الأربعاء، 11 مايو 2016

“زغردي يا خالتي”!!! أبو الغيط زعيما لجامعة العرب
 


يوم آخر من أيام العرب المشهودة، يستحق أن يكتب بماء الذهب وأن يدون في سجلات التاريخ الخالدة، إنه يوم تناسى فيه العرب كل خلافاتهم ووضعوا أوزار حروبهم الداحسية، وتوجوا أحمد أبو الغيط ملكا لجامعة العرب، حامية الحمى والمدافعة الأولى عن شتات العرب وقضايا العرب، ورقعة الأمل التي تبقت وسط خرائب البؤس التي تلفنا من كل مكان!!!!، فهذه الجامعة التي تأسست قبل سبعين عاما، أدت كافة أدوارها وحلت جميع المشاكل وفتحت الحدود، فلا يحتاج المغربي القادم من طنجة إلى تأشيرة دخول إلى أحياء مسقط، وليس المصري المعجون بطيبة “الصعيد”، بحاجة أبدا إلى تأشيرة لزيارة الدوحة…. شكرا لجامعة العرب..!!!!!!!!
اليوم، تكمل جامعة العرب فرحتها وفرحتنا، وتثبت منظومتنا الرسمية أنها دائما عند حسن الظن، فعندما فكرت وقدرت لم تخرج عن خط الاختيارات المتوقعة، وتجاهلت كل السنوات السابقة وحراكها الشعبي الهادر، واختارت أحمد أبو الغيط لتسلمه مفاتيح بيتنا العربي الكبير، ولتتوجه ملكا على الأحلام والآمال العربية، وكأنها بذلك تريد أن تكافئه على ذلك الموقف التاريخي عام 2008، حينما وقف إلى جنب تسيفي ليفني وزيره خارجيه اسرااائيل وهي تعلن أن حرب غزة قادمة وأن الدم العربي الفلسطيني سيسيل أنهارا، وهو موقف غير يتيم لرجل المواقف ” أبو الغيط”، فهو نفسه صاحب العبارة الشهيرة “سنكسر رجل كل من يعبر الحدود” في إشارة إلى منع الغزاوين المنهكين الجياع من عبور حدود القطاع المحاصر مع مصر، وكأنه لم يكتفي وهو وزير خارجية أرض الكنانة حينها، بما يعانيها أبناء غزة على أيدي سلطات الاحتلال، وإنما كان يريد أن يزيدهم هما فوق هم ويضيف إلى عذاباتهم عذابا فوق عذاب…
أبو الغيط، ملك الجامعة المتوج، هو الابن الشرعي لنظام مبارك، وهو الذي وقف بكل ما أوتي من رفض وتحدي في وجه ثورة يناير المصرية، ووصف أبنائها بما لايليق ودافع باستماتة لا يحسد عليها عن مشروع نظام مبارك الذي أذاق المصريين سوء العذاب على مدى أكثر من عشرين سنة، وووضع لبنة خراب وضياع هيبة مصر العظيمة، ولهذا ربما تم اختياره الأمين العام لجامعة الدولة العربية خلفا لنبيل العربي الذي يبدو أنه تعب من أداء أدوار لا طائل من ورائها..
اختيار أبو الغيط والموافقة السريعة التي تمت عليه، رغم التحفظ القطري الشكلي، توحي بأن الحديث عن وجود خلافات بين الأنظمة الرسمية العربية كله “كلام لا أساس له”، وإلا فكيف يمكن تفسير أن الجزائر التي طالما نادت بتدوير المنصب هي أول من وافق على المرشح المصري، وكيف تنازل الخليجيون وخاصة السعودية التي تنظر إلى نفسها الآن بوصفها الدولة العربية القائدة عن المنصب بسهولة؟؟، إنه الاتفاق “غير المعلن” وتبادل الأدوار بين الأنظمة التي قد تختلف على كل التفاصيل ولكنها تتفق دائما على الجوهر، والجوهر هنا هو الدوس على كرامة الإنسان العربي، والقول بصوت عالي للجميع إن قضية فلسطين والانتصار لشعبها مجرد “شعارات للبيع″ لا نعيرها أي اهتمام حينما تدق ساعة الجد ويحين وقت القرار..
أدمنت جامعتنا العربية “العزيزة” على إمطارنا بالمفاجآت، وأخر هذا “الكرم الحاتمي العربي” هو تعيين السيد أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة، مبشرا بعهد عربي جديد، ستقهقه فيه الأنظمة ملىء أشداقها، لتتسلى بمآسي شعوب غارقة في البؤس واليأس حتى حين، وليعيد “أبو الغيط” الجامعة سيرتها الأولى ربيبة للأنظمة عدوة للشعوب، وليحولها إلى مجرد مبنى يتسامر فيه السادة الوزراء والمندوبون، ويهرع إليه النظام الرسمي العربي كلما شعر أنه بحاجة إلى وضع “ختم رسمي” على قرار كارثي جديد…
زغردي يا خالتي، إنه يوم فرح، وأيام الفرح قلائل في زمننا العربي!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق