دحلان : قيادة السلطة تعين شخص أمضى نصف حياته وهو يتآمر على الشهيد فيصل الحسيني
رام الله - دنيا الوطن
كشف القيادى الفلسطينى محمد دحلان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " مجموعة من المفاجآت حيث قال :
في زمن العظماء ، زمن ناصر و فيصل و بومدين ، أعلن القائد الفلسطيني الراحل احمد الشقيري قيام منظمة التحرير الفلسطينية ، قيادة و تعبيراً عن آمال الشعب الفلسطيني ، لاستعادة الأراضي الفلسطينية المغتصبة ، و إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم و بيوتهم .
لم يدر بخلد الشقيري ، و هو أول رئيس لمنظمة التحرير ، ما يخبئه الزمان له و لرفاقه ، و لم يكونوا يتخيلون و لو للحظة واحدة ، قيام إسرائيل بإحتلال ما تبقى من أرض فلسطين ، و إحتلال أراض عربية واسعة بعد ثلاث سنوات على تاريخ إعلان قيام المنظمة .
و لم تكن تلك المفاجئة الوحيدة بالطبع ، فمقابل تلك المأساة الفلسطينية العربية ، و تحت أعشاش و ظلام كارثة 1948 ، كان هناك مارد يتململ و يعمل ، يعد العدة و العتاد ، يسابق الزمن ، مارد كان قد أعلن عن نفسه مع صبيحة اليوم الاول من عام 1965 ، مارد لم يكن قد خطف كل الأفئدة و الأبصار بعد ، مارد أسمه حركة " فتح " ، بقيادة شاب مشاغب ، لا يكل و لا يمل ، أسمه ياسر عرفات " ابو عمار " .
أبو عمار ، زعيم الفدائين الفلسطينيين ، تسلم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و لم يبلغ الأربعين بعد ، ليخوض أولى حروبه الكبيرة في معركة " الكرامة " ، على أراضي الكرامة و الشرف ، أراضي الاْردن الحبيب ، و بدعم من الجيش العربي الأردني الباسل ، ليمتزج الدم الفلسطيني الأردني مرة أخرى ، تعبيراً عن وحدة لا تقوى عليها ألاعيب السياسة و الزمان و فتن الإنقسام .
تسلم أبو عمار لقيادة العمل الوطني الفلسطيني ، و معركة الكرامة ، حدثان غيرا المسار الفلسطيني اللاحق ، ليحلق الفدائي الفلسطيني عاليا ، و تصبح منظمة التحرير ممثلا شرعيا و وحيدا للشعب الفلسطيني ، و يصبح ابو عمار باعثا للهوية الوطنية الفلسطينية الحديثة ، و هو الذي حرص طوال سنوات كفاحه الوطني ، على المزج الذهبي بين العقل و البندقية ، بين العمل و الفكرة ، بين المثقفين و الفدائين و السياسيين ، و وحد شرائح الشعب تحت علم واحد ، و باتجاه هدف واحد .
اليوم ، و اذ نحزن لرحيل ابو عمار الذي استشهد نظيفاً و فقيراً ، و نشعر بالأسى و الغضب لحال منظمة التحرير الفلسطينية ، لما يجري فيها و حولها و بإسمها ، من تفريط و انتهاكات ، من فساد و إستنزف ، في زمن العودة الى إدارة الوطن من قصور فارهة في الخارج ، يصبح لزاماً على الجميع ، يصبح واجباً على الشعب ، بكل قواه و طبقاته و شخصياته ، التكاتف لإستعادة دور و مجد و إرث المنظمة قبل فوات الاوان .
اليوم ، و بعد مرور أكثر من 51 عام على قيام منظمة التحرير الفلسطينية ، نجد أنفسنا في مواجهة الدكتاتورية و الفساد السياسي ، مواجهة سياسة الاستخفاف بالشعب ، و الخروج على نظم و تقاليد المنظمة ، و اخرها تجاوز و اهانة مركزية فتح و تنفيذية المنظمة ، بتعين أمين سر اللجنة التنفيذية بطريقة مهينة و بعيدا عن كل المعايير الوطنية و الديموقراطية ، و عن النظم و اللوائح و القوانين ، و بعيداً عن المواصفات التي يجب ان تتوافر في الشخصية ، شخصية تليق مواصفاتها و أهليتها الوطنية بنضال شعبنا و قضيتنا الوطنية ، و ليس بما يقزمها كما فعلت قيادة السلطة بتعيين شخص محمل بمسؤوليات كوارث سياسية و وطنية كبرى ، شخص أمضى نصف حياته و هو يتآمر على القائد الشهيد فيصل الحسيني .
لقد آن الاوان لننهض معا ، من اجل فرض إعلان قيام مؤسسات الدولة الفلسطينية على أرض الواقع ، و إنجاز دستور دائم ، و إنتخاب برلمان فلسطيني موحد ، يمثل الشعب كله و في كل مكان ، إلى جانب برنامج سياسي شامل و واضح ، و شراكة وطنية لا تستثني و لا تقصي فصيلاً او شريحة ، لأسباب سياسية او مصالح شخصية . و فتح باب المساءلة السياسية و غير السياسية ، عبر كشف حساب شامل عن السنوات العشرة الاخيرة من حياة قضيتنا الوطنية المهددة .
و تلك في ظني بضع خطوات قليلة ، قد تنقذ القضية الوطنية ، و تبعدنا عن ندم الماضي ، و تجنبنا شروره اللاحقة .
المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/07/13/742901.html#ixzz3flCbwvUl
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق