الأربعاء، 22 يونيو 2016

صحيفة عبريّة: هكذا استغلّ أبناء “أبو مازن” وظيفة والدهم الرّئيس وبنوا إمبراطورية اقتصادية


قالت صحيفة “مكور ريشون” الإسرائيلية، إنّ هناك ترابطاً بين وظيفة الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس، وانتعاش أعمال أبنائه الاقتصادية والتجارية.



وأشار مراسل الصحيفة “آساف غيبور”  إلى أن ثلاثة أبناء للرئيس عباس، مازن الذي توفي عام 2002 بسبب نوبة قلبية، وياسر وطارق من رجال الأعمال الأغنياء على مستوى دولي ولديهما إمبراطورية اقتصادية.



وزعم غيبور أنه قد تم اتهام عائلة عباس بالحصول على مبلغ مئة مليون دولار من الصندوق القومي الفلسطيني، بينما عثرت وكالة “رويترز” على دلائل تفيد بأن مساعدات مالية من وكالة التنمية الأميركية الدولية (USAID ) بملايين الدولارات وجدت طريقها بالصدفة إلى يد ياسر ابن الرئيس، وفق قول مراسل الصحيفة الإسرائيلية.



واعتبر أن الإضراب الذي خاضه المعلمون الفلسطينيون لأكثرَ من شهر بالضفة الغربية يتزامن مع غضب هؤلاء من “الغنى الفاحش” الذي يعيشه المسؤولون الكبار بالسلطة الفلسطينيّة وأبناء محمود عبّاس الذين يملكون شركات للسجائر والجوالات.



وأضاف غيبور أن ثمة كثيرين يشكل لهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مصدراً للثراء والغنى.



وتابع أن الإضراب يتزامن أيضا مع أزمة اقتصادية تعانيها السلطة بينما يتجول التلاميذ بالشوارع وبعضهم يخرج لتنفيذ عمليات طعن ضد اليهود بجانب النزاع القائم بين حركتي (فتح) و (حماس)، وداخل فتح ذاتها، حيث بدأت حرب الوراثة عشية غياب الرئيس عن المشهد السياسي، وفق وصف مراسل الصحيفة الإسرائيلية.



وذكر أن المجلة الأميركية “فورين بوليسي” نشرت في الماضي تحقيقاً مطولاً عن أبناء عباس، وطرحت عددا من الأسئلة حول شراء ابنه ياسر لشركة سجائر أميركية، وهو صاحب شركة “فالكون للتبغ” التي تملك حصريا إنتاج السجائر الأميركية بالأراضي الفلسطينية، وفق ما ينقله مراسل مكور ريشون دائما.



ونقل غيبور عن المجلة ذاتها أن ياسر يترأس مجموعة “فالكون” الخاصة بالهندسة المدنية والإلكترونيات والهواتف المحمولة، ولديه مكاتب في عدد من المناطق العربية، وفي الضفة الغربية.



وأفاد المراسل الإسرائيلي استنادا إلى معلومات استقاها من عدة مصادر صحفية عربية وأجنبية بتلقي ياسر بين عامي 2005 و2008 مبالغ من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بقيمة ثلاثمئة ألف دولار ومبلغ 1.9 مليون لإقامة مشروع لمياه المجاري في مدينة الخليل بالضفة الغربية.



أخرى 35 مليون دولار من الأميركيين لتنفيذ مشاريع محلية مثل تعبيد الطرق من قبل السلطة الفلسطينية، وهو ما يشير-بزعم المراسل- إلى ترجمة العلاقات العائلية في بيت الرئيس إلى روابط سياسية واقتصادية.
وقال غيبور كما نقلت “الجزيرة”: “رغم أن ياسر ليس لديه موقع رسمي في السلطة الفلسطينية، لكن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن التقى به عدة مرات خلال زياراته الرسمية للأراضي الفلسطينية”.



وأضاف “أما طارق عباس فهو صاحب شركة الإعلانات الأكبر في الأراضي الفلسطينية المسماة (سكاي) التي لا تجد صعوبة بزيادة عدد زبائنها”.



واستطرد غيبور أن ” كل منتج عالمي يدخل السوق الفلسطيني لابد أن يمر بهذه الشركة الإعلانية التي وصلت أرباحها عام 2010 إلى 5.7 ملايين دولار، وقد منحته الإدارة الأميركية مليون دولار في إطار مشروع لتحسين صورة الولايات المتحدة لدى المجتمع الفلسطيني”.



وقدّر مراسل صحيفة “مكور ريشون” الإسرائيلية، العقارات التي تملكها عائلة عباس بعشرين مليون دولار موزعة على عدد من المناطق العربية، كما أشار إلى أن وثائق ويكيليكس أوردت اسم ياسر عباس فيما كشفته من وثائق مسربة حيث يحوز الابن الأكبر للرئيس عددا من الشقق السكنية الفارهة في رام الله، وفق ما نقل “غيبور”.



وأشار مراسل الصحيفة إلى أن ياسر رفع دعوى قضائية على مجلة فورين بوليسي لنشرها هذه الاتهامات، مطالبا تعويضه بعشرة ملايين دولار لأن اسمه تضرر بفعل التحقيق الصحفي الذي نشرته، لكن ثلاثة قضاة تداولوا في الدعوى رفضوا قبولها وقاموا بردها، وفق ما ينقل غيبور.

الجمعة، 17 يونيو 2016

الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات
 
 

اليوم.. الحكم في رد دعوى التحقيق بوفاة ياسر عرفات

الجمعة، 17 يونيو 2016 08:18 ص
 
18
متابعات
يصدر القضاء الفرنسي، اليوم الجمعة، قراره بشأن استئناف تقدمت به سهى أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ضد قرار برد الدعوى للتحقيق في “اغتيال” زوجها، والذي فتح بعد وفاته في 2004.
وكان القضاة الثلاثة المكلفين بالملف في “نانتير” بضواحي باريس، اعتبروا العام الماضي “أنه لم يتم إثبات أن عرفات تم اغتياله بتسميمه بالبلونيوم 210”، وأنه لا توجد “أدلة كافية على تدخل طرف ثالث أدى إلى الاعتداء على حياته”.
وقدم محاميا عرفات فرنسيس شبينر، ورينو سمردجيان، الاستئناف في سبتمبر 2015، بعد حكم أصدره ثلاثة قضاة فرنسيين مكلفين التحقيق؛ بحجة أن القضاء أغلق الملف بسرعة كبيرة، وأن “أحداً لا يمكنه تفسير موت ياسر عرفات”.
يُذكر أن عرفات رحل في 11 نوفمبر 2004، في مستشفى بباريس بعد تدهور مفاجئ لصحته، ولم تعرف أبداً أسباب الوفاة.

الأربعاء، 15 يونيو 2016

مصادر فلسطينية: إيران تحاول استقطاب حركة حماس نكاية بالسلطة الغاضبة منها

 
5
42
وكالات
أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن إيران تحاول استقطاب حركة حماس إلى جانب حلفائها المركزيين في المنطقة٬ كالنظام السوري وحزب الله اللبناني٬ من أجل دعم مواقفها في مواجهة السعودية.
وقالت المصادر لـ”الشرق الأوسط”: “إن عدة لقاءات عقدت مع مسؤولين إيرانيين ومسؤولين في حماس٬ في الأسبوعين الأخيرين٬ في محاولة للتوصل لتفاهمات تضمن من جهة إيران الحصول على موقف من حماس٬ ومن جهة حماس نفسها استئناف الدعم المادي للحركة بشكل ثابت ودائم”.
وكشفت المصادر عن اجتماع عقد في الرابع من يناير / كانون الثاني بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وممثل حماس في طهران خالد القدومي للبحث في علاقات الجانبين بعد تدهور علاقات إيران مع دول الجوار٬ والقطيعة التي أعلن عنها من السعودية والبحرين وغيرهما من الدول لإيران.
وتقول المصادر إن ظريف عرض على القدومي أن تقوم حماس بإعلان موقف سياسي رسمي ضد السعودية بعد إعلانها قطع كل العلاقات مع طهران٬ مقابل أن تقوم الأخيرة بتلبية مطالب حماس كافة٬ ومنها الدعم المالي الثابت والدائم.
وبحسب المصادر٬ فإن إيران غاضبة جدا من موقف الرئاسة الفلسطينية بإعلان الدعم للسعودية في قراراتها الأخيرة٬ وأن ظريف أبلغ القدومي أن طهران على استعداد للاعتراف بحماس ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني بعيدا عن منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة السلطة في رام الله. وكانت السلطة أعلنت منذ بداية السعودية وحلفائها حرًبا على الحوثيين دعمها الكامل لهذه الحرب٬ كما انضمت لاحًقا للتحالف الذي أقامته السعودية ضد الإرهاب.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له الأربعاء الماضي مؤكًدا ضد أي معارضة لموقفه: «نحن ضد التطرف والعنف الإرهاب.. عندما دعا إخواننا السعوديون إلى حرب ضد الإرهاب كنا أول الناس الذين انضموا نحن مع السعودية.. نعم نحن مع السعودية في كل ما قامت به وما فعلته لأننا نرى أنه الصواب» (قالها بتشديد كمن يوصل رسائل داخلية وخارجية).
وأضاف: “نحن مع السعودية”، وجاء الاجتماع في طهران بين لاريجاني والقدومي بعد اجتماع آخر بين علي بركة ممثل حركة حماس في لبنان٬ مع مسؤولين إيرانيين للغرض نفسه.
وردت مصادر من داخل حماس لـ«الشرق الأوسط» بنفي هذه التفاصيل٬ وأكدت حدوث الاجتماعات٬ وقالت المصادر إن «الاجتماع لم يحتِو على أي عرض بالاعتراف بحماس بديل المنظمة٬ وأن ما جرى كان اجتماًعا دورًيا يعقد كل فترة وأخرى لبحث العديد من القضايا»٬ مبينًة أن ظريف وجه عبر القدومي رسالة إلى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يشرح فيها ظروف العلاقة مع السعودية بعد التدهور الحاصل وما يجري في المنطقة وتأثيره على القضية الفلسطينية وضرورة اصطفاف الحركة٬ التي تؤثر في المواقف الفلسطينية الداخلية إلى جانب إيران باعتبارها الدولة الوحيدة التي تقف في وجه إسرائيل.
وأكدت مصادر حماس أن مشعل في الآونة الأخيرة تلقى أكثر من دعوة رسمية لزيارة طهران آخرها كانت منذ أقل من ثلاثة أسابيع لحضور مؤتمر عقد في إيران بحضور الرئيس حسن روحاني وشخصيات إيرانية وعربية وإسلامية موالية لها٬ إلا أن مشعل ومستشاريه فضلوا إرسال علي بركة ممثلاً للحركة٬ لذي اجتمع بدوره على هامش المؤتمر بقيادات إيرانية كبيرة منها مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني. وتريد حماس استئناف الدعم المالي الإيراني٬ لكنها لا تريد خسارة العالم السني الذي تنتمي إليه.
وتسعى حماس منذ وقت طويل لمد الجسور مجدًدا مع طهران بشكل يعيد لها الدعم المادي الكبير دون التطلع إلى أخذ أي مواقف سياسية منها.
ومع الطلب الإيراني من حماس الوقوف إلى جانبها وما فعلته أخيًرا مع «الجهاد الإسلامي» في فلسطين٬ يبدو الاتفاق بعيد المنال. وكانت طهران قلصت الدعم المالي لحركة «الجهاد الإسلامي» بسبب رفض الحركة إصدار بيان يظهر موقًفا سياسًيا موالًيا للحوثيين مع بداية الحرب في اليمن٬ قبل أن تتدهور العلاقة في الأشهر الأخيرة إلى حد توقف الدعم الكامل٬ كما نشرت «الشرق الأوسط» سابًقا.
وشرحت مصادر في حماس لـ”الشرق الأوسط”: “إن إيران كانت تقابل محاولات حماس في البداية بجدية أقل٬ في محاولة للضغط عليها أكثر للقبول بالشروط الإيرانية بإعلان موقف مساند للنظام السوري٬ ولكن الآن ارتفع الثمن الذي تريده طهران. ولم تخِف المصادر وجود تباينات داخل الحركة بشأن كيفية التعاطي مع ملف العلاقة مع طهران٬ وخصوًصا بعدما فعلته بـ«حركة الجهاد الإسلامي» والتخلي عنها”.
وفي حين تسعى قيادة كتائب القسام “الجناح المسلح” لإعادة العلاقة إلى أفضل مما كانت عليه سابقا وتدعم قيادات من غزة أبرزها إسماعيل هنية ومحمود الزهار وخليل الحية هذا الموقف٬ تتحفظ قيادة حماس في الخارج٬ وخصوًصا خالد مشعل وبعض المقربين منه٬ مثل عزت الرشق ومحمد نزال وجمال عبيد من تطبيع العلاقات بشكل كامل مع إيران٬ خشية أن تخسر الحركة العالم السني في المنطقة٬ والكثير من شعبيتها لدى العالم السني٬ خصوًصا أن منتسبي الحركة يظهرون العداء المطلق للتدخل الشيعي في سوريا ومناطق أخرى، ويظهر هذا الخلاف إلى أي حد تضغط الظروف في قطاع غزة على قيادة الحركة هناك من أجل محاولة استرجاع الدعم الإيراني.
روابط:

السبت، 11 يونيو 2016

البيـان الختـامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع عشر

البيـان الختـامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع عشر

05-09-2016 11:52 AM

بسـم الله الرحمـن الرحيـم

البيـان الختـامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع عشر
المنعقـد في مالمو في السابع من أيار/ مايو 2016
تحت شعـار "فلسطينيو الشتات .. ركيزة وطنية وعودة حتمية"

انعقد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع عشر، تحت شعار "فلسطينيو الشتات .. ركيزة وطنية وعودة حتمية"، في السابع من أيار/ مايو 2016، في مدينة مالمو السويدية. وقد شارك في أعمال المؤتمر، آلاف الفلسطينيين الذين توزّعوا على وفود وجماهير غفيرة جاءته من شتى أرجاء القارّة الأوروبية في الذكرى الثامنة والستين للنكبة، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة وفاعلة من الوطن المحتل وخارجه، علاوة على حشد من الشخصيات العامّة وممثلي المؤسسات وقطاعات المتضامنين، العربية والإسلامية والاسكندنافية والأوروبية. كما تميّز المؤتمر بمشاركة فاعلة للفلسطينيين الذين لجؤوا من سورية خلال الآونة الأخيرة.
وقد نظّمت هذا المؤتمر الرابع عشر، مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، ومركز العدالة الفلسطيني في السويد، بالاشتراك مع مؤسسات فلسطينية من اسكندنافيا وأوروبا.
ويجدِّد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع عشر، التمسّك بما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا السابقة، في انعقادها في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، وميلانو (2009)، وبرلين (2010)، وفوبرتال (2011)، وكوبنهاغن (2012)، وبروكسيل (2013)، وباريس (2014)، وبرلين (2015).
وقد عبّر انعقاد المؤتمر عن توجه الشعب الفلسطيني في أوروبا والشتات عموماً، لتطوير حضوره وجهوده من أجل تحقيق مطالبه المشروعة في تفعيل حقّ العودة إلى أرضه ودياره، بكلّ ما يقتضيها من استراتيجيات عمل ومشروعات جامعة وجهود تخصصية متعددة، تأسيساً على الخبرات السابقة وتواصل الأجيال عبر تاريخ هذه القضية العادلة.
وقد خلص المؤتمر في ختام أعماله إلى المقرّرات التالية الصادرة باسم المجتمعين فيه:
أولاً/ نؤكد انطلاقاً من شعار مؤتمرنا "فلسطينيو الشتات .. ركيزة وطنية وعودة حتمية"، تمسّك شعبنا الفلسطيني، في أوروبا وفي كلِّ مكان، بحقّ العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين مهما طال الزمن، فهو حقّ غير قابل للنقض أو الاجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير، فالعودة حقّ جماعي وفرديّ لا رجعة عنه، وسيواصل شعبنا كفاحه المشروع حتى تحصيله.
ثانياً/ نشدِّد على أنّ شعبنا الفلسطيني لن يقبلَ بأيِّ تجاوز لثوابته المؤكدة وحقوقِه غير القابلة للتصرّف ومطالبه المشروعة، وفي مقدِّمتها حقّ العودة. وإنّ الموقف من أي مشروع أو مبادرة لحلّ قضية شعبنا إنما ينبني على مدى ضمانه لحقّ العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال وضمانه معايير العدالة والإنصاف دون أيِّ تنازل عن حقوق شعبنا الثابتة في أرضه التاريخية ودياره السليبة.
ثالثاً/ نقرع ناقوس الخطر تحذيراً من الانتهاكات الجسيمة بحقّ مدينة القدس، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، وبحقّ المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم. ونحذِّر من الاستهداف المتصاعد للمسجد الأقصى المبارك والتدنيس المتواصل لحرمته وقدسيته والتعدِّي على المساجد والكنائس والأديرة والأوقاف الإسلامية والمسيحية فيها، وتزوير هويّة المدينة العربية.
رابعاً/ نحيِّي انتفاضة شعبنا الفلسطيني وتضحياته وصموده في وجه نظام الاحتلال الإسرائيلي، رغم الاعتداءات والإعدامات الميدانية والاعتقالات والانتهاكات وأعمال الترويع وتضييق سبُل العيش. وقد أكد شعبنا بانتفاضاته المتجددة أنّ الاحتلال لن ينجح في كسر الإرادة أو فرض سياساته الجائرة على الأرض مهما أوتي من قوة. ونعبِّر عن ثقتنا الكاملة بحتمية انتصار شعبنا الفلسطيني وانتزاع حقوقه الثابتة، ونطالب مؤيدي الحقوق والعدالة والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية في كلّ مكان بالوقوف إلى جانب هذه القضية العادلة ومساندتها في كافة المجالات.
خامساً/ نحيِّي تضحيات شعبنا الفلسطيني المتواصلة، من الشهداء والجرحى والأسرى والمُبعَدين، وإنّ هذه التضحيات المستمرّة بعد ثمانية وستين سنة من النكبة لتؤكِّد للعالم أجمع أنّ هذا الشعب لن ينكسر وسيواصل مسيرته بعزيمة وثبات حتى تتحقّق مطالبه المشروعة.
سادساً/ نتوجّه بتحية الإكبار لأسرانا الأحرار في سجون الاحتلال، ونؤكِّد أنّ قضيتهم تتقدّم اهتمامات شعبنا الفلسطيني في أوروبا وكلِّ مكان، ونجدِّد وقوفنا معهم في كفاحهم العادل حتى انتزاع مطالبهم وتمكينهم من الحقوق المؤكدة لأسرى الحرب، وصولاً إلى فكّ قيودهم وتمكينهم من الحرية، وملاحقة سجّانيهم بأدوات القانون والعدالة.
سابعاً/ ندين الحصار الجائر المفروض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ عشر سنوات، ونطالب برفعه فوراً ، ونحذر من استمرار هذه الجريمة التي تنطوي على انتهاك جسيم لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، ونعرب في الوقت ذاته عن اعتزازنا بصمود شعبنا تحت الحصار عبر عقد كامل.
ثامناً/ نلحظ تفاقم نكبة شعبنا الفلسطيني في سورية، التي تؤكِّد أنّ نكبة شعبنا المتواصلة لن يضع حدّاً لها سوى تفعيل حقِّ العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين. ونطالب بتحييد المخيمات الفلسطينية في سورية عن المواجهات المسلّحة وضمان تدفّق الإمدادات الإنسانية لقاطنيها ولعموم السكان والنازحين هناك. ونطالب بضرورة التزام الدول جميعاً بالتعامل الإنساني الكريم مع اللاجئين والنازحين، كما نتعهد بمواصلة الجهود والحملات لإسناد أبناء شعبنا والتخفيف من المعاناة والأضرار.
تاسعاً/ ندعو الدول العربية الشقيقة وكافة الأطراف المعنية، إلى إحسان وفادة الفلسطينيين لديها، وتخفيف معاناتهم، ورفع الجور عنهم. وندعو جامعة الدول العربية، في هذا الصدد، إلى التحقّق من الالتزام ببروتوكول الدار البيضاء لسنة 1965 في مايتعلق بمعاملة اللاجئين الفلسطينيين، بما يتماشى مع التمسّك الفلسطيني بحق العودة إلى الأرض والديار المحتلة سنة 1948، وبما يستجيب أيضاً لحقوق الإنسان وكرامته، وللحقوق المدنية والاجتماعية.
عاشراً/ نطالب بتحرك أوروبي ودولي رادع رداً على تصاعد السياسات التوسعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الأرض الفلسطينية والتجمّعات السكانية الفلسطينية، وتفاقم اجراءات الطرد الجماعي والإخلاء السكاني وتدمير المنازل في الضفة الغربية وفي الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948، وفرض نظام المعازل السكانية عبر تطويق التجمّعات الفلسطينية بأحزمة الاستيطان والجدران العنصرية ومصادرة الأراضي وموارد المياه.
حادي عشر/ نحذِّر من سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية (الأبارتهيد)، وهو ما يقتضي فرض العقوبات وتكثيف الجهود لملاحقة نظام الاحتلال قانونياً وعزله دولياً وكشف خطورة سياساته وممارساته على الملأ. ونرى أنّ عالمنا اليوم لا يمكن أن يسمح بسياسات كهذه مشفوعة بإجراءات الاضطهاد والتنكيل وبمنظومة قانونية جائرة، وهو ما يستدعي تطوير استراتيجيات فعالة لفضح الاحتلال الإسرائيلي وكشف جرائمه وانتهاكاته، وتعزيز الخطوات المدنية لملاحقة مسؤوليه والحيلولة دون إفلاتهم من المحاسبة القانونية.
ثاني عشر/ نساند الخطوات التي تعزِّز مكانة فلسطين القانونية على المستوى الدولي، مثل الاعترافات بدولة فلسطين والتوقيع على اتفاقيات دولية والانضمام إلى هيئات أممية، ونحثّ على المسارعة في استثمار هذه المكتسبات في تعزيز الموقف الفلسطيني الجامع في مواجهة الاحتلال ودعم جهود ملاحقة الاحتلال قانونياً ودولياً، مع عدم المساس بأيٍّ من حقوق شعبنا الثابتة.
ثالث عشر/ نطالب بتطوير المصالحة بين الأطر السياسية الفلسطينية، وتحصين الموقف الداخليّ وحشد الجهود لحماية الحقوق الفلسطينيةِ الثابتة، والعمل المشترك على مواجهة مخططات الاحتلال وتحدِّيات المرحلة الراهنة.
رابع عشر/ ننادي بتطوير مؤسسات فلسطينية جامعة وتعزيز العمل الشعبي وقطاعات المجتمع المدني لأبناء شعبنا الفلسطيني في كلِّ مكان في المجالات كافّة. ونؤكد أهمية إحياء منظمة التحرير وإعادة هيكلتها وتفعيل دورها عبر تشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب في الداخل والخارج تفرز قيادة تمثل ارادة شعبنا ومطالبه.
خامس عشر/ نجدد التذكير بالمسؤولية التاريخية لأوروبا عن النكبة التي حلّت بشعبنا الفلسطيني سنة 1948، والتي ما زالت أجيال شعبنا تدفع ثمنها حتى اليوم، بما في ذلك اضطرار أفواج من اللاجئين الفلسطينيين للتدفق إلى أوروبا لحرمانهم من حقهم في أرضهم وديارهم. ونطالب الهيئات والدول الأوروبية بمساندة حقوق شعبنا الفلسطيني والامتناع عن أي شكل من أشكال الدعم أو الشراكة أو التعاون مع نظام الاحتلال وإلغاء كافة الاتفاقيات معه دون إبطاء.
سادس عشر/ نعرب عن التقدير للسياسات والمواقف المبدئية التي تتبناها مملكة السويد، بما في ذلك اعترافها بدولة فلسطين، وتعبير الدبلوماسية السويدية عن رفض الانتهاكات الجسيمة التي يقترفها نظام الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إنصاف الشعب الفلسطيني.
سابع عشر/ نحيي الجهود المتصاعدة في أوروبا والعالم في مساندة حقوق شعبنا الفلسطيني، وللحملات والمبادرات والمواقف المناهضة للاحتلال ونظامه العنصري وسياساته التوسعية وإجراءاته التعسفية، ونرى في ذلك إسناداً مهمّاً لشعبنا في كفاحه العادل لاستعادة حقوقه وحريته.
ثامن عشر/ اجتمعت الروابط والاتحادات المهنية الفلسطينية بمختلف اختصاصاتها وخرجت بتوصيات عملية ترتبط ارتباطاً مباشراً باحتياجات وتطلعات العمل النقابي الفلسطيني، وأعلنت عن تشغيل 30 مهندساً فلسطينياً من قطاع غزة، والإعلان عن المؤمر الأول لتأسيس التجمع الدولي للمهندسين من أجل فلسطين في مدينة اسطنبول التركية بتاريخ 28/05/2016. وستفصل ذلك في بيان ختامي مستقل.
تاسع عشر/ يولي المؤتمر عنايةً خاصة للشباب الفلسطيني، حيث انعقدت ملتقيات شبابية حضرها وفود وممثلون عن العديد من التجمعات الشبابية من مختلف أنحاء القارة الأوربية، واتفق المجتمعون على العديد من البرامج التي من شانها تطوير عمل الشباب وتكامله، وسيصدر عن الملتقى الشبابي تفصيل لاحق حول هذه البرامج.
عشرون/ انعقد الملتقى السياسي بحضور نواب وبرلمانيين وشخصيات سياسية ونشطاء أوروبيين، وتضمن النقاش مختلف سبل الدعم وتعزيز حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، ونزع الشرعية عن الاحتلال، وتطوير الحراك الحقوقي بمختلف مستوياته.
واحد وعشرون/ اجتمع عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب في القارة الأوربية، وتم الاتفاق على إطلاق غرفة التجارة الفلسطينية – الأوربية بهدف تعزيز الحضور الفلسطيني في سوق العمل الأوروبية بما يخدم دعم الحقوق العامة.
اثنان وعشرون/ يؤكد المجتمعون على أهمية المتابعة، وتطوير بنى العمل داخل المؤتمر وخارجه، وتفعيل الحراك الشعبي على مدار العام في مختلف الأقطار داخل القارة الأوروبية.

الخميس، 9 يونيو 2016


أكثر من عشرة آلاف لاجئ ماتوا غرقا بالبحر المتوسط منذ 2014


قضى أكثر من عشرة آلاف مهاجر في عرض البحر الأبيض المتوسط منذ 2014، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الثلاثاء. وارتفع عدد الضحايا في المتوسط منذ 2014. وبلغ عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط حتى الخامس من يونيو/حزيران 206400 خلال هذا العام، وفق تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.

أعلن متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف الثلاثاء أن أكثر من عشرة آلاف مهاجر قضوا في البحر المتوسط منذ العام 2014 خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
وأوضح المتحدث أدريان إدواردز أن عدد الضحايا بلغ 3500 شخص عام 2014، و3771 في العام 2015 يضاف إليهم 2814 قتيلا منذ مطلع العام 2016، منددا بهذا العدد "المروع". ومنذ العام 2014 ارتفع عدد الضحايا في البحر المتوسط بشكل كبير، حسب ما أعلن المتحدث، مشيرا إلى أنه "فاق العشرة آلاف".
206400 لاجئ وصلوا إلى أوروبا عبر البحر
من جهتها، قدرت المنظمة الدولية للهجرة أنه منذ مطلع 2016 قضى 2809 من المهاجرين في المتوسط مقارنة مع 1838 في النصف الأول من 2015. وأعطت المنظمة أيضا توضيحات حول حادث غرق مركب مهاجرين الأسبوع الماضي قبالة سواحل جزيرة كريت اليونانية. وقالت، استنادا إلى إفادات، إن 648 إلى 650 شخصا كانوا على متن السفينة وفقد منهم 320 شخصا.
وتابعت المنظمة أنه بتاريخ 5 حزيران/يونيو 2016 وصل 206400 لاجىء ومهاجر إلى أوروبا بحرا عبر اليونان وقبرص وإسبانيا منذ مطلع 2016. ولم تسجل أي وفيات في المتوسط منذ السبت 4 حزيران/يونيو.

فرانس 24 / أ ف ب
نشرت في : 07/06/2016

مأسسة "المتعة" في العراق: مخاوف اجتماعية ومذهبية وسياسية


هو "زواج المتعة" يعود مجدداً إلى الواجهة في العراق. في الواقع، ما يُحكى عن انتشار واسع لهذا الزواج المؤقت، وفق المذهب الشيعي، ليس جديداً على الساحة التي تعيش حرباً خلفت الآلاف من المطلقات والأرامل (المرشحات المثاليات لهذا النوع من الزواج)، لكن الجديد كان في محاولة مأسسة "المتعة" عبر افتتاح مركز رسمي يسهل هذه الزيجات ويدير إجراءها، لا بل يروّج لها تحت شعار "خدمة الشباب ومنعهم من الانحراف إلى الحرام والضياع".

"مؤسسة طريق الإيمان الإسلامية" الإيرانية (ومقرها مشهد) افتتحت أول فروعها في بغداد، وفتحت معه الباب لمئات الزيجات المؤقتة يومياً، وسط جدل واسع حول هذه الممارسات التي تواجه إشكاليات عدة في المجتمع العربي، وتخلف آثاراً واضحة في مجتمعات الحرب.



آليات الزواج: استمارة وبطاقة شحن و20 دولاراً

"فاطمة/ 26 عاماً/ أرملة.. ياسمين/ 30 عاماً/ مطلقة.. رشا/ 19 عاماً/ مطلقة// رقية/ 27 عاماً/ أرملة…"، هذه بعض الأسماء التي أوردتها لائحة المؤسسة في العاصمة بغداد وتمكن الباحث عن "المتعة" من اختيار اسم المرأة ثم ترك التنظيم للمؤسسة.

الأخيرة تُعرّف عن نفسها، بحسب صفحتها على فيسبوك وتديرها ياسمين الدارجي (مع العلم أن الصفحة جرى قرصنتها أخيراً)، بأنها الأولى في الشرق الأوسط التي تساعد الشباب من خلال 14 مكتباً تابعاً لها في كل محافظة، و16 فندقاً لإتمام الزواج، ومشايخ يعقدون الزواج أبرزهم صادق الموسوي. العقد مجاني، ويكفي أن يملأ الشاب الاستمارة ويدفع للمؤسسة رسماً رمزياً (اختيارياً) ثم يؤمن بطاقة شحن "آسياسيل" لتسهيل الاتصالات، في حين تحصل الفتاة على مبلغ 20 دولاراً يومياً. يذكر أن "زواج المتعة" هو زواج مؤقت يفترض فقط تحديد الوقت حسب الرغبة (يمكن من يوم واحد إلى 99 عاماً) والمهر (يمكن أن يكون رمزياً)، ولا ميراث فيه للزوجة أو الأولاد (في حال الحمل)، ويحصل فيه الفراق عند انتهاء المدة المحددة وإلا بات في خانة الزنا.




































بعد الاتفاق على الاسم وآلية التنفيذ، تجري المراسلات سراً، بينما تدعو المؤسسة إلى احترام الخصوصية وشروط المؤسسة. وللترويج لهذا الزواج تنشر المؤسسة على صفحتها مقاطع لرجال دين شيعة يدافعون عن شرعيته. وقد فتحت المجال لأسئلة وأجوبة مع المرجع الشيعي علي السيستاني حول شروط الزواج، كزواج المتعة للمتزوج، عن الأولاد في حال المتعة، وزواج المتعة من امرأة تمتع بها الأب أو الأخ سابقاً…).

يُذكر أن العديد من صفحات "الفيسبوك" ومواقع التواصل في العراق تتولى هذه المهمة، لا سيما في المناطق ذات الأغلبية الشيعية.



منتقدو "المتعة": "زنا حلال" و "تهديد للمجتمع"

تنتقد المذاهب الإسلامية غير الشيعية هذا الزواج وتعتبره "حراماً حرّمه الرسول" وهو من "الأنكحة الباطلة المحرمة بالإجماع، ولا يجوز لأحد الإقدام عليه، ولا التفكير به، ولا الاستماع إلى شبهات من يبيحه".

يذكر أن الانتقادات العديدة لهذا الزواج دفعت إيران إلى اغلاق مكاتب متخصصة فيه في تسعينات القرن الماضي، لتعود وتفتح في السنوات الماضية بشكل كبير، كما أنه كان سرياً في العراق لا سيما في عهد الرئيس صدام حسين الذي كان يجرمه ويعاقب في أحيان كثيرة بالاعدام من يتهم بارتكابه. ويستنكر كثيرون السماح لمثل هذه الجمعية باستدراج عدد كبير من النساء، لأن ذلك ستكون له آثار سلبية خاصة مع وجود ملايين النساء الأرامل والمطلقات في المجتمع العراقي، اللواتي لا معيل لهن ولا راعي للكثير منهن وسط حياة تتطلب توفير الكثير من المستلزمات لهن ولأولادهن، مما يجبرهن بتشجيع من بعض رجال الدين على التورط في مثل هذا الوضع.

وينبع الاستنكار كذلك من خطر هذا الزواج بأن يخلف المزيد من أبناء الشوارع وانتشار الأمراض، في وقت لا يوجد قوانين واضحة تنظم موضوع الأولاد. وبحسب تقرير لوزارة الصحة، التي طالبت البرلمان العراقي بإصدار تشريع جديد ينظم ضوابط هذا النوع من الزيجات، فإن من بين كل سبع زيجات متعة يولد طفلان يكون مصيرهما مجهولاً، في وقت تتزايد الأمراض المنتقلة جنسياً.

وفيما يشترط الشرع موافقة والد أو جد الفتاة البكر، لا يفعل كذلك إن كانت تتولى شؤون نفسها ويترك حرية الزواج للأرامل والمطلقات، لكن قيود المجتمع وعدم تقبله لهذا الزواج يترك الفتاة المقبلة عليه تعمل سراً وتتخلص من تبعاته (الأولاد مثلاً).

سبب آخر يجعل هذا الزواج مثاراً للاستفزاز والسخرية يتمثل في بعده المذهبي. فارتباطه بالمذهب الشيعي، وافتتاح المؤسسة الإيرانية في العراق، وازدياد الحالات مع الزوار الإيرانيين، يجعله مدعاة حرب من الطرف السني في ظل تزايد الشحن المذهبي في العراق. في وقت يعتبره آخرون مثالاً صارخاً عن التأثير الإيراني في العراق، ومحاولة تشويه ثقافة البلاد عبر فتاوى دخيلة على الشعب العراقي، لا سيما القبائل منه.

ويرى من يرفضون الزواج بأنه أصبح تجارة تقلل من شأن النساء و"زنا مجمّلاً"، إذ أحياناً يدفع بعض الرجال ملايين الدنانير من أجل قضاء عدة ليالٍ مع الفتاة أو السيدة المطلقة أو الأرملة، فيما تكون حالات زواج المتعة من الفتيات البكر قليلة جدًا.



مناصرو "المتعة": القرب من الله والتحصن ضد الخطيئة

يستحضر هؤلاء حجة أن "زواج المتعة هو قربة يتقرب بها الشخص إلى الله عز وجل بتحصين نفسه وحفظ دينه"، ويعتبرون أن من حرمه هو الخليفة عمر بن الخطاب وليس الرسول. صحيح أن الزواج يخلو من الإشهار وحفلات الزفاف، ويحصل بالسر عن العائلة، لكنه لا يخالف شرع الله. هذه هي حجة من يناصرون "المتعة"، ويردون بالقول إن السنة يكيلون بمكيالين في الاستهزاء من هذا الزواج وهم يحللون زيجات المسيار على أنواعه (المصياف، المضياف، المسفار…).

كما يلفت مناصرو هذا الزواج إلى إنه يحمي الشباب من "الخطيئة" في ظل صعوبة تؤمن شروط الزواج الدائم اجتماعياً واقتصادياً (في حالة الفتاة البكر) ويحمي النساء الوحيدات (المطلقات والأرامل) في مجتمع خسر شباباً كثر في الحرب.

ويسمح هذا الزواج من محاربة ظاهرة الزنا بأقل الأشكال ضرراً، بينما يفتح مجال الاستفادة أمام نساء كثيرات خسرن رجالهن في الحرب والمعارك المسلحة، مع العلم بأن الإحصاءات تشير إلى وجود حوالي مليون وستمئة ألف أرملة في العراق، بسبب الحروب المتتالية.

ولكن حتى مناصري هذا الزواج من رجال الدين، يقولون بأنه لا يمكنهم أن يقبلوه على أخواتهم وبناتهم لما فيه برأيهم من إهانة للمرأة، وتهديد لمستقبلها في حال وجدت رجلاً مستعداً لزواج دائم معها.



الجدل العقيم ومحاولات العلاج الخجولة

لا يعتبر العراق منفرداً في هذا المجال، فالكثير من زيجات "المتعة" تنتشر في بلدان كالبحرين ولبنان، ويبقى الجدال بشأنها عقيماً كأي جدال على نقاط الخلاف بين المذاهب الإسلامية. لكن أياً كان الموقف من الزواج، فعدم التنظيم والحروب المشتعلة والمحسوبيات وسلطة رجال الدين (المتزايدة في العراق مثلاً بعد الاحتلال الأميركي) تترك هذا المجال مفتوحاً على كثير من التعقيدات والمصالح التجارية في ظل غياب أي ضبط رسمي فعلي، ما خلا بعض المحاولات الخجولة التي يقودها سياسيون أو مسؤولو أحزاب لتقديم منح للزواج أو تنظيم زيجات جماعية.