  العائلات الأخرى كانت هذه الأسرة حديثة العهد في تاريخ المدينة. وقد عرفت بهذا الاسم في القرن الحادي والثاني عشر الهجري. وبعد شهرة الشيخ محمد، الذي يعتبر العالم الوحيد لهذه الأسرة المعروف في القدس، قبل القرن الثالث عشر الهجري.
وفي عصر الشيخ وفيما بعده أصبحت هذه العائلة تنسب إلى ابن بدير أي إلى الشيخ نفسه على اعتبار أن والده كان يسمى بدير، ثم أضيفت ياء النسبة على عادة العرب لتصبح عائلة البديري..ومن أبناء الشيخ، وبالتحديد في الثمانينات من القرن الثالث عشر يلاحظ تداخل اسم عائلة حبيش مع اسم إسلامبولي ونازك، وأصبح يطلق عليها حبيش الإسلامبولي ونازك حبيش.
وقد سكنت عائلة ابن حبيش في القدس قبل الشيخ البديري بمائة وخمسين إلى مائتي سنة، ولهذه العائلة جذور ضاربة بعمق في هذا البلد المقدّس، ويبدو أن الشيخ البديري ما هو إلا أحد الجدود المتأخرين لهذه العائلة.
فقد هاجر جد العائلة محمد البديري المعروف بابن حبيش من المغرب ووصل إلى مصر حيث التحق بالأزهر عدة سنوات وصار من مشايخ  الطريقة الخلوتية، ثم جاء إلى القدس كما يبدو في سبعينيات القرن الثامن عشر فأحبه أهلها وأجلوه وأصبح من أبرز علمائها.. ومثل الشيخ محمد أبو السعود فإن البديري لم يدخل حلبة التنافس في شأن الوظائف العلمية الرسمية الأمر الذي أكسبه احترام الأهالي وتقديرهم.
والألقاب التي وردت أمام أسماء أفراد عائلة البديري مثل: باشا، نقيب، تدلّ على المكانة التي تمتعت بها هذه العائلة، فسجيل هذه الألقاب وبشكل رسمي في سجلات المحكمة له مدلول على المركز الاجتماعي للعائلة.
وهذه العائلة عائلة ثرية وأن الثراء متوارث فيها وليس حادث في حياة الشيخ, وقد تمركزت العائلة في تلك الفترة في منطقة باب حطة.
وقد ورد اسم  البديري أيضاً إلى جانب أبو السعود في عد كبير من الأوامر السلطانية ومراسيم ولاة الشام وعكا أيام الحملة الفرنسية..كما ذكره محمد باشا أبو المرق في مراسلاته الرسمية وكذلك في رسائله  الشخصية إلى أبناء عائلة الحسيني واصفاً إياه بأستاذه المبجل.
لقد كسب البديري احترام العديد من أهالي القدس وحكامها إذا بسبب وفرة علمية وكراماته كشيخ للصوفية
وابتعاده عن الصراعات بشان الوظائف الحكومية.
وقد كتب محمد البديري عدة مؤلفات في شؤون الدين والأدب حفظت كمخطوطات في مكتبة العائلة الخاصة كما أنه قرض الشعر واشتهرت إحدى  قصائده التي كتبها في مدح أحمد باشا الجزار بعد تغلبه على الفرنسيين ورده جيوش نابليون عن أسوار عكا.
وكان حسن بن عبد اللطيف الذي صار مفتياً  للقدس، أحد  تلاميذه فشمله في تراجمه لأهل القدس في القرن الثاني عشر الهجري. وحظي البديري وعائلته بحماية آل الحسيني ودعمهم  الأمر الذي عزز مكانة هذا الشيخ في المدينة.
والشيخ البديري لم يتقلد منصباً رسمياً، على الرغم من سعة علم  واحترام  الأهالي وتقديرهم له، وقد سار أولاده على خطاه وعرف منهم عبد الله  أفندي أحد زعماء ثورة 1834 ضد الحكم المصري والذي نفاه إبراهيم باشا إلى مصر  ورفض محمد علي باشا قبول التماسات كثيرة قدمها أفنديات القدس من أجل السماح  له بالعودة إلى موطنه.
وقد قبلت عائلة البديري في مجتمع القدس ونخبتها وتم اندماجها بنجاح، لكن مثل هذه الحالة صار نادراً منذ أواخر القرن الثامن عشر، وخلال القرن الذي تلاه  فنخبة المدينة من علماء وأعيان تحولت إلى فئة مغلقة  تحتكر الوظائف وتنقلها بالوراثة بين أبنائها، ولا تسمح بقادمين جدد يحاولون التنافس في شأنها سواء من داخل أهل  البلد أو خارجه.
عائلة النشاشيبي:
إن هذه العائلة لها تاريخ عريق في القدس يعود إلى عهد المماليك مثل أغلبية أسر القدس لكن أحوالها تأخرت  كثيراًُ خلال العهد العثماني بقرونه الأربعة.. وقد عرف أل النشاشيبي بهذا الاسم نسبة لمهنة جدهم الذي كان يعمل بصناعة القوس والنشاب.
وقد غاب ذكر هذه الأسرة عن كتب التراجم والتاريخ المحلي  قديما.. حيث لا تشير وثائق  سجلات المحكمة الشرعية، والمصادر التاريخية الأخرى المتوفرة حول سكان القدس، إلى أنّ أيّ من أبناء هذه العائلة، قد شغل منصباً علمياً أو إداريا مرموقاً حتى أواسط القرن التاسع عشر. وفقط هناك أفراد قليلون من هذه الأسرة ورد ذكرهم في سجلات المحكمة الشرعية يعملون في وظائف متواضعة كخدمة مساجد الحرم والمدارس التي حولها، إضافة إلى بعض الحرف والمهن، كالتجارة في أسواق المدينة.
وقد بدأ بروز شأن هذه العائلة فقط في أواخر القرن التاسع عشر أيام سليمان النشاشيبي وأولاده الذين تقلدوا الوظائف الرسمية ودخلوا علاقات متشعبة مع الفلاحين في جبل القدس، وسمحت سياسة التنظيمات العثمانية  بترجمة الوزن الاقتصادي إلى مكانة سياسية فصار من أعضاء مجلس إدارة القدس الشريف، ثم إنه صاهر آل الحسيني فتزوج أخت عمر فهمي أفندي الحسيني رئيس بلدية القدس لاحقاً ورزق منها أربعة أولاد هم عمر ورشيد وعثمان وإبراهيم.. وقد عزز كل من رشيد وعثمان مكانة العائلة السياسية وشغلا الوظائف الإدارية التي زادت في مكانتهما الاجتماعية فصارا من أعيان القدس وأفندياتها في أواخر القرن التاسع عشر. أما قبل ذلك فلم يعرف عن آل النشاشيبي أنهم تقلدوا وظائف علمية أو إدارية  مهمة طوال قرون العهد العثماني.
وتشير المعلومات كذلك إلى أنهم حتى أواسط القرن التاسع عشر، لم يكونوا جزءاً من أفنديات القدس، وكان البارزون منهم تجاراً دون الوظائف العلمية أو الجاه  المرتبط بمكانة الأعيان المقربين من الدولة ورجالها.
وقد ظهروا مجدداً على الساحة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ثم تعزز هذا الظهور في أعقاب الحرب العالمية الأولى حتى وصلوا إلى مرتبة المنافس الأقوى لآل الحسيني، لا في شأن الزعامة المحلية  فحسب بل أيضا في شأن قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية في طول البلاد وعرضها، لذا أصبح لهذه العائلة   مكانة ودورها لا يستهان
به في التاريخ الفلسطيني.
وقد برزت هذه العائلة في الثورة الفلسطينية في بداية القرن العشرين الميلادي، كإحدى العائلات السياسية في فلسطين. ويخطئ بعض المؤرخين في وضع عائلة النشاشيبي في الصف نفسه مع آل الحسيني والعلمي   والخالدي وغيرهم من العائلات المقدسية بسبب تنافسها السياسي مع آل الحسيني، وتزعمها معارضتهم فترة الانتداب البريطاني..حيث عارضوا تعيين الحاج أمين الحسيني مفتياً لفلسطين ولقيادته السياسية فقد اعتبروا بأن انتساب آل الحسيني إلى الأشراف غير صحيح، وأن مصطفى جد الحاج أمين نجح  في الوصول إلى وظيفة الإفتاء عن طريق والاحتيال.. وقد وجدت هذه الرواية آذاناً صاغية بين بعض الباحثين الصهيونيين المعادين للحركة الوطنية لفلسطينية، فقاموا بنشرها وتكرارها في دعايتهم ضد الحاج أمين وذلك من أجل تلطيخ سمعة العائلة والمس بالحركة الوطنية الفلسطينية.
ومن شخصيات العائلة:
– حسن جلبي النشاشيبي.. الذي كان أحد كبار تجار القدس، وأبرز رجالها في أوائل القرن التاسع عشر.  وقد خلفه نجله محمد جلبي الذي ترك لأولاده تركة كبيرة جداً قدرت بأكثر من نصف مليون قرش.
-راغب النشاشيبي.. ولد في القدس سنة 1880م, واتجه إلى الأستانة ودرس الهندسة فيها. وقد شغل منصب نائب في مجلس النواب العثماني، وعمل ضابطاً في الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. ثم عاد إلى القدس فعُين مهندساً للأشغال العامة في لواء القدس. وانتخب في المؤتمر السوري سنة 1919م، وفي سنة 1920 م عُين رئيساً لبلدية القدس من قبل الانتداب الإنجليزي، وبقي في منصبه مدة أربعة عشر عاماً.
ويعتبر شخصية سياسية فلسطينية خلال فترة العثمانيين والانجليز..حيث أسس عام 1937م حزب الدفاع الوطني، ليلعب دور قوة سياسية تمكنه من مقارعة آل الحسيني الذين يتمتعون بمقاعد شعبية قوية. وبعد ضم الضفة للأردن عام 1948م عُين وزيراً للزراعة، ثم وزيراً للنقل والمواصلات، ثم حاكما عاماً للضفة الغربية والحارس العام للحرم الشريف والأماكن المقدسة، ثم عضواً بمجلس الأعيان الأردني. وتوفي سنة 1951م .
-إسعاف النشاشيبي..ولد في القدس سنة 1885م، وجده الأكبر قد قدم إلى بيت المقدس في عهد الملك الظاهر بيبرس، أما والده السيد عثمان بن سليمان النشاشيبي فقد تقلب في مناصب الدولة العثمانية حتى أصبح عضواً في مجلس المبعوثان في تركيا. والتحق إسعاف بكتاتيب القدس، وأخذ عن شيوخها وحفظ بعض القرآن الكريم وبعدها التحق بمدرسة دار الحكمة في بيروت وتتلمذ على يد كبار الأساتذة.
وقد نشأ في بيت حصنه العلم والمال، فكانت تنعقد حلقات الدرس في بيت والده، وتضم عدداً كبيراً من أعيان العلماء. وقد ارتاد حلقات العلم، وسمع نوادر اللغة والأدب، ورأى الكتب النفيسة في خزائن والده والشيوخ.
وكان عضواً نشيطاً من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، وانفرد بأسلوب من البيان، وبقدر متميز من الحماسة للغة العربية. توفي في القاهرة عام 1948م.
-ناصر الدين النشاشيبي.. ولد في القدس عام 1920م، حصل على الماجستير من كلية العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بيروت عام 1943م. وأصدر جريدة «الوحدة» لوقت قصير، ثم أصبح مديراً عاماً للإذاعة الأردنية. وعمل مندوباً متجولاً لأخبار اليوم القاهرية حتى عام 1960 م ثم انتقل لجريدة الجمهورية كرئيس للتحرير فيها حتى عام 1966م. وبعد ذلك انتدبته الجامعة العربية سفيراً متجولاً لها.
ومن مؤلفاته «شباب محموم«1949م، “خطوات في بريطانيا» القاهرة 1949م, «عندما دخلوا التاريخ» بيروت «1956 م، ” فلسطين والوحدة» 1959, «ماذا جرى في الشرق الأوسط» بيروت 1960م, «تذكرة عودة” بيروت 1961م, «قصص وأصحابها» بيروت 1962م, «حفنة رمال» بيروت 1965م, «عربي في الصين» القاهرة 1965م, «سفير متجول» بيروت 1970م, «أريد أن أصلي في المسجد الأقصى”.
عائلة أبو السعود: 
عرفت عائلة أبو السعود في القرن الثامن عشر كأسرة صوفية  انتسب بعض أبنائها  إلى طريقة عبد القادر الجيلاني..وكان محمد أبو السعود، أحد كبار مشايخ الصوفية في فلسطين، وشيخ الطريقتين الخلوتية والقادرية في بيت المقدس، ولم يحاول هذا العالم الصوفي تقلد مناصب إدارية معظم حياته، وإنما اكتفى بدوره في نشر طريقته وإقامة طقوس الذكر في تكايا المدينة وزاياها, أما ولداه أحمد  ومصطفى فأنهما تقلدا إفتاء الشافعية ونيابة الشرع على  المذهب الشافعي. وقد تنافس آل أبو  السعود مع آل الحسيني في شأن النقابة، وقد نجح أبو السعود في الحصول على نقابة الأشراف أربع سنوات، الأمر الذي يشير إلى مكانة العائلة  القوية وقدرتها على منافسة آل الحسيني  بين الفينة والأخرى.
وعندما نشب تمرد سنة 1825-1826 في القدس لم نجد ذكراً لعمر أفندي النقيب أو لأي شخص آخر من آل الحسيني في زعامة هذه الحركة. أما محمد تاج الدين أبو السعود فيبدو أنه كان ضالعاً في ذلك التمرد الذي تزعمه العساكر وبعض أعيان المدينة من غير العلماء  البارزين. لذا بعد إخماد تلك الحركة بمساعدة والي عكا عبد الله باشا، هرب أبو السعود هذا إلى مصر خوفاًُ من عقاب الدولة العثمانية، فتدخل محمد علي باشا والي مصر للعفو عنه عند والي الشام وطالب بألا يصاب بأذية أو بضرر لكونه من أشراف القدس. وعاد أبو السعود إلى القدس فعلاً، وظل أحد المنافسين البارزين لآل الحسيني، في شان  نقابة الأشراف حتى قدوم الحكم المصري. أما الوظائف الأخرى التي شغلها هذا الأفندي حين لم يكن نقيباً على الأشراف فكانت الخطابة التدريس وتوليته الأوقاف المهمة للحرمين القدسي والإبراهيمي. وفي فترة التنظيمات العثمانية تأخر حال هذه العائلة، واكتفى أبناؤها حينذاك بوظائف متواضعة في المدارس والمساجد  وبإقامة الذكر في زوايا الحركات  الصوفية في المدينة.
وعلى الرغم من أن الشيخ محمد أبو السعود لم يحاول الحصول على مناصب رسمية  في أجهزة الدولة   فإن مكانته كانت عالية عند رجالها إذ كان اسمه يدرج في رأس  المعنونين في الأوامر السلطانية ومراسيم ولاة الشام  ومتصرف القدس محمد باشا أبو المرق، وغيرهم وخصوصاً  فترة الحملة الفرنسية.
وعندما تقدم هذا الشيخ  بالسن سافر إلى العاصمة العثمانية بدعوة من رجال الدولة فعاش هناك مدة قصيرة  حتى وفاته فيها سنة 1813م،  يبدو أن الاحترام الكبير الذي حظي به الشيخ أبو السعود في إسطنبول قبل وفاته كان سبباً بتعيين حفيده محمد تاج الدين بن مصطفى لأول مرة  نقيباً على إشراف القدس في سنة  1813م، لكن هذا التعيين  لم يستمر طويلاً.
ويبدو أو وفاة الشيخ أبو السعود في تلك الفترة ساعدت في نجاح آل الحسيني في إعادة النقابة، لكن ذلك لم يمنع محمد تاج الدين أفندي من تكرار التجربة والنجاح في تقلد نقابة أشراف القدس أكثر من مرة بعد ذلك.
 عائلة الإمام الحسيني:
يعود وصول أجداد هذه العائلة إلى القدس إلى أواخر القرن السادس عشر، على الأقل إذ عرفوا حينها بكنية أبناء قاضي الصلت. وتعتبر عائلة الإمام الحسيني من العائلات المقدسية العريقة التي ارتبط اسمها بتاريخ  القدس منذ عدة  قرون.. وهذه العائلة من العائلات المعروفة بالورع والتقوى في بيت المقدس..وقد عرفوا بأل الإمام نسبة لإمامة الشافعية في المسجد الأقصى المبارك, فقد تولوا إمامة المسجد طوال سنين..حيث انتقلت بالوراثة بين أبناء العائلة جيلا بعد آخر..وقد حافظت على انتمائها إلى المذهب الشافعي على الرغم من تحنف العديد من العائلات المقدسية الأخرى كوسيلة للوصول إلى الوظائف  الحكومية.
وقد تزوج جد العائلة محمد شمس الدين بن يحيى شرف الدين بابنه عبد القادر الوفائي الحسيني مفتي القدس ونقيب أشرافها في أوائل القرن السابع عشر، وهكذا صار أولاد هذا الشيخ ونسله من الأشراف لصلة الرحم  وعرفوا فيما بعد  باسم الإمام الحسيني. ولذلك يخطيء بعض الباحثين بشأن أصول عائلة الإمام الحسيني، وبين آل الحسيني بنو غضية، وذلك بالخلط بين نسب آل الحسيني وبين عائلة الإمام الحسيني.
وبالإضافة إلى انتساب آل الإمام الحسيني إلى الأشراف وشغلهم وظيفة إمام الشافعية في المسجد الأقصى  فإن بعض أبنائهم عين في منصب إفتاء الشافعية أحياناً  خلال القرن  الثامن عشر، كما أنهم اشتغلوا بالتدريس في المدرسة الأمينية المحاذية لسور المسجد الأقصى الشمالي فصارت مسكناً لهذه الأسرة خلال مئات السنيين وفي بداية القرن التاسع عشر.
وقد برز من هذه الأسرة الشيخ عبد الغني الإمام، وابنه محمد صالح، وتقلد الاثنان إفتاء الشافعية في القدس ويافا ونافسا آل أبو السعود في شأن هذه  الوظيفة، كما أن محمد صالح  أفندي، كان عالما مشهوراُ ومدرساً  معروفاً درس عليه العديد من أهل القدس. ويبدو أن حظ هذه العائلة ارتفع في زمانه بسبب علاقات التعاون التي أقامها مع آل الحسيني، ومنافسة أولاد أبو السعود للعائلتين، ويظهر حظ العائلة المادي بوضوح في الأملاك والعقارات التي جمعها عبد الغني وابنه محمد صالح، وفي حبسهما للأوقاف الذرية التي كانت من أهم وأكبر   الوقفيات التي أنشأها  أهل القدس في ذلك العهد.
عائلة نسيبة:
عائلة نُسيبة عائلة خزرجية عريقة تقيم في بيت المقدس منذ زمن بعيد، ويُعدون من أقدم عائلاتها، وعرف أل نسيبة بهذا الاسم نسبة لنسيبة المازنية, وهي عائلة يحمل أبناءها مفاتيح كنيسة القيامة منذ دهر طويل.
وقد كانت هذه العائلة تقيم في قرية بورين من أعمال نابلس، ثم انتقلت إلى القدس، ويعود ارتباط العائلة بالقدس لأوائل الحقبة الاسلامية، حيث أن هذه العائلة لها الحق في الاحتفاظ وأكبر  بمفاتيح كنيسة القيامة في القدس، حيث منحها الخليفة عمر بن الخطاب لأجدادهم وتبقت في أيديهم حتى فترة الحروب الصليبية حيث سيطر الفرنجة على بيت المقدس، وبعد تحرير السلطان صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس وسائر فلسطين، قام بإرجاع مفاتيح الكنيسة إلى آل نسيبة ولا زالت بأيديهم.
ومن شخصيات العائلة:
أنور نسيبة..ولد في القدس وتخرج من جامعة كامبريدج, وشغل في فترة إبان الحكم الأردني منصب وزير التربية في حكومة توفيق أبو الهدى، ومنصب سفير الأردن في لندن عامي 1965-1966. ومنذ بداية الاحتلال الإسرائيلي أهلن بشكل قاطع أنه يفضل قيام دولة فلسطينية، ولا يفضل العودة إلى الحكم الأردني.
 – سري نسيبة.. وهو ابن أنور نسيبة, ولد في 1949م بالقدس. وهو أكاديمي فلسطيني حصل على بكالوريوس ودرجة ماجستير في الاقتصاد والفلسفة والسياسة من جامعة أكسفورد. وحصل على درجة دكتوراه  في الفلسفة الإسلامية منجامعة هارفرد. وعاد سنة 1978 إلى الضفة الغربية ودرس الفلسفة في جامعة النجاح إلى حد سنة 1988 م عندما أغلقت الجامعة إثر اندلاع الانتفاضة الأولى. ودرس في نفس الوقت الفلسفة الإسلامية في الجامعة العبرية بالقدس. وكان إلى ديسمبر 2002 مسئولا عن ملف القدس داخل السلطة الفلسطينية. ويتولى رئيس جامعة القدس  منذ1995 م إلى يومنا هذا.
عائلة الخطيب (بني جماعة):
عائلة الخطيب هم آل الجماعي.. عرفوا قبل ذلك ببني جماعة الكناني نسبة لجدهم بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني.. وهم عائلة قريشية من بني هاشم تسكن بيت المقدس منذ التحرير الأيوبي.
وقد عرفوا فيما بعد بآل الخطيب.. وعرفوا بهذا الاسم لأنهم تولوا منصب الخطابة بالمسجد الأقصى سنين طويلة..  وتناقلوها أجيالاً بالوراثة  فكانت رئاسة خطباء الحرم  مسجداً الأقصى وقبة الصخرة وعرفوا فيما بعد  بآل الخطيب
عائلة البشيتي:
البشيتي عائلة مقدسية عريقة، وقد كشفت العائلة انها تمتلك موقع كنيس الخراب الذي تم افتتاحه من قبل الصهاينة حديثا، حيث أن هذا الموقع أقيم على أراض تعود ملكيتها للعائلة، وذلك منذ العام 1880، وفق مستند ملكية عثمانية وأردنية، والسجلات تؤكد ذلك.
ويعتبر الدكتور صبحي شعيب البشيتي إن العائلة في صراع مع الحكومات الإسرائيلية المتتالية، لاستعادة الأوقاف والأملاك التي تخص العائلة في حارة الشرف بما فيها أرض الكنيس، التي صودرت بموجب قرار عسكري إسرائيلي بتاريخ 18/4/1968 بحجة الاستفادة منها للمنفعة العامة”.
وأكد البشيتي أن قرار المصادرة يشمل 116 دونماً مؤشرة باللون الأزرق وفق الخريطة الموجودة لدى البلدية والحكومة، والموقعة من قبل وزير المالية لا تعود بالكامل إلى عائلة البشيتي، وإنما لعائلات العلمي والحسيني والجاعوني وغيرها من عائلات المدينة المقدسة.
وأكد البشيتي ملكيته منذ العام 1880، فقد اشترت العائلة أرض الكنيس وأوقفتها وقفاً إسلامياً. حيث تؤكد الوثائق بأن جده حسن البشيتي قام في العام 1880 بشراء قطعة الأرض المقام عليها الكنيس اليهودي، بعد أن كان هذا الكنيس قد احترق وعجزت الجالية اليهودية الصغيرة في ذلك الوقت عن ترميمه، فباعته للشيخ حسين محمد البشيتي.
ومنذ الستينات قررت الحكومة الإسرائيلية فور احتلال المدينة الشروع بترميم البناء، ورصدت له مبلغ 28 مليون ليرة بعد قرار مصادرته من عائلة البشيتي. وانه في ذلك الوقت تصدى مختار حارة الشرف المرحوم هشام البشيتي لعملية الترميم والبناء وقام بتوجيه سلسلة من الرسائل، شملت كل من الملك حسين بن طلال والملك الحسن الثاني والرئيس ياسر عرفات ومحكمة العدل العليا في لاهاي بهدف إلغاء قرار المصادرة ومنع البناء على الأراضي المصادرة”.وقال إنه بعد وفاة المختار البشيتي تولى أوقاف العائلة كل من الدكتور صبحي البشيتي والأستاذ مروات البشيتي والحاج نبيل البشيتي، ومنذ ذلك الحين وهم يحاولون بشتى الوسائل والطرق استعادة أملاكهم المصادرة واستعادة حقهم بالانتفاع به.
وأشار إلى إنه منذ العام 2004 حتى يومنا هذا، لم تتمكن العائلة من وقف الترميم واستعادة أملاكها. وأوضح “أن أملاك العائلة في حارة الشرف التي باتت تسمى ب( حارة اليهود ) مازالت قائمة ولم تهدم بل تم ترميمها والبناء عليها لتستوعب اكبر عدد من اليهود المتدينين”، مشيراً إلى أن السلطات العسكرية الإسرائيلية بعد احتلال البلدة القديمة عام 1967 قامت بهدم تلك المنازل القريبة من سور المسجد الأقصى المبارك لتوسيع ساحة البراق وأبقت المنازل الأخرى حيث فاوضت العائلات المختلفة على قبول التعويض أو البيع.
آل قطينة:
لقد عمل آل قطينة في التجارة وحققوا نجاحاً  كبيراً فيها وبرعوا بالتجارة مع الأقاليم المجاورة مثل تجارة الصابون هي الأكثر ربحاً. وقد عرف من آل قطينة السيد سليمان الذي كان أكبر أثرياء القدس في أوائل  القرن التاسع عشر. وسليمان قطينة زادة كما ورد اسمه مراراً في وثائق  المحكمة  الشرعية اشترى بماله  العديد من الوظائف العلمية  المتواضعة وحصصاً في الصرة الرومية والصرة المصرية الواردتين  إلى  أهالي القدس سنوياً كما أنه أنشأ  أوقافاً  كثيرة  فحفظ  بذلك أمواله  المستثمرة  من الأزمات  الاقتصادية والمصادرة  وغيرها من حوادث الزمان  كوارثه في المحكمة الشرعية فكان ما ضبط فيها من الأموال نقداًُ من أعلى تركات ذلك العصر في بيت المقدس.
 بعد وفاة سليمان  قطنية خلفه أولاد ه بالعمل في التجارة والاستثمارات العقارية، وبرز منهم بصورة  خاصة  موسى أفندي الذي عين رئيساً لتجارة القدس شاهبندر. ولم يحظ  سليمان  قطينة في حياته بلقب أفندي مثل  ابنه موسى وإنما  ذكرته الوثائق مع لقب جلبي المرافق عادة لأسماء كبار التجار، لكن الحدود  بين كبار التجار والأشراف منهم خاصة وبين فئة الأفنديات من علماء وأعيان لم تكن مغلقة أو غير  نافذة. كما يتبين  من حالة موسى أفندي قطينة..فبعض  كبار أفنديات القدس مثل المفتي والنقيب وغيرهما من آل الحسيني  كان صاحب معاصر الزيت والسيرج ومصانع  الصابون. كما أن كبار التجار اشتروا بمالهم أحيانا وظائف  علمية في المدارس والجوامع عن طريق صلة الرحم.
 عائلة العسلي:
هي عائلة عريقة في بيت المقدس، عُرِف منها كبار العلماء مثل أحمد آغا بن فضل الدين آغا العسلي.. وبعض أفرادها دخل الجندية، وخصوصاً في حراسة القلعة فعُين منهم قائد القلعة، الدزدار. ولما شغل أفراد العائلة هذه الوظيفة جيلاً بعد جيل، غلب هذا الاسم على العائلة. وكان والده دزداراً، وجابياً للضرائب من القرى التابعة للخاص السلطاني. وانضمّ أحمد آغا إلى جند القلعة. ولما توفّي والده انتقلت الوظيفة إليه.
عائلة الطرزي:
عائلة عربية عريقة الأصل، مقدسية الشهرة , مسيحية الديانة، قدمت العائلة من قطاع غزة وقاموا بشراء عقرات في القدس واستقرت العائلة بها حتى يومنا هذا. خرجت هذه العائلة العديد من الأطباء. وتوجه البعض منهم في السلك السياسي مثل زهدي الطرزي الذي تولى منصب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية.
عائلة جودة:
وهي عائلة عربية عريقة الأصل، عريقة الوجود في مدينة بيت المقدس, وهي تعتبر من عائلات الأشراف في القدس،
والتي تقلدت وظائف علمية وإدارية فيها, وتعتبر -كما يصنف ذلك بعض العلماء- انها من العائلات المقدسية القديمة، التي دخلت القدس بعد صلاح الدين الأيوبي، وتتابعت في دخولها واستقرارها في بيت المقدس، حتى العام 1100هـ . وتعتبر –وفق ما لديها من وثائق ذكرها عارف العارف- ان عائلة جودة هي المؤتمنة على مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، حيث اوضح العارف –حسب ما وقع لدية من وثائق- بان هناك وظيفتين شرفيتين لكنيسة القيامة، الاولى امانة المفتاح، وهي من اختصاص عائلة جودة بن غضية، والثانية مهمة فتح واغلاق الابواب، وهي من اختصاص عائلة نسيبة .
عائلة ابو غوش:
هذه العائلة سميت نسبة إلى مؤسسها وهو الزعيم القبلي محمد الملقب ابوغوش بن عبداللة بن بن الضرغام من الفداغة من سنجارة من زوبع من شمر من طيء القحطانية..حيث قدم هذا الزعيم من الحجاز في بدايات القرن الثامن عشر ميلادي.. وقيل ان أصلهم من الشركس، ويقال أنهم جاءوا إلى البلاد مع السلطان سليم ونزلوا غربي القدس. وكانت أسرة أبو غوش (بنو مالك) تعتبر من زعماء اليمنية في فلسطين..وكان اول ظهور له في السجلات المدنية للمحاكم الشرعية في القدس. حيث أول ما سكن سكن مدينة القدس، ومن ثم انتقل الى قرية العنب التي تزعمها فيما بعد، وسميت باسم ابو غوش. وقد كانوا متمركزين في قرية العنب “قرية أبو غوش” في لواء القدس، وتحكّموا في الطريق الرئيس بين القدس ويافا.. وكانت منطقة نفوذهم إلى الشمال الغربي من منطقة بني حسن، وأبرز بيوتهم بيت أبو غوش الذين أشتهر منهم الحاج مصطفى أبو غوش.. وقد سيطرت هذه الأسرة على حوالي عشرين قرية منها بيت عنان ولفتا ويالو وبيت لقيا وخربتا وبيت عور الفوقا وبيت عور التحتا..وقد شمل نفوذهم أيضاً مناطق بني حماد والوادية بما فيها بيت لحم وجزءاً من بني حسن، وكذلك الجزء من منطقة جبل القدس الذي كان سكانه من اليمنيين. وكان النزاع الرئيسي في الخمسينات يتمثل في الخصومة الدائمة بين آل أبو غوش “بني مالك” وآل اللحام”العرقوب” حول السيطرة على منطقة بني حسن.. بيد إنه كانت هناك منازعات أيضاً بين آل أبو غوش وبين آل سمحان “بني الحارث”. وكان شيخ أبو غوش هو المعمر أحمد عبد الرحمن..بيد أن القائد السياسي العسكري كان ابن أخيه مصطفى, وهو “شخص ذو خضوع طاغ”. وفي صيف 1853م وخريفها زادت الصراعات “بمشاركة البدو” وكان مثار النزاع الرئيسي هو قرية عين كارم بسبب السيطرة على الفرانسيسكان القائم هناك. ومن اولاده عيسى وعبداللة الملقب ابو قطيش، وكان الشيخ مصطفى ابو غوش ندا قوية للحكومة التركية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق