الثلاثاء، 2 يونيو 2015

فيصل الحسيني ... هل قُتل ..؟؟ سؤال يبحث عن اجابة

نشر بتاريخ: 01/06/2015 ( آخر تحديث: 01/06/2015 الساعة: 14:26 )
60
الكاتب: يونس العموري
لكل مدائن الفقراء كبار عاشوا فيها، وعايشوا تفاصيلها وكانت ان ارتبطتت اسماءهم بها وارتبط اسمها بهم، فكبروا من خلالها وعلو حينما كانوا يعبرون عن تفاصيلها وتفاصيل عشقها، فقد كان يرتلها ترتيلا ويعي اسرار جمالها واين تكمن خباياها والوحيد القادر على استيعاب احباطاتها فاسمح لي يا سيد القدس وكبيرها ان اتوجه اليك بالشكل المباشر وانا اعلم ان روحك ما زالت ترفرف بسماءها.
والتوجه هنا له علاقة بحل لغز غيابك واخفاءك وقد اقول قتلك. ما زلت مؤمنا ان وفاتك يا سيدي لم تكن طبيعية ولم تأتي في الإطار الطبيعي وقد اقول لا تتوفر القناعة بالأسباب الطبيعية للوفاة مع ايماني المطلق بالقضاء والقدر، وفي هذا السياق وبعد كل هذا الغياب ومن خلال استعراض تداعيات غيابك وقتلك على الساحة المقدسية، اخرج بنتيجها واحدة لا غير مفادها ان قتلك كان فعلا احتلاليا بإمتياز حيث ان ما حدث للقدس وما يحدث بالظرف الراهن ما كان ليكون الا بعد ان تمت سلسلة من الاجراءات والتحضيرات لتمهيد مسرح احداث القدس لتستقبل بالتالي تنفيذ المخططات التي نشهدها هذه الايام وهذه الاجراءات، وتحضير مسرح الاحداث بدأ اولا بضرورة تغيبك عن الساحة واخماد صوتك ونشاطك وحركتك وبالتالي اقفال المؤسسة التي كنت تتحرك من خلالها وباسمها بيت المقدسيين والتي بُنيت مداميكها بسواعد الرجال الرجال حراس احلام القدس، وما كان ليكون اقفالها الا من خلال غيابك وتغيبك قصرا عن مسرح الاحداث، واذا ما تتبعنا باقي فصول القصة نلاحظ ان كافة المؤسسات المرتبطة بشكل او بأخر بمؤسسة بيت الشرق كان ان تم اقفالها ايضا وملاحقتها ومطاردة رؤساءها وموظفيها ليتم العمل وبشكل مبرمج ووفقا لخطط مدروسة لإفراغ القدس من محتوياتها الوطنية من خلال فعل التهجير القصري للمؤسسات تارة، واغلاق ما تبقى منها تارة اخرى، ومن خلال بعض التواطأ من ذوي القربى بالشكل المقصود او غير المقصود لا فرق والنتيجة واحدة، ان القدس قد أُفرغت من مؤسساتها واصبح الطريق ممهدا للبدء في سياسات هدم المنازل وسحب الهويات وتكثيف الفعل الاستيطاني ومصادرة الاراضي وبناء جدار الفصل العنصري وعزل القدس عن محيطها وتواصلها العربي وتنفيذ الكر والفر تجاه الأقصى، والمباشرة بتهديده بالشكل المباشر والمصارحة العلنية والفعلية بنية الاحتلال هدمه وتشييد هيكلهم المزعوم، وكأن هذه السيناريوهات قد ارتبط تنفيذها والمجاهرة فيها والعمل عليها بتغيبك وغيابك، 
والأهم برأيي من كل هذا ما شهدته وتشهده الحركة الوطنية في القدس من بعدك يا سيدي حيث التراخي لدرجة التلاشي للفعل الوطني المؤطر والمبرمج والذي من الضروري ان يخدم التوجهات الفلسطينية عموما وتطاير الجميع من حول القدس واصبح الموقف مختلف تماما فبعد ان كانت القدس قائدة ورائدة العمل الوطني تراجع دورها ليصبح هامشيا ما بعد قتلك واضحى كل شيء مسموح ومباح في هذا السياق وابناء القدس اتجهوا بكل الاتجاهات الممكنة فمنهم من قضى بسيرته ليُحال الى التقاعد المبكر ومنهم من هاجر وسافر الى اصقاع اخرى وهناك من بقي بالقدس محاولا ان يعايشها متوافقا وقوانين احتلالها في سبيل ان يبقى حيا في كنفها ومسرح الاحداث ما زال يتحضر لتنفيذ ما هو اعظم واكبر لإحالة القدس بالنهاية الى مدينة داودية توراتية وفقا لرؤويتهم والمجاهرة اصبحت علنية بذلك بل ان المخططات قد نُشرت والصور للتصور المستقبلي لما يسمى بمدينتهم قد اصبحت بمتناول اليد والسواد يكلل نواصي بيوتنا العرب ية بعد اصبحت بكل زقة من زقاق القدس بيت يرفع علم يهوذا ويسطر على المشهد ومداخل القدس قد اضحت مهددة فباب العمود الذي كنت تعبره كل يوم خميس بجولتك المعهودة في البلدة القديمة سيغلق عن قريب لتفيذ المخطط الأشمل والأكبر بتاريخ فعل التهويد والأسرلة .... وتلك الجولات التي اذكرها تماما كانت الأجمل في المشهد المقدسي حيث اللقاء والمزاح والكلام والإستماع للشكاوي ومحاولة ايجاد الحلول والتوجيه والإستماع للنصائح وكل ذلك كان يتم بالشكل المباشر وبالتواصل الحسي المباشر ايضا ... كنت تتأثر بشكل ملحوظ ويسيطر عليك الشعور بالمسؤولية المطلقة وتصبح كل القضايا وكأنها قضاياك الشخصية والخاصة وهي كذلك ..
مرة اخرى ياسيدي نحاول الإجابة على السؤال الأكبر هل كان غيابك طبيعي ام انه قد كان قتلا مع سبق الإصرار؟ في واقع الأمر اعتقد الأجابة واضحة وضوح الشمس بعد استعراض مؤشرات وقائع القدس بظرفها الحالي..
هل تم قتلك لأنك تجاوزت خطوطهم الحمراء ... بعد تمردك على قوانين اوسلو وما فرضته من حيثيات في القدس؟ وبعد ان اتجهت مخاطبا العالم من طهران؟ وبعد ان طوعت الخلاف مع امراء الكويت الى البدء بمصالحة لصالح القدس؟ ام ان السبب كان لأنك عزمت العزم ان تتوجه الى بغداد لمقابلة الزعيم المتمرد آنذاك؟ ام ازعجهم ان ناكفتهم كثيرا من اجل القدس ووضعت صخرة الرفض امامهم لأي تسوية محتملة تتجاهل معادلة القدس بأن تكون العاصمة الفعلية للدولة العتيدة ... ام لإنك قد قلت يوما اذا ما نظرت باتجاه الشرق فسننظر ايضا باتجاه الغرب من القدس ... ام هي بسبب فرض سياسة الأمر الواقع عربيا وفلسطينيا في القدس والتي اتت بثمارها والقت بظلالها بالمنحنى الإيجابي على قوانين معادلة الصراع ....
سيدي فيصل... قبل ايام جاءنا بالنبأ الجديد ان زعيم خفافيش الليل الذين سطوا على العتيقة وسرقوا ونهبوا من تاريخها في محاولة لتطويعها وفقا لما يريدون، وقال في حضرة الأضواء المنبعثة من سراب اوهامهم انه لا فرق بالنسبة له ما بين معالية ادوميم وتل ابيب ولا يعير الإنتباه للحلول المقترحة في اطار ما يسمى بالحل الأممي المطروح على طاولة البحث والقاضي بدولتين لشعبين. كل هذا التبجح قد جاء كنتيجة طبيعية وفعلية لغياب القادة وانت واحدا منهم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق